حرب غزة 5/2 .. المستوطنون و المرتزقة …. الجيش الخفي لإسرائيل الأكبر وحشية
بقلم نزار الجليدي
الحرب على غزة التي انطلقت منذ حوالي شهر و نصف من الممكن أن تدوم أشهرا و ربما سنوات و لهذا فان إسرائيل تعدّ لها كل يوم قوات جديدة و تطلب امدادات يومية من الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها .فحرب الاستنزاف التي تسعى المقاومة جرّ جيش الاحتلال اليها تقتضي حلولا غير تقليدية نلخّصها في ثلاث :
*جنود الاحتياط:
أعلنت الحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر ، استدعاء 360 ألف جندي من جيش الاحتياط، وقد تمّ حتى الآن حشد أكثر من 200 ألف جندي من قوات الاحتياط
هؤلاء تكلفتهم باهضة الثمن حيث تشير التقديرات الى أنها تبلغ 1.3 مليار دولار أمريكي شهريا، تضاف إليها تكلفة فقدان أيام العمل لهؤلاء والتي تقدر بحوالي427 مليون دولار.
وبسبب التكلفة الكبيرة لهؤلاء وعدم النجاعة المطلوبة لهم يدرس جهاز الأمن إمكانية تقليص عدد قوات الاحتياط وتسريح عدد منهم إلى منازلهم.
مبررة ذلك بالتكلفة الاقتصادية المرتفعة والأضرار التي لحقت باقتصاد البلاد جراء تغيبهم عن منازلهم وعن أماكن عملهم
هذه القوة هي التي يعهد اليها أكبر العمليات قذارة ضد الفلسطينيين فهم نفسانيا يريدون الانتهاء من الحرب بأسرع وقت ممكن للعودة الى حياتهم الطبيعية و المهنية .
*المستوطنون:
هم حوالي مليون شخص جاؤوا من دول عديدة في العالم وهم أساسا من اليهود المتدينون و المتعصبون و الانتهازيون وهم يقيمون الضفة الغربية والقدس الشرقية بحثا عن منازل بأسعار أرخص من تلك الموجودة في إسرائيل. ولطالما شجعت الحكومات المتعاقبة الإقامة في مستوطنات أصبحت بمثابة مدن مثل أريئيل ومعالي أدوميم ومستوطنتي بيتار عيليت وموديعين عيليت لليهود المتشددين.
ويعتبر هؤلاء أنهم يؤدون واجبا دينيا عبر الإقامة في “يهودا والسامرة” وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية. وفي هذا الإطار، استوطن مئات منهم في الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي، الموقع المقدس لدى اليهود والمسلمين والذي يشكل بؤرة توتر نظرا لوجوده في قلب مدينة الخليل الفلسطينية.
كما أنشأت عديدة المستوطنات فيما يسمى بغلاف غزة و أهمها عسقلان و التي كانت هدفا مباشرا لعملية طوفان الأقصى.
هؤلاء المستوطنون يقومون يوميا بجرائم ضد الفلسطينيين و يعتدون على أملاكهم و يفتكون ما يستطيعون منها وقد عمدت حكومة نتنياهو منذ اندلاع الحرب الأخيرة و حتى قبلها الى تسليحهم لمساعدتها في مقاتلة الفلسطينيين. وقد بدؤوا ينكلون بهم و يمارسون ضدهم أعمالا وصفتها فرنسا بالإرهابية وطالبت واشنطن تل أبيب بكفّ أيدي هؤلاء .
لكن حكومة نتنياهو تعتبرهم جزء مهما من معركة التهجير و التقتيل التي تمارسها .وقد وعدتهم بمنحهم مدينة غزة أو أجزاء منها بعد انتهاء الحرب و انهاء حكم حماس وفق ما يحلمون.
*المرتزقة:
اعتماد إسرائيل على المحاربين المرتزقة ليس وليد هذه الحرب فقد اعتمدت عليهم كثيرا في حروبها الفارطة و عدد من المجاز التي تعرض لها الفلسطينيون تحمل بصمات مرتزقة محترفين .
في هذه الحرب اعتمد الجيش الإسرائيلي على توظيف مجموعة من المرتزقة الإسبان للقتال في صفوفه، مقابل رواتب تقدر بآلاف الدولارات. وتعاقدت إسرائيل مع متعهدين أمنيين دوليين لتوفير مقاتلين لأداء مهام عسكرية خلال حربها الجارية على أهل غزة.
ويوجد أيضا جنسيات أخرى غربية، فالإغراءات كبيرة و المهام التي توكل اليهم ليست صعبة فمهمتهم القتل بدم بارد وهي المهمة الوحيدة التي يجيدونها .
صحيفة إلموندو الاسبانية قالت إنها اطَّلعت على صور لكوراليس محاطاً بعناصر من المرتزِقة من جنسيات مختلفة، بينهم فرنسيون وألمان وألبان، وحتى من المارينز الأمريكي أو عناصر من القوات الخاصة التي حاربت بالعراق أو أفغانستان أو مالي أو كوسوفو.
وفي وقت سابق، ، تداولت وسائل إعلام فرنسية أخباراً عن انضمام عدد كبير من المقاتلين الفرنسيين للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً لبيانات حرب عام 2014، ينضم كل عام ما بين 800 و1000 متطوع أجنبي، أي مواطنين غير إسرائيليين، إلى الجيش الإسرائيلي. ويوجد ما مجموعه 4600 متطوع أجنبي في صفوف القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى عديد من مزدوجي الجنسية من جميع أنحاء العالم، سواء في الخدمة الفعلية أو الاحتياطية.
ويوجد اليوم صراع خفي بين إسرائيل و أوكرانيا على هؤلاء المرتزقة الذين أأصبح راتبهم الأسبوعي حوالي 4الاف يورو.
الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين تدار على أكثر من صعيد و بأكثر من آلية و مساعدات الغرب لإسرائيل لا تتوقف .أمّا المقاومة فقد تركت وحيدة وخذلها الحلفاء و لم تنل سوى بيانات تنديد جوفاء.