المقاومة الفلسطينية في طريقها الى النصر…بالحجة و الدليل
بقلم: نزار الجليدي
كل الأخبار التي نقرأها ونسمعها و نشاهدها في الصحف والمحطات المحليه والإقليمية والعالميه وكل المشاهد التي نراها في الفيديوهات التي تصلنا من غزه تشير إلى ان حماس المقاومة في طريقها إلى النصر.
نعم نحن نرى الأشلاء والدماء والأطفال والنساء والبشر والحجر بمشاهد مأساويه دامية لا يستطيع اي انسان تحملها ولكن حماس في طريقها إلى النصر .وفق المعطيات التالية:
أولا :
فلتعلموا ان حماس عملت على إعداد وتهيئة اهل قطاع غزه (جدار الدفاع الأول) على مثل هذه المصائب وعلى تحملها وعلى الثبات وعلى انتظار الموت الذي هو في نظرهم(كمسلمين) انتقاء إلهي لا يحدث إلا لمن كان ربه راض عنه،اي ان هذه المشاهد المختلطة ما بين الموت بكافة أشكاله والتفجيرات والقصف بكافة مسمياته ما هو إلا جائزه ربانيه (حسب معتقدهم الديني) لا ينالها الا خاصة منهم وهم مهيؤون تماما لاستقبال بل لانتظار حدوث هذه “الكوارث”او “الإبادة الجماعية” حسب مفهومنا الدنيوي …
لن تستطيع توزيع الحلوى أو إلقاء الهتافات أو الثبات أو عدم الهروب في مثل هذه الكوارث الا عن طريق الإعداد والاستعداد عبر سنوات عديده وعبر جهد كبير وهذا واضح ونراه في كل بث أو تصوير يومي …
اذا فإن المدنيين مستعدون نفسيا وبدنيا الى كل هذه الأمور لا بل هم ينتظرونها…
اذآ فإن هذا الإعداد يوازي طائرات الجيش الإسرائيلي المقاتله اذا فإن الشعب هو بمثابة سلاح فتاك تستخدمه حركة حماس التحررية وهذا جزء من خطه تم الإعداد لها منذ عشرات السنين وليس وليد اللحظة
ثانيا :
بات من الواضح الآن ومن خلال ما نراه ونسمعه ان تأخير الدخول البري لغزه عدة مرات ما هو إلا خوف وعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي لا بل وأن إسرائيل باتت مقتنعة من خلال أجهزة استخباراتها بأن حماس افتعلت واشعلت فتيل الحرب لكي يعملوا على سحب قوات العدو إلى داخل القطاع وذلك لتبدأ الحرب بشكل فعلي في منطقه تتساوى بها موازين القوى بعض الشيء وللعلم فإن الدخول البري سيعمل على تعطيل قوة الدبابات والطائرات وسيكون الاعتماد فيه على القوى الراجلة التي ستدخل القطاع محمله بكل متطلبات الرعب والخوف من مقاتلين حماس الغير معروف أماكنهم ولا مراكز تجمعهم ولا معداتهم القتالية ولا حتى اعدادهم واستعداداتهم ….
ثالثا :
تعتبر إسرائيل منتصرة في هذه الحرب في حال فقط القضاء التام على كل شيء يخص حماس(ايدولوجيا،معتقدات،ثوابت،اشخاص،معدات،انفاق،دعم خارجي …الخ)وحتى انه يتوجب عليهم إلقاء كامل البشر في قطاع غزه في البحر،،وهذا ما لا يمكن حدوثه نهائيا …..
رابعا :
ان تحريك البوارج الأمريكية والبريطانية وإرسال مساعدات حربيه وماليه وحضور رؤساء العالم الغربي شخصيا إلى إسرائيل يحمل رسائل كثيراءاهم هذه الرسائل ان إسرائيل ضعيفة ولن تستطيع ولا تجرؤ على مواجهة سرب واحد من حماس الا بمساعدة أمريكية أوروبية وهذا ما لن نشاهده ابدآ ….
خامسا :
الجولة الأولى في الحرب كانت دخول كتائب القسام إلى مستوطنات غلاف غزه وقد شاهدنا جميعا ما حدث،،اما الجولة الثانية فقد كان هجوم الجيش الإسرائيلي على المدنيين من قطاع غزه وقد دمر وقتل وسيدمر ويقتل المزيد من المدنيين ولكن من الملاحظ والمعروف لدى الجميع أن جيش الاحتلال لم يصيب اي ثكنه عسكريه أو نفق او سلاح أو حتى أنه لم يتعرف على مدخل واحد من مداخل الأنفاق التابعة لحماس وبذلك فإن حماس لغاية الآن لم تصاب ولم تنفذ مواردها العسكرية ابدا وحتى ان حماس لم تخرج بكامل قوتها ولا بكامل عتادها الذي تخبأه للدخول البري المرتقب والهدف الرئيسي لهم …
سادسا:
حماس قامت بتجهيز قواتها تحت الأرض عسكريا ولوجستيا وأكاد أجزم بأن هناك مستودعات غذائيه في انفاق حماس تكاد تكفيهم لسنوات وليس اشهر ….
