تونس تتصالح مع موروثها الشعبي / وزارة الثقافة تراهن على الشعر الشعبي وتدعمه..التفاصيل
بقلم :نزار الجليدي
من الثابت لدينا و لدى العرفين بتاريخ هذا البلد و ثقافته أن الشعر التونسي أكثر من قصائد مكتوبة أو منشورة انمّا هو تاريخ و حضارة و حكايات تروي أخبار السلف و الجدود .
و يتربع الشعر الشعبي على ربوة هذا الفن الجميل و المؤثر في المجتمع حيث يعدّ جوهرة وأيقونة تخزن الكثير من الجماليات والملامح المحلية ولكن تبقى الحاجة دائمة لتوثيق عرى روابط الأجيال الشابة بهذا المساق الإبداعي وتعريفهم بدر مكنون هذا الإبداع.. والتركيز على جذبهم إلى الأمسيات الشعرية المتخصصة بالشعر الشعبي.
وهذا ما تعيه وزارة الثقافة بعد العمل على اعادة نشاط اتحاد الشعراء الشعبيين ومؤلفي الأغاني بعد انقطاع دام عدة سنوات، وقد تم تنظيم لقاء في هذا الاطار يوم الاثنين 26 ديسمبر 2022 بمقر الوزارة بإشراف شخصي من وزيرة الشؤون الثقافية، الدكتورة حياة قطاط القرمازي و بحضور أعضاء هيئة اتحاد الشعراء الشعبيين وعدد من الفاعلين في هذا الجنس الفني الرّاقي.
ومن المؤكّد أن مخرجات هذا الاجتماع كانت كلّها فوائد حيث من المنتظر توفير مقر خاص باتحاد الشعراء الشعبيين والاعداد لتنظيم المهرجان الوطني للشعر الشعبي بتونس العاصمة مع اقتراح نسخ جهوية منه في مراحل مقبلة.
ومن المنتظر أن تدبّ الحياة مجدّدا في شرايين جسد الشعر الشعبي وذلك بعودة عودة الأنشطة في مجال حفظ مدونة الشعر الشعبي وتوثيقها مع العمل على عودة مجلة “المحفل” بعد انقطاع طويل عن الإصدار.
وفي ذات الاجتماع الذي عدّ تأسيسيا لانطلاقة جديدة للشعر الشعبي أكدت وزيرة الشؤون الثقافية على ضرورة انفتاح الشعر على بقية القطاعات الثقافية ومؤسسات الوزارة كالسينما والمسرح والموسيقى وعلى ضرورة استغلال الثقافة الرقمية واستعمال التقنيات الحديثة في التعريف بالشعر الشعبي وتقريبه من الناشئة قصد تحويله إلى صناعة ثقافية واعدة ورافد من روافد التنمية وخلق مواطن الشغل.
هو اجتماع يمكن اعتباره اجتماع ردّ الاعتبار للشعر الشعبي الذي يمتد من الشمال الى الوسط فالجنوب و هو من أقدم الفنون في تونس وهو مبثوث في كل الفنون الاخرى .