هؤلاء قادة “سرايا القدس” الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة
اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، ثلاثة من قادة “سرايا القدس” الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عبر سلسلة من الغارات والهجمات التي نفذتها طائراته المُسيّرة الانتحارية في عدة مناطق في قطاع غزة بشكل مباغت.
واستهدفت طائرات الاحتلال الانتحارية والطائرات الحربية بشكلٍ متزامن عدداً من قادة المقاومة الفلسطينية في القطاع هم: جهاد غنام، وطارق عز الدين، وخليل البهتيني، عبر عملية عسكرية في وقت واحد طاولتهم بشكلٍ متزامن في مدينة غزة ورفح وشرق مدينة غزة.
وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية بشكلٍ مفاجئ بعد قرابة 9 أشهر من عملية إسرائيلية مماثلة طاولت آنذاك قيادات في “سرايا القدس”، كان من أبرزهم القائدان السابقان للمنطقة الشمالية، تيسير الجعبري، والمنطقة الجنوبية، خالد منصور.
وكان القيادي البارز جهاد غنام، الذي استشهد برفقة زوجته، يشغل منصب أمين سر المجلس العسكري الأعلى منذ سنوات، ويُعتبر من قيادات الصف الأول في الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي” ونجا من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، وظل مطارداً منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي غنام بكونه المسؤول المالي للذراع العسكرية لـ”الجهاد الإسلامي”، وشغل مناصب كثيرة من أبرزها مسؤولية الإمداد والتجهيز إلى جانب تسيير المنطقة الجنوبية، بعد استشهاد قائدها خالد منصور.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإنّ غنام يُتهم إسرائيليًا بالمسؤولية عن تجنيد خلايا تتبع لـ”الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية المحتلة والعمل على تمويلها، إلى جانب الوقوف وراء إطلاق عشرات الصواريخ خلال الأشهر الأخيرة على مستوطنات “غلاف غزة” والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
أما الشهيد خليل البهتيني، فكان يشغل منصب قائد المنطقة الشمالية في “سرايا القدس” بعد اغتيال تيسير الجعبري، في أغسطس/ آب الماضي، خلال المواجهة التي حملت اسم “وحدة الساحات”.
وخلال المواجهة السابقة التي استمرت ثلاثة أيام، نجا البهتيني من محاولات اغتيال إسرائيلية، فيما يُتهم إسرائيليًا بالوقوف وراء سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948 ومستوطنات “غلاف غزة” وخاصة الهجمات الصاروخية الأخيرة التي أعقبت استشهاد القيادي في الحركة الشيخ خضر عدنان داخل سجنه بإسرائيل.
وقبل اغتيال القيادي في “سرايا القدس” بهاء أبو العطا، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، كان الاحتلال يطلق على البهتيني وصف “رجل الظل” في إشارة لقربه من أبو العطا، والوقوف وراء تنفيذ سلسلة من العمليات الميدانية للمقاومة الفلسطينية في القطاع.
أما القيادي الثالث الذي تم استهدافه طارق عزالدين، فهو أحد قادة العمل العسكري بـ”سرايا القدس” في الضفة الغربية، وهو أسير محرر مبعد إلى غزة منذ عام 2011، حيث كان من ضمن صفقة تبادل الأسرى والتي تطلق عليها المقاومة اسم “وفاء الأحرار”.
وإلى جانب منصبه الذي كشفت عنه “سرايا القدس”، فإنّ عز الدين شغل منصب المتحدث باسم “الجهاد الإسلامي” عن ساحة الضفة الغربية المحتلة، حيث طاوله القصف الإسرائيلي في منزله بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاده برفقة زوجته وعدد من أبنائه.
وأكمل دراسته الجامعية في السجون، وانتسب إلى جامعة حيفا تخصُّص علوم سياسية، وحصل على شهادة البكالوريوس، وبعدها شهادة الماجستير، قبل أن يفرج عنه في صفقة التبادل، ويقوم الاحتلال الإسرائيلي بإبعاده إلى غزة عام 2011.