الحكومة الفرنسية تقطع شعرة معاوية مع الإسلام المعتدل !!

تعدّ فرنسا من أكثر الدول الأوروبية و الغربية التي يعيش بها مسلمون حيث يشكلون10 % من السكان فرنسا وهو ما يعادل أكثر من 6 ملايين نسمة.

واللافت  الى أن 91% من الأطفال في العائلات المسلمة ينتمون الى نفس دين والديهم.ما يعني أنّ هذه النسبة قد تصل الى 15أو 20بالمائة خلال العشر سنوات القادمة.

وتعدّ علاقة المسلمين بالحكومة و النظام العلماني الفرنسي علاقة عادية و متميزة لحدود السنوات الأخيرة التي شهدت صعود اليمين المتطرف الذي يعتبر هؤلاء خطرا على فرنسا وقيمها وحضاراتها .كما غذّى هذه الكراهية و الخف من أسلمة فرنسا الاعمال الإرهابية المعزولة التي حدثت في البلاد والتي تورط فيها مسلمون متطرفون .

الحكومات الفرنسية من ساركوزي الى اولاند الى ماكرون لم تعرف كيف تتعامل مع تنامي خطر الإسلام المتطرف في البلاد و الذي يتنامى مع التضييقات الكبيرة التي فرضت على المسلمين وهم بنسبة أكثر من 97بالمائة معتدلين و متماهون مع القيم الفرنسية و نسبة كبيرة منهم يحملون الجنسية الفرنسية.

لكن الخطأ الذي وقع فيه النظام الفرنسي هو أمه لم يتحاور مع هذه النسبة العالية التي ذكرنا ولم يمنحها حرية ممارسة عقيدتها وفي المقابل عاقب جميع المسلمين بما فعلته 3بالمائة المتطرفة.

الجكومة الفرنسية ارتكبت هذا الأسبوع خطأ آخر قد يقطع شعرة معاوية مع الإسلام المعتدل وقد يساهم في عودة قوية للمتطرفين.حيث تم قرّرت إنهاء عقدها مع ثانوية ابن رشد في مدينة ليل بشمال البلاد، والتي تأسست قبل 20 عاما، لتوقف بذلك باريس دعمها لأبرز مدرسة إسلامية في البلاد.

وبحسب صحيفة “لوباريزيان” التي كشفت عن هذا القرار، فإنّ المحافظ أشار في رسالته إلى مخالفات إدارية وتعليم وصف بأنه “مخالف لقيم الجمهورية”، خصوصا خلال دروس مادة الأخلاق الإسلامية.

وأضافت “لوباريزيان” أن التفتيش أظهر نقص الموارد المتعلقة بمواضيع مثل الشذوذ الجنسي، وكثرة الكتب الدينية المتعلقة بالإسلام على حساب أديان أخرى.

وتعود فكرة إنشاء ثانوية مسلمة إلى عام 1994، عندما تم استبعاد 19 طالبة من مدرسة ثانوية عامة في ليل لرفضهن خلع حجابهن في الفصل تطبيقا لقرار يحظر ارتداء “الرموز الدينية الواضحة”.

وكان يمكن اللجوء الى إجراءات عديدة غير انهاء التمويل اذا صحت هذه المعلومات كلفت نظر أو اللجوء الى القضاء أو غيرها من الإجراءات المؤقتة.

فهذه المدرسة تعد حضنا للإسلام المعتدل وهي تساهم مساهمة فعالة في كبح جماح التطرف الإسلامي.