الجمعية العامة للأمم المتحدة تقوّض رسالتها الانسانية و تستدعي مصّاص دماء السودانيين … حمعيات دولية تندد و تهدّد…
من المتعارف عليه منذ تأسيسها أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أسست على مبادئ الحرية و الديمقراطية و احترام الشعوب في تقرير مصيرها .كما أنها كانت سدّا منيعا أمام عدد من الرؤساء الذين نكّلوا بشعوبهم .وكانت لوقت قريب لاتستقبل في اجتماعاتها الشخصيات الخارجة عن قانونها و القانون الدولي عموما.
غير أن هذه الرسالة يبدو أنها لم تعد كذلك حيث قام الامين العام للأمم المتحدة وفي خطوة غريبة بدعوة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان لحضور في أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 من سبتمبر/أيلول الجاري.
في هذا الاطار علّق الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون قائلا “إن مشاركة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ستمثل إقرارًا واعترافًا بأن الجيش هو صاحب السلطة الوحيد في السودان.غير أن هذه الزيارة لا يمكنها أن تقود إلى إضفاء الشرعية على النظام العسكري في السودان، وعلى ما قام به خلال الأشهر التسعة الماضية.
والواقع أنّ ما قام به البرهان يتجاوز التسعة أشهر فالرجل هو سيف اخواني مسلّط على رقاب السودانيين وله تاريخ دموي معهم .حتى أن العديدين يصفونه بمصاص دماء.
وقد علمنا أن عددا من المنظمات الدولية و جتى بعض الجمعيات السودانية ترفض هذا الاستقبال الاممي للبرهان معتبرين أن ذلك يمنحه شرعية لمزيد التنكيل بالسودانيين وتأجيج الفتنة بين القبائل.
و الغريب أن دعوة الجمعية العامة للامم المتحدة تناقض قرار الاتحاد الأفريقي الذي علّق عضوية السودان في الاتحاد بسبب الإجراءات العسكرية التي فرضها البرهان بعد 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.