اليوم 09أفريل/ تونس تحيي الذكرى الـ85 لعيد الشهداء
تحيي تونس اليوم الأحد 9 أفريل الذكرى الـ85 لعيد الشهداء الذي جرت أحداثه عام 1938 فسقط خلالها 22 شهيدا وحوالي 150 جريحا برصاص الاحتلال الفرنسي.
و9 أفريل يعد من أبرز المحطات الفارقة في مسيرة النضال الوطني ضد الاحتلال الفرنسي، إذ اندلعت حينها احتجاجات شعبية عارمة مطالبة بالإصلاحات السياسية.
وكان على رأس مطالب المتظاهرين، إنشاء برلمان تونسي ودستور جديد يساوي بين التونسيين والفرنسيين في الحقوق والواجبات، وينهي عهد القهر والاستعباد الذي يعيشه التونسيون جرّاء القوانين الاستعمارية الظالمة.
وانطلقت الأحداث فعليا، يوم 7 أفريل بتنظيم المناطق التونسية مظاهرات جماهيرية عارمة أطّرها الحزب الدستوري الجديد، وتواصلت في اليوم التالي بخروج مظاهرتَين في العاصمة؛ الأولى بقيادة علي البلهوان، والثانية بقيادة المنجي سليم، وطالبتا ببرلمان تونسي يمثّل صوت الشّعب.
وشهدت المظاهرات مشاركة المرأة التونسية لأول مرة، فيما جوبهت الاحتجاجات بقمع عنيف من قبل الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى شن المستعمر حملة اعتقالات واسعة.
وشكّل هذا اليوم منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني، له الفضل في إعداد محطات سياسية لاحقة، أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 جويلية 1957.
ومنذ أفريل 1957 قرّرت حكومة الاستقلال أن يكون التاسع من الشهر ذاته يوم عيد وطني رسمي يتمّ الاحتفاء به في كامل أنحاء البلاد التونسية.
وهذا العام، تحل الذكرى وسط اتساع الصراع بين القوى السياسية في تونس، إذ تعتقل السلطات شخصيات سياسية بتهمة التآمر على أمن الدولة، وتتهم المعارضة الرئيس قيس سعيد “بتصفية خصومه” و”الانقلاب” على السلطة.
وتقول المعارضة إن قيس سعيد يسعى إلى تركيز مشروع سياسي يقوم على الحكم الفردي من خلال إرسائه برلمانا يفتقد الصلاحيات وإقراره دستورا يعزز سلطاته، منادية بالعودة إلى “دستور الثورة”.