في المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس فلاديمير بوتين .. تأسيس لنظام عالمي جديد أم إشارة لانطلاق حرب معلنة مع الغرب؟ - صوت الضفتين

في المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس فلاديمير بوتين .. تأسيس لنظام عالمي جديد أم إشارة لانطلاق حرب معلنة مع الغرب؟

 

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمره الصحفي السنوي والذي عرض فيه نتائج العام 2023 .المؤتمر تناول الأوضاع الداخلية لبلاده مع التركيز على علاقة روسيا بالولايات المتحدة و بالغرب عموما و الذي بدا واضحا أنهّا اتخذت مسارات جديدة خطيرة زادتها تعقيدا الحرب الإسرائيلية على غزة .

الرئيس بوتين استهل مؤتمره بالتركيز على السيادة الوطنية  وتحقيق مقومات العيش الكريم للروس وقال “لا يمكن أن توجد روسيا بشكلها الحالي دون سيادة مطلقة، وما يعنيه ذلك من تعزيز للأمن، وتعزيز لإمكانيات الدفاع، وحقوق المواطنين، والسيادة الاجتماعية، وأعني هنا ضمان حقوق وحريات المواطنين والنظام السياسي والبرلمان والمجتمع يتفهم تماما أن روسيا من دون ذلك لا يمكن أن تبقى بشكلها الحالي.”

كما طمأن مواطنيه على الوضع الاقتصادي بالبلاد وأكد أنّ الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 3.5% وهو ما يعني تعويض ما خسرته  البلاد  العام الماضي.وأضاف أن نسبة التضخم  التي بلغت 7.5%  لاتعد خطيرة لان البنك المركزي والحكومة اتخذ التدابير اللازمة لمواجهة ذلك.

كما أعلن عن بعض الأرقام و المؤشرات الإيجابية منها

– نمو الصناعة بنسبة 6%، والاستثمار بنسبة 10% .

– أرباح الشركات وصلت إلى 24%، وربحت البنوك أكثر من 3 تريليونات روبل خلال العام.

– نسبة البطالة 2.9%.

– دين الدولة الخارجي انخفض من 46 مليار دولار إلى 32 مليار دولار.

– متوسط الأعمار في روسيا كان 70.6 في السنوات السابقة، ووصل في عام 2023 إلى 74 عاما.

وكان الحيز الأكبر من المؤتمر كما قلنا قد خصص للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعلاقة مع الغرب حيث قال بوتين أن “السلام سيتحقق عندما نصل إلى أهدافنا التي لم تتغير، وهي اجتثاث النازية في أوكرانيا ونزع سلاح الدولة الأوكرانية والوضع الحيادي لها.”

وذكّر بما أتها  رئيس النظام الأوكراني عندما وقف مصفقا تحية لنازي خدمة في فرقة “إس إس” في كندا .

والأهم ما أعلن عنه من أن  إمداد أوكرانيا سوف يتوقف في يوم من الأيام.وقد تم تدمير 747 دبابة ، وأكثر من ألفين من المدرعات منذ الهجوم الأوكراني المضاد.

وما يدلّ أن روسيا في طريقها الى النصر قال بوتين أنهم لم يعودوا بحاجة إعلان التعبئة العامة.وأنّ هناك آلاف من المتطوعين الذين يرغبون في المشاركة في العملية العسكرية الخاصة.

وعن  تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي قال بوتين أنه ليس مرتبطا فقط بروسيا و أن القطيعة معهم حدثت عقب الانقلاب في أوكرانيا عام 2014 مؤكدا محالة الروس لعشرات السنين إقامة علاقات طبيعية مع أوكرانيا.رغم أن جنوب وشرق أوكرانيا كان دائما روسيا وهي أرض روسية تاريخيا.وفق قوله.

كما أضاف أنه بعد يومين من الاتفاق بين الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة، عام 2014، وقع الأوروبيون كضامنين للاتفاق، لكنهم بدوا وكأنهم لا يعرفون شيئا بعد اندلاع أحداث العنف.وبالتالي هم من أجبروا روسيا على هذه الإجراءات .

 

وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة قال أنها سعت لإفساد العلاقات مع أوكرانيا وصرفت5 مليارات دولار دون جدوى .

وعن مستقبل العلاقات مع واشنطن شدد بوتين على أنه لا توجد بعد ظروف أساسية لاستعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية ،لأن سياساتهم الإمبراطورية تعيقهم أنفسهم.

المحصلة من هذا المؤتمر أن الرئيس بوتين ثابت على مواقفه وهو يستعدّ لولاية رئاسية جديدة قد تكون الأخيرة في حياته السياسية وبالتأكيد ستكون مختلفة عن سابقاتها فهي ستكون مؤسسة لنظام عالمي جديد كما أن بوتين بات متأكدا من النصر في أوكرانيا وهو ما سيجعله في موقف قوي يمكنه من التمكّن أكثر في الشرق الأوسط .

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *