رجل الحرب و السلم: محمد حمدان دقلو نصير الشعب وقاهر الارهابيين يصنع سلام الشجعان في السودان
لاشكّ أن السودان قبل التقسيم وبعده وخلاله يعدّ ركيزة مهمة في الوطن العربي وهو يشكل عمقا افريقيا لايمكن تجاوزه .وكلّما عمّ السلام السودان كانت افريقيا أكثر أمنا و استقرارا و العكس صحيح.
وفي تاريخ السودان الحديث رجال كثر أثروا في مجريات الأمور في البلاد لكن قلّة منهم من جاوز صداه المحليّ الى الاقليمي فالدولي و بات محلّ اجماع شعبي في الداخل ومحلّ توافق في الخارج.
من هؤلاء الفريق أول محمد حمدان دقلو و الملقّب ب”حميدتى” وهو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أو المجلس السيادي السوداني فضلا على أنه قائد قوات الدعم السريع التي تعدّ اليوم صمّام الأمان في السودان ومهامها توسعت لتشمل حتى المشاركة في فرض السلام في الخارج على غرار تواجد ما لايقل عن 500عنصر منها في اليمن.
وفي فترة وجيزة أصبح محمد حمدان دقلو وقوّات الدعم السريع علامة مضيئة وعامل توازن و استقرار في هذا البلد الذي انهكته الصراعات و تكالب عليه الارهابيون و المتطرفون لعقود .لكن يبدو أن التوازنات على الارض بدأت تتغير و الى الأبد لصالح الوطنيين و الأحرار وعلى رأسهم محمد حمدان ومجلس السيادة و قوات الدعم السريع.
ملأ الدنيا و شغل الناس
الفريق أول محمد حمدان دقلو هو الشخص الذي ملأ الدنيا و شغل الناس منذ أول ظهور رسمي له على الساحة السودانية في أواخر سنة 2018 حينما أنهى الأسطورة سيئة الذكر و التي كبّلت السودان لثلاث عقود ونعني بها حكم عمر البشير حيث كان لقائد قوات التدخّل السريع الدور الحاسم في الانتصار لإرادة الشعب المطالب بالحرية و الانعتاق من الديكتاورية وهو ما تحقّق باعتقال البشير في 13أبريل 2019 في عملية نوعية قادتها نخبة قوات الدعم السريع بإشراف شخصي من محمد حمدان كما سجّل تاريخ السودان بأحرف من ذهب الموقف الشجاع للرجل حينما رفض اعطاء الأوامر التي تلقّاها من الرئاسة السودانية لقمع المتظاهرين .
و سيجل التاريخ له أيضا مطالبته بوضعِ فترة انتقالية لا تزيد عن ستة شهور حين الاطاحة بعمر البشير كما أصرّ على تشكيل مجلس انتقالي مهمته إنقاذ الوضع الاقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتشكيل حكومة مدنية يتم الاتفاق عليها بواسطة القوى السياسية.
اليوم يعدّ محمد حمدان دقلو بصفته نائبا لرئيس مجلس السيادة المحرّك الحقيقي للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية في السودان وهو المهندس لإعادة تموقع السودان في محيطها الاقليمي و الدولي
ولاقت دعوته استجابة جماهيرية كبيرة مما اضطر أحمد عوض بن عوف في ظلّ الرفض الشعبي المُتزايد له إلى تمرير رئاسة المجلس الانتقالي لقائد القوات البريّة عبد الفتاح البرهان. هذا الأخير لقيَ دعمًا من حميدتي و الذي عُيّن كنائب للبرهان فيما بعد.
لكن قبل ذلك كان للفريق محمد دحمان محطات نضالية كبيرة ساهمت في تجنيب السودان كوارث كبيرة وانطلقت رحلته في الميدان منذ العام 2010 عبر المساهمة في استقرار الأمن في اقليم دافور وقد التفّ حوله الالاف من الشباب من الذين يشاركونه نفس التوجه والحريصون على وحدة السودان ليشكّل بهم النواة الأولى لما يعرف اليوم بقوات الدعم السريع و التي أصبحت تشكّل صمّام الامان للسودان .
