الثورة التونسية 2011-2024…” عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد “.
بقلم نزار الجليدي
يحيي الشعب التونسي اليوم الأحد الذكرى الثالثة عشر للثورة التونسية التي انطلقت يوم17ديسمبر 2010بسيدي بوزيد و أختتمت يوم 14جانفي 2011 محطمة الرقم القياسي في العامل الزمني لإسقاط أي نظام.
في هذا اليوم كثير من التونسيين مازالوا يستبطنون أحداث ذلك اليوم العظيم والذي انطلق ذات صباح 14جانفي بهتافات الشعب في كل المدن التونسية منادين باسقاط النظام و كانوا على قلب رجل واحد يرددون “خبز وماء و بن علي لا” و “شغل.حرية.كرامة وطنية”.
وماهي سوى سويعات حتى كانت كل الشوارع تغص بالمحتجين الذين لم يخشون خراطيم المياه و عصي البوليس بل تمّ الزحف حينها باتجاه وزارة الداخلية عبر سلسلة بشرية امتدت على أكثر من كليومتر وتفرعت من كل الأنهج و الشوارع في العاصمة و كان الهدف واحد هو اسقاط النظام .
ورابط المحتجون هناك و تراجع البطش البوليسي حتى وصل حدّ الانسحاب و الالتحام مع الشعب في مطالبه في بعض الأحيان.
وبإعلان مغادرة الرئيس بن علي أرض الوطن وفق ما تناقلته وسائل اعلام عالمية لم يصدّق المحتجون ذلك حتى جاء التأكيد من التلفزيون الرسمي التونسي في حدود الساعة السابعة مساء عن شغور منصب رئيس الجمهورية.تحولت الاحتجاجات الى أفراح في الشوارع مؤذنة ببداية عهد جديد أو هكذا اعتقد التونسيون.
وتتوالى الأيام و يحاول النظام المنهار تجميع قواه عبر التشكيلة الحكومية التي قادها اخر وزير أول من النظام القديم وهو محمد الغنوشي الذي سرعان ما أجبر على تقديم استقالته بالتوازي مه حل التجمع الدستوري الديمقراطي .
لكن الثورة لم تكتمل بعد لانّ رأس النظام انهار و بقي جسده مسيطرا على مفاصل الدولة وتحالف مع الاخوان الذين استعمروا البلد وحاولوا تحويله الى امارة خاصة بجماعتهم ليدخل التونسيون في نفق مظلم من الإرهاب و الجوع والفقر و المرض أعادت البلاد عقودا الى الوراء وجعل عددا من التونسيين يندمون على التمرد على النظام السابق وبرزت المقولة الشعبية “الله يرحمك يا بن علي ” التي تشير الى التحسّر على عهده.
ولمّا بدأ الشعب يتحرّك مرة أخرى للثورة على الاخوان و حكمهم وزبانيتهم خشي النظام الرئاسي المنتخب أن تكون الثورة دموية هذه المرة بالنظر لتاريخ هؤلاء الدموي تدخلت أجهزة الدولة الرسمية الوطنية والمحايدة بأوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة للقيام بعزل من جوّع و نكّل و شرّد الشعب فكانت ثورة شعبية سلمية تحققت على يدي الشرفاء .
واليوم ومع ضنك العيش ونقص المواد الغذائية و ضعف القدرة الشرائية للمواطن بدأ يحس التونسيون البسطاء أن بلادهم أعيدت لهم وهم واعون بأن مستقبلهم سيكون أفضل من حاضرهم وماضيهم.
ما تبقى في الذاكرة
*ثورة نهاية 2010 وبداية 2011 قام بها الشعب وركب عليها السياسيون وغنموا من ورائها المكاسب.
ثورة 25جويلية 2021 قام بها النظام وهو بصدد اهدائها للشعب.
*ما حدث صباح 17ديسمبر 2010 كان شرارة ثورة أطفأت من طرف قوى مضادة يوم 1جانفي 2011.حتى جاء يوم 25جويلية 2021 لينفخ مجددا في هذه الشرارة فتتحول الى ثورة حقيقية نسفت كل النظم واللوبيات والدولة العميقة التي نكلت بالشعب لسنوات وعاقبته على التمرد.
*الثورة التونسية 17ديسمبر 1جانفي صدحت بها حناجر الشرفاء فرقص عليها نخب قتلها الجبناء وقام بها الفقراء فافتك مكاسبها الاغنياء
*سيحفظ التاريخ لتونس أن شعبها قام بثورة سلمية غير مسبوقة في التاريخ البشري وحول دماء الثورات الى عقود ياسمين فأصبحت الثورات السلمية أمرا ممكنا ودخلت قاموس العلوم السياسية و الاجتماعية.
*تونس بلد صغير أصبح بالثورة بلدا كبيرا تردد اسمه في كل الدول وصفقت له كبرى برلمانات العالم وتوج بمنح شعبها جائزة نوبل للسلام لكن أبنائه أو ممن يدعون ذلك عبثوا بهذه المكاسب لأن ولائهن كان للجماعة وليس للوطن.. عن الاخوان اللا مسلمين تحديدا أتحدث.
*كل الحكومات ماقبل الثورة الثانية في 25جويلية 2021 كانت حكومات النخب واللوبيات وكان الشعب آخر همها فعاقبها الشعب بالصناديق أولا وبالشعار العظيم الذي تحقق “ديغاج”.