أصبح وجودهم ظاهرا وموجعا.. لماذا يحارب الحوثيون إسرائيل ؟ - صوت الضفتين

أصبح وجودهم ظاهرا وموجعا.. لماذا يحارب الحوثيون إسرائيل ؟

 

 

لغاية 7أكتوبر 2023 لم يكن يسمع العالم كثيرا بالحوثيين ومن يعرف القليل عنهم فهو من بوابة حربهم مع قوات التحالف العربي .بمعنى أنّ مهمتهم كانت وطنية بحتة .ولم تعرف لهم مواقف من القضية الفلسطينية .

لكن مع اشتداد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة و سقوط عدد كبير من المدنيين دخلت هذه الجماعة الحرب دون تنسيق واضح مع المقاومة وشكلت مع حزب الله جبهات قتال مفتوحة.غير أن الفرق بينها وبين حزب الله هو قرارهم باستهداف إسرائيل ومن يدعمها .

بداية وقبل التعرف على أسباب الدخول القوي للحوثيين في الحرب على غزة .وجب التعريف بهذه الجماعة.

من هم الحوثيون؟

انبثقت الحركة الحوثية من رحم الصراع المسلح مع الحكومة المركزية في اليمن، لكن جذورها العقائدية تعود إلى كونها جزءاً من المذهب الزيدي، أحد امتدادات الإسلام الشيعي، الأقرب من الناحية الفقهية إلى الإسلام السني.

تحولت الحركة إلى تنظيم مسلح في عام 2004 في غمرة المواجهات مع القوات الحكومية، وهو العام الذي قتل فيه حسين الحوثي ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة.

اتخذت الحركة أسماء مختلفة حتى استقرت في النهاية على اسم “أنصار الله”.

ورغم أن الزيديين حكموا اليمن عبر التاريخ حتى الإطاحة بحكم الإمام في شمالي اليمن عام 1962، ظل معقل الحوثيين البعيد عن سطلة الحكومة المركزية في صعدة مهملا ومهمشا مما اضطر أبناء المنطقة إلى الاعتماد على الذات في إدارة المنطقة وبناء ما أمكن من بنية تحتية بمواردهم الذاتية.

محاربون بالوكالة

يرى كثير من الخبراء أن الحوثيون اليوم هم القوة الأكثر تنظيما في اليمن وخم ممولون أساسا من ايران في اطار حربها الباردة مع الخليجيين الذين شكلوا تحالفا لإعادة الشرعية الى اليمن ويبدو أنهم تخلوا عن ذلك مع طول أمد الحرب .وبالتالي فمشاركة الحوثيون في محاربة إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية عبر اختطاف سفن في  البحر الأحمر و منعها من المرور من و الى الموانئ الإسرائيلية .اضافة الى استهداف المن الإسرائيلية و القواعد العسكرية الامريكية برشقات صاروخية و بطائرات مسيرة .انما هي حرب بالوكالة تخوضها هذ الجماعة بدلا عن ايران .

أمّا الهدف الثاني فهو استمالة الحوثيين للتعاطف العربي معها باعتبارها قوة محاربة لإسرائيل .كما تريد كسب مزيد من التعاطف الشعبي و التأييد لها من طرف اليمنيين لإتمام مخططها بالسيطرة على كل مفاصل الدولة وحكمها للبلاد دون منازع.

أمّا ثالث الأسباب وهو الأضعف فهو الوازع العروبي الإسلامي والذي لايمكن أن يتحوّل الى فعل ملموس دون السببين اللذين ذكرنا.

ومن المؤكّد أن هذا الظهور اللافت للحوثيين بدأ يشكل مصدر ازعاج وخطر على الملاحة الإقليمية خاصة لإسرائيل وداعميها و المتعاملين معها .وبالتالي سيكون لتدخلهم أثرا في موزانات الحرب على غزة .لكن بالمقابل سيجعلهم ذلك هدفا للاستهداف و للاجتثاث.

وكلما قويت شوكتهم كلما تعاظم خطر الحرب الإقليمية .

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *