الصين وتونس نفس الطموحات باختلاف الآليات... - صوت الضفتين

 الصين وتونس نفس الطموحات باختلاف الآليات…

بقلم نزار الجليدي

قد يبدو العنوان غريبا وقد يبدو مسقطا لكنّه ليس كذلك فللصين و تونس طموحات مشتركة ديدنها السيادة الوطنية و الانعتاق من الاستعمار الاقتصادي.
فقصة الصين مع الكفاح الذي ذكرنا انطلقت منذ في الظهور تزامنًا مع تأسيس الجمهورية في العام التاسع والأربعين من القرن العشرين،لكنها تعرّضا الى العديد من المطبّات و العراقيل من قبل القوى المالية التي كانت تدرك خطر الاقتصاد عليها .وبدأت الصين في جني ثمار كفاحها بشروعها في تطبيق نظام اقتصادي جديد عام 1978 وهو نظام الإصلاح والانفتاح على العالم أجمع، ففي البداية عملت الصين منذ عام 1949 على القضاء على جميع الأنظمة الإقطاعية لديها، ثم قامت بالاعتماد على الصناعات التجهيزية والأساسية حتى تلبية كافة احتياجاتها في المقام الأول، وقامت أيضًا بتنظيم عملية الزراعة لديها حتى صارت جيدة للغاية، وقد سميت تلك المرحلة باسم مرحلة البناء الاشتراكي.
وخاضت الصين معركة أخرى في سبيل الانعتاق من الاقتصاد العالمي المتوحّش و صنعت اقتصادها الخاص و أخضعت العالم له .
تونس أيضا تخوض منذ 25جويلية 2021 معركة التحرّر من القوى الاقتصادية الكلاسيكية المتحكمة في الاقتصاد التونسي و المستنزفة لثروات البلاد عبر أذرعها المتنفّذة في تونس منذ الاستقلال .
كما تخوض حربا شرسة لاستعادة السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة بعدما تمّ التفريط فيها من قبل حكّام و سياسيين غلّبوا المصالح الذاتية على المصلحة الوطنية .
وبالتالي عجزنا عن انتاج مناويل اقتصادية جديدة و تمّ وضع المطبّات أمام مبادلات تجارية جديدة مع اقتصاديات صاعدة كالصين.
في هذا الاطار تأتي زيارة الرئيس قيس سعيد الى الصين وهو اطارها الحقيقي غير الاطار الرسمي وهو .
منتدى التعاون الصيني العربي.
فتونس اليوم تتجه الى تنويع شراكاتها التجارية و تأتي الصين وروسيا على قائمة البلدان التي ستشهد المبادلات التجارية معها تطورّا ملحوظا في الفترة المقبلة .
لكن المهم تقليص العجز التجاري مع بيكين و الذي
بلغ 8532 مليارًا سنة 2022، حيث بلغت قيمة الصادرات التونسية إلى الصين 133 مليارًا، مقابل واردات 8665 مليارًا.
ولتقليص هذا العجز لابد من فتح خط جوي مباشر مع الصين و التشجيع على التصدير عبر إعفاءات جمركية ملموسة.وكذلك تحسين مناخ الاستثمار في الاتجاهين .
ويجب على السفارة التونسية في بيكين أن تضطلع بمهامها كاملة خاصة فيما يخص الديبلوماسية الاقتصادية .
الصين يمكن أن تلعب دورا مهما في الاقتصاد التونسي و يمكن أن تقيه المخاطر وتحرّره من كل مكبلاته .
[22:16, 27/05/2024] Tlili Fathi:

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *