كل ما يجب أن تعرفه عن فيروس «الإبل» بعد هجومه على لاعبي فرنسا؟
انتشر خلال اليومين الماضيين الحديث عن فيروس الإبل، بعد إصابة عدد من لاعبي المنتخب الفرنسي به، قبل لقاء الأرجنتين في نهائي كأس العالم لكرة القدم، قطر 2022.
وتصدر فيروس الإبل محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث بحث كثيرون عن أصل هذا الفيروس وأعراضه وخطورته وطرق انتقاله.
ما هو هذا الفيروس؟
أوضح الطبيب الأردني محمد حسن الطراونة، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة، في تصريح صحفي، أن فيروس الإبل Middle East respiratory syndrome تم تعريفه من قبل منظمة الصحة العالمية بـ ميرس أو MERS، وهو اختصار لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ويعد أحد الفيروسات من عائلة فيروس كورونا المعروف الذي اجتاح العالم في عام 2020.
وأضاف أنه تم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة عام 2012 في السعودية، وتم التأكيد وقتها على انتقاله بين الحيوانات، ولكنه ينشط أكثر في البلاد التي تتواجد بها الجمال، خصوصاً أن الجمال هي أكثر طريقة يمكن أن ينتقل بها الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.
ولفت إلى أنه منذ عام 2012 وحتى 2022 تم الكشف عن عدد الإصابات حول العالم بفيروس الإبل، والتي وصلت إلى 2600 حالة على مستوى العالم، رغم أن 80% من الحالات كانت في السعودية.
الارتباط بالإبل
وقال الدكتور محمد حسن الطراونة إن فيروس الإبل أو فيروس متلازمة الشرق الأوسط هو أحد الفيروسات التابعة للمجموعة التاجية.
وكشف أن اسم هذا الفيروس ارتبط بالإبل كونه ينتشر وينتقل عبر الإبل للإنسان، مشيراً إلى أنه يسبب التهاباً رئوياً ويمكن أن ينتقل عبر المجاري التنفسية العليا من شخص إلى آخر.
وأوضح أن المراحل المتقدمة من الإصابة بهذا الفيروس يمكن أن تسبب الفشل في الجهاز التنفسي، ومن أهم أعراضه هي الأعراض التي تظهر على مرضى كورونا.
وحول الانتشار أوضح في تصريحه لـ«الخليج» أن هذا الفيروس في تركيبته ضعيف ولا ينتشر بسرعة أو بين جماعات كبيرة من البشر، ويمكن السيطرة عليه من خلال التعقيم المستمر أو أخذ مضادات الفيروسات التي تعطى لمرضى كورونا، موضحاً أنه في حال حدوث التهاب رئوي فيروسي ففي هذه الحالة يجب مراجعة المستشفى.
ما علاقة كورونا؟
من جانبه قال الدكتور ضرار بلعاوي أخصائي الأمراض الفيروسية ومكافحة العدوى في تصريح خاص لـ«الخليج» إن عدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية يسببها أحد فيروسات كورونا.
وأضاف بأن أبرز العوامل التي تسببت في مفاقمة مخاطر انتشار «ميرس» بين البشر هي زيادة تواتر موجات الجفاف بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.
ولفت إلى أن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية تشكل خطراً على البشر حول العالم، بداية من المناطق التي يوجد فيها الإبل حيث يعد رعاة الإبل أكثر عرضة للإصابة بالمرض مشيراً إلى أن الإبل تعطس وتسعل وقد يصاب أي شخص يخالط الإبل بالعدوى من رذاذ العطس أو البصق.
وأكد أن علاج هذا الفيروس هو علاج داعم يعتمد على الحالة السريرية للمريض والأعراض البدنية له.
أرقام الصحة العالمية
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن آخر الإحصائيات بشأن المرض أظهرت أن الفيروس يسبب نسبة وفيات كبيرة بين المصابين، حيث أودى الفيروس بنحو 35% من الذين أصيبوا به.
تفاصيل إصابة منتخب الديوك
ويذكر أن هذا الفيروس قد ظهر بين لاعبي المنتخب الفرنسي قبل أقل من 48 ساعة على انطلاق المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، ضد الأرجنتين، لتحوم الشكوك حول مشاركة العديد من لاعبين «الديوك» في المباراة النهائية.
وقد تم الإعلان عن إصابة ثنائي خط الدفاع رافائيل فاران وإبراهيما كوناتي بفيروس الإبل، لينضم للثلاثي السابق إصابته بنفس الفيروس أدريان رابيو ودايوت أوباميكانو وكينجسلي كومان، وفق ما نشرته صحيفة «تليغراف» البريطانية.
وكشفت عن أن منتخب فرنسا اتخذ إجراءات التباعد الاجتماعي لمحاولة وقف انتشار الفيروس، لكن تم تشخيص خمسة لاعبين حتى الآن.
وأشارت إلى أنه من المحتمل أن يكون المرض قد تم التقاطه خلال مباراة الدور ربع النهائي لمونديال قطر 2022، يوم السبت الماضي، بين إنجلترا وفرنسا، حيث يحاول طاقم العمل الفرنسي وضع جدول زمني لمراجعة أسباب تفشي العدوى في صفوف منتخب «الديوك».