وبعد تشُكّلها رسميّا في شهر أوت/ آب/أغسطس 2013 وانضوائها تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني نجحت في وقت وجيز في اعادة الأمن لاقليم دافور وطرد المتشددين و الارهابيين منه حيث تم الاعلان على انتصار قوات الدعم السريع في شهر أبريل/نيسان من العام 2016.
كان للفريق محمد دحمان محطات نضالية كبيرة
ساهمت في تجنيب السودان كوارث كبيرة
حامي الحمى و الوطن
لم تتوقفّ مهمة الفريق محمد دحمان عند احلال السلام في اقليم دارفور بل انه استعمل قواته في حمية حدود الوطن من الارهابيين و المتطرفين و نجح في تطهير السودان من الحركات المتشددة و الاسلاموية و على رأسها الاخوان المسلمون حيث لم تعد منذ العام 2010ملجأ امنا لهم واضطر المئات من كبار قيادي هذا التنظيم ومن كل الجنسيات الى مغادرة السودان بحثا عن موطأ قدم آخر لهم .
وتقوم قوات الدعم السريع بقيادة دحمان أيضاً بدوريات على الحدود مع ليبيا لإيواء وتجميع اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين وذلك في إطار تنفيذ بنود مبادرة مشتركة بين الدول الأوروبية والأفريقية بما في ذلك السودان لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.كما تشرف على المخيمات المخصصة لهم .وهذه المهمة المعقدة و الصعبة نجحت فيها قوات الدعم السريع لحدّ كبير ما اعطاها زخما دوليا و بوّأ قائدها مكانة متميزة في الساحة الدولية وتحول وقوّاته إلى حليف للاتحاد الأوربي في محاربة الهجرة غير الشرعية .لكن ما يحسب لحميدتي أنه ليس بالحليف الذي يريد أن يعمل في الظل حيث هدّد في خطاب متلفز بوقف التعاون مع الاوروبيين إذا لم يعترف علنًا بتعاونهم مع قواته.
رجل دولة
الفريق أول محمد حمدان دقلو ليس رجل ميدان فحسب و انما هو رجل دولة مثّل السودان أحسن تمثيل و سوّق لصورة السودان الجديدة في البلدان التي زارها و قد تم تلقي رسائله بإيجابية و ارتياح دوليين سارعا في اعادة البلاد الى الحضيرة الدولية .
وكانت أولى مهامه الديبلوماسية و التي نجح فيها بامتياز قيادته لفريق المحادثات الحكومي مع الحركات المتمردة في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، وبعد جولات عديدة مع قادة هذه المجموعات المتمردة على الدولة منذ 2003 في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، توصل إلى اتفاق سلام في أكتوبر 2020.
و اليوم يعدّ محمد حمدان دقلو بصفته نائبا لرئيس مجلس السيادة المحرّك الحقيقي للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية في السودان وهو المهندس لإعادة تموقع السودان في محيطها الاقليمي و الدولي .كما يعدّ حمدان شخصية موثوق بها و من الصعب تخطّيها من طرف المجتمع الدولي وهو ما يتجلّى في عدد المواقف الدولية المختلفة الصادرة بخصوص السودان.
وقد أثبت حمدان أنه مقاتل شرس حينما تفرض الحرب عليه و هو مفاوض جيد حينا يصنع سلام الشجعان كما حدث في “دارفور” وهو سياسي محنّك حينما يتعلّق الأمر بالسودانينن و مستقبلهم .
وهذا ما يتجلّى في رعايته لاتفاق الصلح النهائي بين قبيلتي التاما والقمر(العورا، والشالا) بعد قتال سنوات.
هذا فيض من غيض من حياة الرجل و محطاته النضالية و بصماته و لهذا يحسبه السودانيون مستقبل حاضر السودان و مستقبلها معه ستطوى صفحات كثيرة ملطخة بالإرهاب و الفساد من تاريخ البلاد.