روسيا تنزل بثقلها في القضية الفلسطينية و تسقط حسابات واشنطن في الماء
بقلم:نزار الجليدي
لوقت قريب كان الشرق الأوسط يعدّ الساحة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية و كانت إسرائيل الشوكة التي زرعتها هنا كمسمار جحا في الثقافة العربية.ولم يكن ينازعها أحد من القوى العظمى على هذه السيادة .لكن الأحداث الدامية في سوريا التي اندلعت منذ 2012 ومتواصلة الى اليوم اضطرت روسيا سليل الاتحاد السفياتي الطرف القوي في النظام ثنائي القطب الى التدخل ونجدة النظام السوري الذي بات مهددا من إسرائيل بمساعدة أمريكية .
اليوم الصوت الروسي بدا أكبر قوة بخصوص الحرب في غزة حيث تتالت مواقف الكرملين الإيجابية و المنتصرة للحق الفلسطيني و الداعية لإيقاف الجرائم المرتكبة من طرف الجيش الإسرائيلي بدعم وتمويل من واشنطن.
جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة ليلة البارحة و الكلمة القوية لمندوب روسيا أكّد أنّ الروس لن يتركوا الفلسطينيين لقمة سائغة .
أما التأكيد فقد جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي لخص موقف بلاده بالقول ” واشنطن تريد حلا على هواها ولن نوافق على أي تسوية لا تشمل قيام دولة فلسطين”
ما يعني أنّ روسيا ستواجه أي قرار في مجلس الأمن يمس من مصلحة الفلسطينيين برفع الفيتو مثلما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية دوما لحماية مصالح إسرائيل.
وزير الخارجية لافروف كان يتحدث أمام مجلس الاتحاد الروسي
أشار إلى أن “هناك قرارات عمرها 75 عاما ونصت على قيام دولة فلسطين، الدولة العربية التي لم يعلنها أحد إلى جانب دولة إسرائيل.
وتابع: “وبالحكم على الموقف الذي يتبناه الغرب الآن، يتبين أنه ليس لديه أي نية لتأسيس دولة فلسطينية.. الغرب والقيادة الإسرائيلية الحالية لا يريدان توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية كما نص قرار قيام دولة فلسطين”.
وشدد على أنه “لا يمكن تقبل الأساليب الإسرائيلية ضد “حماس” والتي تتسبب بمعاناة المدنيين”.
وأشار إلى أن إسرائيل على الرغم من مناشدات روسيا وعدد من الدول، تواصل “أنشطة إنشاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والقدس الشرقية”.
ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة منذ فترة طويلة رفضت العمل ضمن إطار “اللجنة الرباعية” للتسوية في الشرق الأوسط، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
والأهم ماقاله صراحة بخصوص الولايات المتحدة الذي اتهمها بأنها تريد “إيجاد حل “على هواها” للقضية الفلسطينية، واختراع شيئ ما يمكن تسميته “لاحقا” دولة فلسطينية”.
وفي المقابل وفي ظل المعطيات الحالية أشار لافروف إلى أن حل الصراع بين إسرائيل وفلسطين “لا يزال بعيدا جدا جدا”.
وأكد لافروف أن الطريق الوحيد لحل القضية بشكل عادل وللأبد هو مفاوضات دولية بمشاركة أعضاء مجلس الأمن الدائمين وقادة الدول العربية والإسلامية، ومنظمة الأمم المتحدة.
