توقف الملاحة في البحر الأحمر أشد وطأ على  “إسرائيل”  من اختطاف الرهائن كيف سيؤثر على تكاليف معيشة سكانها؟ - صوت الضفتين

توقف الملاحة في البحر الأحمر أشد وطأ على  “إسرائيل”  من اختطاف الرهائن كيف سيؤثر على تكاليف معيشة سكانها؟

بقلم: نزار الجليدي

مع احتدام الحرب على غزة أعلنت كبرى شركات الشحن ونقل النفط في العالم واحدة تلو الأخرى إيقاف أو تعليق مرورها عبر البحر الأحمر نحو قناة السويس، بسبب الهجمات التي يشنها جماعة “أنصار الله” الحوثية  اليمنية على السفن التي ترفع علم “إسرائيل”، أوالمتجهة إلى موانئها محمَّلة ببضائع أو نفط أو غاز أو غير ذلك.

وفي الوقت الذي بدأت عشر دول في انشاء تحالف لحماية السفن في البحر الأحمر وهي بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.  تشكيل تحالف للقيام بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.وذلك لضرب الحوثيين الذين اوجعوا اسرائيل. محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين لوكالة رويترز، الثلاثاء 19 ديسمبر 2023، إن جماعة الحوثي اليمنية لن تغير موقفها من الصراع في غزة بسبب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

 

كما أضاف أن التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة “لا داعي له أساساً”، وأن المياه المحاذية لليمن آمنة للجميع، باستثناء السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل، بسبب “الحرب العدوانية الظالمة على فلسطين والحصار على قطاع غزة”..

لكن من المعروف أن إسرائيل تعتمد في جزء كبير من معيشتها اليومية على الواردات وفي تقرير إسرائيلي حديث ذكر  إن “حجم الواردات الآتية من الشرق إلى إسرائيل تقدر بنحو 350 مليار شيكل أي ما يعادل 95 مليار دولار سنويا.””.

 

تقول صحيفة Calcalist  العبرية، إنه بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لقناة السويس في مسار التجارة العالمية، فإن تجميد شركات الشحن لعملها في البحر الأحمر يمكن أن يعطل خطوط الشحن في جميع أنحاء العالم.

ومن شأن  إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات من شأنه أن يطيل مدة السفر لسفن الشحن الآتية من الشرق إلى إسرائيل، بنحو خمسة أسابيع، ذلك أن سفن الشحن ستضطر للالتفاف على القارة الأفريقية عند رأس الرجاء الصالح مرورا بمضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط.وهو ما سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تقدر بثلاثة في المائة، وهو ما من شأنه أن يزيد العبء المادي على كاهل الإسرائيليين بنحو عشرة ونصف مليار شيكل أي نحو ثلاثة مليارات دولار”.

 

ويعدّ  ميناء “إيلات” أكثر الموانئ الإسرائيلية تضرراً من هجمات الحوثيين منذ بدايتها، فقد انخفض النشاط البحري في الميناء بنسبة 80% تقريباً. ولما كانت حركة التجارة البحرية يُخطط لها قبل التنفيذ بأشهر، فلا يستبعد أن تستمر الأضرار اللاحقة بنشاط الميناء حتى نهاية جانفي 2024 على الأقل، إذ إن شركات الشحن لن تدرج الميناء ضمن مسارات الشحن الخاصة بها في المرحلة القادمة، ما يعني في الواقع أن الأضرار الواقعة على الميناء قد يمتد أثرها فترة طويلة.

وفي المحصلة فقد بدأت تداعيات هجوم الحوثيون  تأثر بشكل واضح   على تكاليف المعيشة في “إسرائيل” التي ارتفعت فيها الأسعار بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر الماضي٬ حيث قالت منظمة “لتيت” ، وهي منظمة معنية برصد الأحوال الاقتصادية والمعيشية للإسرائيلين٬ إنه لأول مرة يصل الحد الأدنى لتكلفة المعيشة 12,900 شيكل لأسرة مكونة من 4 أفراد. أي إن حتى راتبين كحد أدنى بقيمة 5,570 شيكل لن يصلا إلى الحد الأدنى من المعيشة في الدولة. وبحسب المنظمة فإن 20% من سكان “إسرائيل” يقولون إن دخلهم انخفض خلال الحرب على غزة.

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *