بعد بن زايد والسيسي، بن سلمان يلتقي ماكرون الخميس لبحث أزمة الطاقة - صوت الضفتين

بعد بن زايد والسيسي، بن سلمان يلتقي ماكرون الخميس لبحث أزمة الطاقة

باريس: خالد سعد زغلول

 

يستقبل رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية ، مساء اليوم الخميس 28 يوليو 2022 ، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية لفرنسا حيث يعد له الرئيس الفرنسي مأدبة عشاء عمل الساعة الثامنة والنصف مساءا في قصر الإليزيه، وفق ماصرحت به لنا مستشارو الرئاسة الفرنسية .

أهم محاور الزيارة

وكان ضيف فرنسا الكبير قد وصل إلى باريس مساء  الأربعاء قادما من اليونان ، ضمن أول جولة أوروبية منذ عام 2018 محاورها الأساسية اقتصادية وكذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات الثنائية الفرنسية السعودية في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. الا أن البعد الإقتصادي سيتصدر المباحثات الثنائية.
وتأتي الجولة الأوروبية بعد أقل من أسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمدينة جدة السعودية للمشاركة في قمة لقادة دول عربية.

زيارة مهمة لأوروبا وللسعودية

تكتسب زيارة الأمير محمد إلى أوروبا أهمية حيوية للقارة العجوز تزامنا مع أزمة الطاقة وارتفاع قياسي في أسعار الغاز والنفط في العالم وشكلت تكلفة الوقود عاملاً رئيسياً في زيادة التضخم لمعدلات غير مسبوقة منذ 40 عاما، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تأمل أوروبا وأمريكا من المملكة السعودية ضخ مزيد من النفط لتخفيف الأسعار على مستوى العالم ولاسيما في أوروبا الأكثر تضررا.

لكن المملكة العربية، التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم، صمدت أمام الضغوط الغربية بشدة مشيرة إلى التزامها بسقف الإنتاج المتفق عليه ضمن تحالف “أوبك بلاس” الذي تقوده مع روسيا. هذا وتعول باريس اقناع الرياض بزيادة الانتاج وتخفيض الأسعار .وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المملكة قامت بما يكفي لاستقرار الأسعار في سوق النفط. لكن الرئيس ماكرون وقيادة دول الإتحاد الأوروبي يأملون في المزيد من التعاون والتفاهم في هذا الظرف الراهن والخطير..
وعلى صعيد آخر، تأمل فرنسا تحديث منظومة الدفاع السعودية بأعظم ما وصلت اليه الصناعات الحربية الفرنسية خصوصا وأن المملكة تعتبر ثاني زبون عسكري لسوق الاسلحة الفرنسية بعد الإمارات العربية المتحدة ويأمل ماكرون بيع سرب من طائرات الرفال للرياض، وفي هذا السياق يسعى القائمون على مصنع داسو للطيران الحربي تحقيق مفاجأة كبيرة مستغلين بأن افتقاد القوات الجوية الملكية السعودية للطائرات المقاتلة الفرنسية وسيحاول الفرنسيون إبرام هذه الصفقة. فمقاتلة الرافال قد تكون خيار السعودية الأول لاستبدال طائرات تورنادو إي دي أس المتقادمة والتي بدأت الخدمة منذ النصف الأول من الثمانينيات وهو الخيار الأكثر منطقية لأي دولة يمكنها تحمل تكاليفها. وتعد المملكة أحدى أقوى اقتصادات العالم وهي بكل تأكيد تستطيع شراء هذه الطائرة التي تعتبر رولزرويس الطائرات الحربية على مستوى العالم ولهذا فهي الأغلى سعرا أيضآ.
هذا بالإضافة إلى أن فرنسا تسعى إلى تعزيز التعاون الأمني الوثيق بين البلدين خصوصا مواصلة الحرب ضد الإرهاب والتطرف الذي ضرب فرنسا في السنوات الأخيرة. كما تحاول فرنسا مساعدة المملكة في إدراج إيران في اللعبة السياسية الدولية وإعادتها إلى مائدة المفاوضات النووية تجنب حربا جديدة العالم في غنى عنها.

في المقابل، تكتسب الزيارة أهمية أيضا لدى الرياض، حيث يسعى ولي عهد المملكة السعودية الى النهوض ببلاده ليواكب العصر الحديث في إطار رؤيته 2030 ويعول على فرنسا والدول الغربية المتقدمة لنقل مفهوم الحداثة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا الأوروبية المتطورة الى السعودية والاستعداد لمرحلة مابعد البترول كما يأمل ولي العهد السعودي استكمال مسيرة النهضة الحضارية التي بدأها في بلاده.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *