اليوم الاثنين..الذّكرى 70 لاغتيال فرحات حشاد.. شابّ تونسي حمل حلماً كبيراً وتحوّل الى رمز متوهّج خلّده التّاريخ - صوت الضفتين

اليوم الاثنين..الذّكرى 70 لاغتيال فرحات حشاد.. شابّ تونسي حمل حلماً كبيراً وتحوّل الى رمز متوهّج خلّده التّاريخ

يتزامن اليوم  الاثنين 5 ديسمبر مع الذكرى 70 لاغتيال الزعيم الوطني الشهيد فرحات حشّاد، ليظلّ ابن جزيرة قرقنة رمزاً سياسيًّا ونقابيا متوهجاً للتونسيين ولتبقى ذكراه حاضرةً دائماً في تونس وخارجها.
أهم رجالات حركة الاستقلال في تونس
ويعتبر فرحات حشّاد أحد أهم رجالات حركة الاستقلال في تونس حيث تزعّم وتبنّى سياسة الكفاح المسلّح ضد الاستعمار الفرنسي بعد اعتقال أغلب الزعماء السياسيين التونسيين عام 1952.
ومن ابرز المقولات التي نقلت عنه بوصفه أحد ابرز زعماء النضال من اجل الحرية والكرامة وحركات التحرّر،  قوله “لكي تنال تونس استقلالها، يجب أن أموت أنا، أو صالح بن يوسف، أو الحبيب بورقيبة، “، بحسب تقارير متخصّصة.
وبدأ نضال فرحات حشّاد مع العمل وهو في سن صغيرة حيث بعد وفاة والده لم يتمكن من مواصلة تعليمه فالتحق وهو فتى بسوق الشغل بعد تحصله على الشهادة الابتدائية عام 1929 وعمل ناقل بضائع في إحدى شركات النقل البحري.

الدّفاع عن حقوق الكادحين 
وأكدت تقارير تأثر الزعيم فرحات حشاد بالفكر النقابي الاشتراكي ودفاعه عن حقوق الطبقة العاملة الكادحة ضد نفوذ الطبقة الرأسمالية المتوحشة ليصبح أحد الزعماء النقابيين في العالم.
وأسّس الراحل فرحات حشاد اول اتحاد عمالي نقابي في أفريقيا والمنطقة العربية دفاعاً عن حقوق العمال ليكون أول أمين عام للاتحاد العام التونسي للشّغل الذي أسّسه في 20 جانفي 1946.
وولد فرحات حشاد يوم 2 فيفري 1914 في بلدة العباسية في جزيرة قرقنة . وبفضل تجربة العمل والنضال التي بدأها يافعا، كان فرحات حشاد عصامي التكوين حيث تمكّن من صقل شخصيته وتنمية معارفه النقابية والثقافية والسياسية عن طريق المطالعة والمتابعة والنشاط المدني بعد أن تطوّع خلال الحرب العالمية الثانية للعمل مع منظمة الهلال الأحمر .

غدر واغتيال
وطالت يد الغدر فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر 1952 وهو مازال في أوج شبابه وعطائه لبلده ولحركات التحرّر في العالم، حيث اغتيل ولم يتجاوز عمره وقتها 38 عاما.
وعثر على جثمانه في طريق بمنطقة نعسان قرب رادس من الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، وعليها آثار طلقة نارية في الرأس ووابل من الرصاص في الجسم.
ووفق تقارير، كان عضو المنظمة الفرنسية السرية “اليد الحمراء” أنطوان ميلير، اعترف في كتاب أصدره عام 1997 بعنوان “اليد الحمراء: الجيش السري للجمهورية”، بوقوف فرنسا وراء اغتيال حشاد.
وفي عام 2003 قدم الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، وثائق سرية إلى زوجة فرحات حشاد وابنه جاء فيها أن الجهة التي قتلت حشاد ليست “اليد الحمراء” وإنما مخابرات سرية تابعة للحكومة الفرنسية.
وبقيت صفحة اغتيال الزعيم مفتوحة ولم يطوها الزمن رغم مرور 7 عقود على اغتياله،  وليظلّ فرحات حشّاد فخر التونسيين وأيقونة النضال والتحرّر التي خلّدها التاريخ.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *