ماكرون والحرب على غزة.. غباء سياسي أم انفصام في الشخصية؟
بقلم:نزار الجليدي
ورقة رئيس التحرير
لايختلف إثنان على أن الرئيس الفرنسي هو من أصغر رؤساء فرنسا سنا لكنه أيضا اصغرهم وزنا سياسيا رغم كل محاولاته لتعويض هذا النقص والذي مع الاسف أتى بنتائج عكسية على بلد الأنوار و صغر معه فرنسا.
هو الرئيس الأكثر تذبذيا و الأكثر عرضة للاحتجاج على سياساته وفي عهده حدثت موجات احتقان شعبي و مظاهرات لم تحدث خلال عقود.
خلال عهدته الاولى لم يحقق شيئا للمواطن الفرنسي بل خدم اللوبيات التي اوصلته للحكم وسط ذهول الفرنسيين الذين كانوا لايعرفونه.
وفي العهدة الثانية وعد بالكثير لكنه لم يحقق سوى سلسلة من الفشل في محاولة منه للظهور بمظهر الزعيم الأوروبي حيث فشل فشلا ذريعا في التفاوض مع روسيا وايقاف الحرب على أوكرانيا بل انه ورط الفرنسيين في دفع اموالا طائلة للاوكران فضلا عن استقبال البلاد للملايين اللاجئين منهم.
كما أن عددا من الملاحظين يؤكدون أن ماكرون سلم ملفا أوروبيا أكبر منه وفشل في أن يكون مفاوضا أوروبيا مع بوتين.
و بالتوازي مع ذلك توالت تصريحاته المسيئة للمسلمين وهو ما افقده الكثير من شعبيته وزياراته الفاشلة لدول الخليج تثبت ذلك.
أما الخطأ الأكبر الذي لايمكن للفرنسيين نسيانه لماكرون فهو تسببه في خروج فرنسا من كثير من الدول الافريقية وسيكتب التاريخ انه في عهده فقط اجبرت سفارات فرنسية على اغلاق أبوابها بافريقيا.
شطحات الرئيس ماكرون كانت في مواقفه المتذبذبة من الحرب على غزة حيت مثل صدى لصوت الرئيس الأمريكي جو بايدن اذ كان ثاني رئيس بعد الأخير يهرع لزيارة اسرائيل متضامنا معها بعد عملية طوفان الاقصى واصفا المقاومة بالارهاب و مشيدا بجرائم اسرائيل معتبرا اياها دفاعا شرعيا عن النفس. هذا الموقف اساء كثيرا لصورة فرنسا التقليدية و القائمة على التوازن في المواقف وقد خسرت اقتصاديا (جراء المقاطعة) وسياسيا واجتماعيا جراء هذا الانحياز.
ويحسب على الرئيس ماكرون أنه في عهده منعت التظاهرات المتضامنة مع فلسطين.واضيء برج إيفيل رمز الحرية بألوان علم القتلة.
وباحساسه بالفشل في رسم صورة الزعيم المناصر لإسرائيل دعا لمؤتمر لمساعدة شعب غزة وجمع التبرعات له لكن صدمته كانت كبيرة بفشل هذا المؤتمر فشلا ذريعا لا كرها من الدول في المساعدة الإنسانية وانما للطابع الفلكلوري لصاحب الدعوة.
ليتمادى صغير الايليزيه في مواقفه المتناقضة و يدعو فجأة الى ايقاف قتل المدنيين في غزة مما اثار غضب اسرائيل فينحني مجددا للعاصفة.
هو انفصام في الشخصية يفعل الشيء ونقيضه وتحالفه مع اليمين المتطرف منافسه في الانتخابات الرئاسية من أجل تمرير مشروعه الشخصي بخصوص المهاجرين يؤكد ما ذهبنا اليه.
بل انه غباء سياسي وانفصام في الشخصية.