بريطانيا وحرب غزة هل يصلح كاميرون ما أفسده سابقوه؟ ! - صوت الضفتين

بريطانيا وحرب غزة هل يصلح كاميرون ما أفسده سابقوه؟ !

بقلم: نزار الجليدي

 

الحرب على غزة كما نقول دوما هي أكبر من الجغرافيا و التاريخ فهي قد فضحت زيف مقولات حقوق الإنسان التي تتبجّح بها أعرق الديمقراطيات. مثلما فضحت العنصرية الكامنة في نفوس الحكام في الغرب ولم يستطيعوا اخفائها .ومن سوء حظهم أن الحرب على الحرب على غزة جاءت متزامنة مع الحرب على أوكرانيا.

وهم يرددون بكل صفاقة (خاصة في الأسابيع الأولى من القصف) أن إسرائيل بصدد الدفاع عن نفسها اما روسيا فهي تقوم بغزو غير مبرر لأوكرانيا.

وقد قال عنهم ‏المحلل السياسي البريطاني  المعروف مارك كورتيز “قادتنا السياسيين هم مجموعة من البلطجية المتعطشين للحروب هذا واضح وقد كان واضحًا منذ حوالي 500 عام، لكن تم تلميع صورتهم من قبل الصحفيين والأكاديميين المتواطئين معهم

من بين أكثر المواقف تحيزا هو موقف الحكومة البريطانية الحالية والتي كانت عكس نبض الشارع داعمة دعما أعمى لإسرائيل في تناقض صارخ مع عراقة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وسجلها في حقوق الإنسان نصرة المضطهدين.

وقد نجح الضغط الشعبي الى حد ما في اجبار رئيس الحكومة على تعديل مواقف حكومته والبداية كانت بتعيين رئيس الحكومة الأسبق ديفيد كامرون في منصب وزير للخارجية حتى يعيد بريطانيا الى رشدها فيما يخص السياسة الخارجية وكان ذلك بالتوازي مع اقالة وزيرة الداخلية التي وصفت المظاهرات المساندة للفلسطينيين في بلادها بالهمجية.

حتى الاعلام البريطاني بدأ بالكف عن تزييف الحقائق و بدأ يستعيد الموضوعية المهنية المطلوبة.

كورتيز تعمل وسائل الإعلام الوطنية إلى حد كبير كامتداد للدولة (باستثناءات عرضية، ليست كثيرة) ولن يتغير شيء جدياً في المملكة المتحدة إلا بعد أن يتوقف غسيل الأدمغة الذي تمارسه شركات الإعلام على أغلب السكان، وتصبح وسائل الإعلام مستقلة حقاً عن السلطة السياسية.

بريطانيا اليوم تعيش مخاضا جديدا بين دعاة الانتصار للقيم البريطانية التاريخية وبين الساسة الذين بدوا أنهم لاتعنيهم هذه القيم كثيرا مقابل المحافظة على تحالفاتهم ومصالحهم.

 

 

 

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *