"طلائع طوفان الأقصى" في لبنان: حماس والوقوع في المحظور..الخطأ الكبير الذي وجب اصلاحه - صوت الضفتين

“طلائع طوفان الأقصى” في لبنان: حماس والوقوع في المحظور..الخطأ الكبير الذي وجب اصلاحه

بقلم:نزار الجليدي

لا يختلف اثنان أنّ ما فعلته حماس بجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام يوم 7أكتوبر وحّد حولها كل قوى المقاومة في العالم من يمينها الى يسارها ووسطها فالكل ساندها و تعاطف معها.وفي لمح البصر نجحت المقاومة الإسلامية في التخلص من الأيديولوجيا وتحوّلت الى رمز. ولم يعد أحد يتحدث عن أفكارها و لا على جذورها بل الحديث كله انصبّ على إنجازاتها حتى لكأني بها تحوّلت الى حركة عالمية للمقاومة.وهو مكسب حققته حماس كان يمكن أن يتم استغلاله على الوجه الأكمل من طرق القيادة السياسية لحماس و التي تمارس نشاطها في دول الجوار كقطر و تركيا و خاصة جنوب لبنان حيث منحها حزب الله حرية التنقل و النشاط ورحّب بهم اللبنانيون في كل لبنان.
لكن يبدو أن حماس قابلت هذا بنكران للجميل فبين رغبة حزب الله منحها السلطة الكاملة على إدارة المخيمات الفلسطينية في لبنان وبين خبر تأسيس الحركة لطلائع طوفان الأقصى تستنفر كل القوى السياسية في شمال لبنان الجهود لمنع عسكرة حماس في لبنان .
و الأمر لم ينتهِ عند البيان التوضيحي لحركة «حماس» الذي حاول طمأنة اللبنانيين و نفى الطابع العسكري على «طلائع طوفان الأقصى» حيث يعتبر ملاحظون أن الإعلان عن تشكيل هذا الفصيل لم يأت من فراغ، إنما تحضيراً لمرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة و التكيّف مع الوقائع الميدانية والأمنية والسياسية التي ستترتّب عن ذلك . ومع الإصرار الإسرائيلي و الغربي على عدم العودة الى ما قبل السابع من أكتوبر وتحسبا لكل السيناريوهات قد يكون ذلك مرحلة تمهيدية للإمساك بقرار المخيمات الفلسطينية لتكون بديلاً من غزة.
ومازاد من تخوّف اللبنانيين وهو الأشد خطرا ان صحّ و ويتمثل في معلومات أبلغتها سفارة دولة عربية الى جهات لبنانية، أكدت فيها أنّ هناك أكثر من 300 إسلامي وتكفيري انتشروا في الجنوب للمشاركة لنصرة غزة، وهؤلاء بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.ويخشى تحويل المخيمات إلى بؤرة توتر تحت عنوان من يمسك بالقرار الفلسطيني فيها، و قد دعا سياسيون لبنانيون  الدولة أن تحزم أمرها باتخاذ القرار الاستباقي الذي يمنع تفجير المخيمات، ولا سيما مخيم عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الشتات.
وسائل اعلام لبنانية أوردت خبرا لايقل خطورة عن سابقه وهو متعلق باستهداف مسيّرة إسرائيلية القائد في «كتائب عز الدين القسام» خليل حامد خراز «أبو خالد» من مخيم الرشيدية مع 3 آخرين، تبيّن أنّ بعضهم ينشط مع الجماعات التكفيرية ويموّلها.
حماس تطمئن ولكن…
لطمأنة اللبنانيين والمحافظة على التأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به المقاومة في غزة قال ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، إن “طلائع طوفان الأقصى” التي أعلنت الحركة تأسيسها، ليست تشكيلا عسكريا من أجل استيعاب مقاتلين وتدريبهم للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة، وإنما هي إطار شعبي تعبوي فقط من أجل استيعاب الشباب الفلسطيني”.
وأضاف عبد الهادي في تصريح اعلامي، أن طلائع طوفان الأقصى، فكرة نشأت من بعد معركة طوفان الأقصى، وقد لاحظنا أن الشباب الفلسطيني أقبل على حركة حماس متأثرا ببطولات المقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام في غزة، وبناء عليه ارتأينا أن نستوعب الشباب لبناء شخصياتهم وطنيا ودينيا وقيميا وبدنيا.
هو ردّ مضطرب صراحة والطمأنة وحدها لا تكفي بل وجب الإعلان عن التخلّي عن الفكرة نهائيا فهي مسيئة للبنان و تستبيح حرمته و تحوّله الى غزة2.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *