الهدنة في غزة.. بداية النهاية للغرور الإسرائيلي..و الثمن الاكبر قريبا سيدفع
بقلم نزار الجليدي
حتى خلال الحروب التي خسرتها ضد العرب نجحت اسرائيل في تسويق مقولة الجيش الذي لايقهر والتي أرعبت الحكام في المنطقة و جعلت من اسرائيل القوة العسكرية الأولى. وعززت ذلك بترسانة نووية.
وخلال المواجهات المتعددة في العقدين الأخيرين مع حماس لم تكن اسرائيل تسمي ذلك حربا وانما كانت تعتبرها غارات وتدخلات عسكرية محدودة تكون فيها المبادرة وهي من يحدد نهايتها.
لكن عملية طوفان الأقصى و الخسارة الكبيرة التي منيت بها في يوم واحد فضلا عن الصدمة الكبيرة جعلها تعلن أنها ستخوض حربا لن تتوقف سوى باستعادة اكثر من 240اسيرا والقضاء على حركة حماس التي قهرت الجيش الذي لايقهر وفضحت زيف الكذبة التي أسست لهذه المقولة.
ولكن ردة الفعل الإسرائيلي القوية و الهمجية ومئات الاطنان من القنابل التي مسحت أكثر من 30 بالمائة من غزة لم تنجح لافي استعادة الأسرى ولا في نسف المقاومة وهما الهدفان الأساسيان لهذه الحرب كما قلنا.
في الداخل الاسرائيلي وحينما طرح مقترح الهدنة اشتعلت الخلافات بين المؤسستين العسكرية التي رفضت الهدنة بداعي الدفاع عن كرامة وصورة الجيش الذي فشل فشلا ذريعا ولايزال القادة متمسكين بمواصلة استعراض القوة.
مقابل رضوخ المؤسسة السياسية الى الضغوط الخارجية و المحافظة على القلة ممن تبقوا مناصرين لجرائمها الفظيعة.
وفي الأخير نزل نتياهو من على الشجرة وانصاع للواقع على الأرض وادرك باستحالة استعادة الاسرى دون ثمن يدفع وهو بالتأكيد لا يريد أن يكون مستقبله السياسي هو الثمن لذلك وافق على الهدنة وسيوافق على تمديدها لغاية إفراج حماس على كل الرهائن الاسرائيليين فهم طوق نجاته.
وهو مستعد للدفع والتنازل أكثر وإن اقتضى الأمر مبادلة الاسرى بقيادات من الصف الأول و الثاني من المقاومة أو من الشخصيات الفلسطينية الاعتبارية. وقد يكون مروان البرغوثي اهمهم لأنه شخصية جامعة لكل الفلسطينيين.