الحرب على غزة نظرية النصر الشامل الأمريكية أكبر من إسرائيل .
بقلم:نزار الجليدي
منذ بداية الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة كان قادة الجيش يسوّقون لانتصار سريع و شامل على المقاومة ووضعوا هدفا هو القضاء على حركة حماس .
لكن الى حد اليوم يبدو ذلك بعيد المنال حيث لاتزال المقاومة تحتفظ بقوتها و بالمبادرة في الهجوم .وهو ما لخصه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حينما قال أنّ إسرائيل تحتاج لعشر سنوات للقضاء على حركة حماس .
الولايات المتحدة حينما نزلت بثقلها نصرة لإسرائيل وحركت بارجاتها الحربية كانت تريد نظرية النصر الشامل الأمريكية، والتي بالتبعية تنسحب على العقيدة العسكرية الإسرائيلية؛ لنفهم إذا ما كان نصر نتنياهو على غزة ممكناً.
هذه النظرية تتكون من ستة عناصر:
1- قوة الروابط السياسية بين الحلفاء تكون قوية ومبدأ الردع السياسي.
2- الحفاظ على التفوق العسكري بالأسلحة وهذا أيضاً ما تحاوله أمركا أن توفره لإسرائيل وذلك لضمان التفوق النوعي الإسرائيلي على العرب مجتمعين.
3- قوة الضربة التقليدية المباغتة، مثلما حدث في حرب العراق 2003، وربما لهذا السبب توجد حاملات الطائرات الآن لتحييد إيران عن محاولة الدخول في حرب غزة.
4- القوة السيبرانية والسيطرة على الفضاء، وهذا أمر ربما لا تعرفه الدول المنافسة فيما يخص القدرات الأمركية،
5- الدفاعات الصاروخيّة في مسرح العمليات، وتدخل القبة الحديدية الإسرائيلية في إطار الأراضي الأمريكية، إذ يعتبر البيت الابيض إسرائيل جزءاً من الوطن.
6- استخدام القدرات النووية في مسرح العمليات مما يجعل الحلفاء في أمان.وهو ما يفسرّ تهديد أحد وزراء حكومة نتنياهو باستعمال القنبلة النووية على غزة.
في المحصلة و بحسب الوقائع على الأرض يتأكّد أن هذه النظرية أكبر من إسرائيل بل لا يمكن تطبيقها في غزة التي تخوض اليوم حرب عصابات مع جيش الاحتلال وهذه حرب استنزاف قد تدوم سنوات ولايمكن أن تنتهي سوى بانسحاب الجيش الإسرائيلي مرة أخرى من غزة.