سابعا :
نعم حماس لم تجهز الشعب ماديا ولوجستيا وطبيا لهذه الحرب وذلك للحفاظ على عنصر المفاجئة ولكي لا تثير الشبهات حول نفسها أثناء عملية التخطيط ولكنها تعلم بأن المساندة الدولية من حلفائها ستعمل على تأمين الغذاء والدواء والمعونة شيئا فشيئا وهذا واضح من خلال البدء بتعزيز القطاع بالمساعدات من خلال معبر رفح وهذه أيضا جزء من الخطة وليست عبثيه …
ثامنا :
بداية تحول الرأي العام الدولي لصالح المدنيين في غزه هو جزء من خطة الحرب التي تقودها حماس وهذا واضح من خلال انقسام الرأي العام الغربي وحتى واضح من تصريحات بايدن في آخر يومين وواضح أيضآ من خلال رفض إسرائيل تسلم الأسيرتين وذلك لأن إسرائيل تعلم بأن هذا جزء من خطة قلب الرأي العام الدولي
تاسعا :
كل من يعتقد ان حماس بدأت الحرب من دون دعم عالمي واضح وخفي فهو لا يعلم شئ عن حماس …
حماس لديها دعم مالي ودولي ودبلوماسي وعسكري لا يقل ابدا عن الدعم الذي تتلقاه اسرائيل ..
الحليف الروسي: ليس إيران وقطر وحزب الله فقط وإنما روسيا العظمى المنغمسة في حرب أمريكية أوروبية وهذا واضح من خلال تصريحات روسيا من بداية الحرب وعدم إدانة حماس والدعوة إلى ضبط النفس ومهاجمة امريكا واتهامها بتأجيج وافتعال الحرب وأخيرا تصريح الخارجية الإسرائيلية عن موقف روسيا المسجل تجاه ما يحدث وطبعا ليس من الضروري ان كل داعم للحرب يظهر ويقول انا داعم وإنما قد يدعم بالخفاء وذلك لمصالح شخصيه ودوليه مع العلم ان روسيا لها مصلحه مباشره وغير مباشره متعلقة بحربها في اوكرانيا اهم هذه الأهداف هي تدمير المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الاوسط واضعاف جبهة امريكا في الشرق
وطبعا لا ننسى دعم كل عرب ومسلمي العالم الذين يملؤون شوارع اوروبا وأمريكا مظاهرات واضرابات ما يعمل على تغيير دفة الرأي العام الأمريكي والأوروبي ..
عاشرا :
كافة الخطط التي تم اعدادها ضد حماس بائت بالفشل :
١)فشل تهجير الأهالي نحو الجنوب(ثبات وقوة الشعب)
٢)فشل تهجير الأهالي نحو سيناء (جهود أردنية مصريه عربيه)
٣)فشل محاولة تأجيج واحداث فتنه داخل القطاع عن طريق عملائها العرب من خلال الترويج بأن حماس قد اوقعت الشعب بهذا المأزق …
٤)فشل الإجتياح البري
٥)لم تحصل على دعم دولي شامل
٦)فشل عدم إدخال المساعدات عبر معبر رفح
٧)ملف الأسرى الذي حاولت إسرائيل ان يكون سلاح معها لا عليها وهو احد اهم الأسلحة في هذه الحرب والذي حافظت حماس عليه بدهاء وتكتيك لا مثيل له …
٨)النجاح الدبلوماسي الإيراني وفشل الخارجية الأمريكية
٩)كشف كافة الأكاذيب الإسرائيلية حول التهويل في همجية هجوم حماس على المستوطنات واتهامها بقطع رؤوس الاطفال
احدى عشر :
ملف الأسرى :ملف شائك وصعب جدا على كلا الطرفين..
صعب على حماس من جهة الحفاظ عليهم والاستفادة الفاعلة منهم ،،وصعب على إسرائيل من خلال استرجاعهم وعدم التعامل معهم كنقطة ضعف قد تؤدي إلى تقديم تنازلات إسرائيلية…
حماس اخذت الرهائن لعلمها المطلق بأن الرهائن هي أهم نقطة ضعف لدى اسرائيل وذلك من خلال تجربتها مع الرهينة شاليط الذي استبدلته حماس بمئات الأسرى …
إسرائيل حاولت عدم ابداء اهتمامها بالرهائن وقالت بشكل صريح بأن ملف الرهائن ليس اهم من ملف الاعتداء علينا وحاولت تأجيج الرأي العالمي ضد حماس وحاولت جعل الرهائن بلا قيمه وذلك لتوصيل رساله الى حماس بأن اهم سلاح لديكم لا قيمة له ولكن حماس بذكائها وبقوة حلفائها دبلوماسيا افشلت خطة إسرائيل ووضعت إسرائيل بموقف محرج حين بدأت بتسليم اول رهينتين وأكملت عليهم برهينتين أخريين وقد عملت إسرائيل على رفض استلامهم ولكن المجتمع الدولي طالب المعنيين باستلام الرهائن ولكن الضربة الأقوى كانت من خلال المشاهد والتصريحات التي شاهدناها وسمعناها بث مباشر من الرهائن انفسهم ..
اول رهينتين صرحوا بأن حماس تعاملت معهم بطريقه انسانيه وكانت حماس تعتني بهم طبيا وغذائيا كما لو انهم من اهل القطاع/هذا يعني ان إسرائيل لم تستطع ان تجبر الرهينتين على الكذب وقول ان حماس كانت تعذبهم..
اما الرهينتين الأخريين فقد كان واضحا لنا كيف تفاعلت الأسيرة مع جنود المقاومة وكيف ودعتهم وكيف كان جنود المقاومة يتعاملون معهم بكل انسانيه وعطف وهذا بالطبع مخطط له وحتى ان زجاجة المياه التي كانت بيد الرهينة الأولى كانت ضمن خطة التسليم وإظهار فشل التنظيم الإسرائيلي لهذا الملف