لماذا لم تطالب حمــ..اس باطلاق (الطفل)أحمد مناصرة في صفقة تبادل الأسرى؟
ضجّت مؤخراً مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بالمطالبة بالإفراج عن الأسير أحمد مناصرة (21 عاماً) ضمن صفقة التبادل، نظراً لتدهور وضعه الصحي وحالته النفسيّة. فما قصة هذا الأسير ولماذا لم يتم الإفراج عنه؟
مش متذكر!
في عام 2015، اعتقل أحمد مناصرة وهو طفلٌ في 13 من عمره، بينما كان يتجول مع ابن عمه حسن قرب مستوطنة “بسغات زئيف” في مدينة القدس المحتلة، إذ أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهما بدعوى محاولتهما تنفيذ عملية طعن، ثم تعرّض لهما مجموعة من المستوطنين بالدهس والضرب والشتائم ما أدى لمقتل ابن عمه، وفي الوقت نفسه اعتقل أحمد في ظل حالةٍ صحيّة صعبة.
نشر الجيش الإسرائيلي آنذاك فيديو يظهر الطفل أحمد من غرفة التحقيق وهو يتعرض للتعنيف من قبل محقق إسرائيلي، وهو يردد عبارة “مش متذكّر”، دون وجود محامي معه على الرغم من أنه قاصر، في حينه.
وحُكم على أحمد بالسجن مدة 12 عاماً، ثم تم تخفيف الحكم ليصبح 9 أعوام ونصف في عام 2017، وغرامة مالية بمقدار 180 ألف شيكل (حوالي 45 ألف يورو).
مشكلات نفسيّة حادّة
“يعاني من مشكلاتٍ نفسيّة حادّة”، هذا ما قالته طبيبة نفسية إسرائيلية مستقلّة تعمل مع منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل”. وذكرت أن هذه المشكلات نشأت منذ حبسه.
ويذكر أن مناصرة يقبع في العزل الانفرادي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، بسبب تصادم بينه وبين أشخاص في السجن، الأمر الذي فاقم من صعوبة وضعه الصحيّ والنفسيّ.
ومع بداية الحرب على غزة كان مناصرة متواجداً في عيادة سجن الرملة، وهي مستشفى تابع لمصلحة السجون الإسرائيلية. حاول محاموه زيارته منذ ذلك الحين، لكنّ مسؤولي السجن رفضوا ذلك، لأن هناك حالة طوارئ أعلنتها إسرائيل مع بدء الحرب.
صفقة تبادل الأسرى
لم تتضمن الصفقة اسم الأسير أحمد مناصرة لأنها كانت تقتصر على الأطفال والنساء المحتجزين في السجون الإسرائيلية، بينما يبلغ أحمد الآن 21 عاما من العمر، بعد أن كان قد اعتقل وهو في 13 من العمر.
أضف إلى ذلك أن المحكمة العليا الإسرائيلية تصنف تهمة أحمد ضمن قائمة الإرهاب، لذلك يبدو أنه من الصعب الإفراج عنه قبل انتهاء مدة الحكم والتي تبقى منها عاما تقريباً.