الناشطة الحقوقية ريم بالخذيري توجه رسالة مفتوحة الى شيخة مدينة تونس: تونس شاخت ولابد من تشبيبيها
كانت العاصمة التونسية لوقت غير بعيد منارة للمغرب العربي وافريقيا. يميّزها الإنضباط والبعد الجمالي والبيئي ..نظافة والتزام بالمعايير البيئية .
فقد توارث رؤساء بلدية الحاضرة ما قبل 2011 تطبيق القوانين الصارمة على المخالفين من المنتصبين العشوائيين ومن المتقاعسين عن التقيّد بضواط النظافة،
غير أن وجه العاصمة وصورتها الجميلة بدأ في التقهقر و التشوّه منذ أن تم حلّ المجالس البلدية في تونس سنة 2011 وتعويضها بالنيابات الخصوصية التي كانت رهينة تجاذبات سياسية أساءت كثيرا لصورة تونس الجميلة. و لا ننسى تلك الصورة البشعة في شارع حبيب بورقيبة الذي تحول ّلأيام الى سوق مواز يعجّ ببائعي “المرقاز”.
ومنذ ذلك التحول ظل الحال على ما هو عليه بل يزداد سوءا إلى حدود أواخر سنة 2018 تاريخ الانتخابات البلدية والتي نظمت وفق مجلة الجماعات العمومية المحلية أو قانون البلديات المستحدث، أين أتاحت للمجالس البلدية ورؤساءها صلاحيات واسعة للعمل وتطبيق القانون .
وبرغم تلك السلطات الواسعة والتي مثلت استقلالا شبه كلي بالسلط المركزية الا ان الفشل في استعادة صورة تونس الجميلة كان السمة الغالبة.
وعلى رأس قائمة تلك البلديات ورؤساءها بلدية الحاضرة وشيختها السيدة سعاد عبد الرحيم.
وشيخة مدينة تونس مثلها مثل باقي رؤساء البلديات لم تحدث أثرا يذكر لتحسين مظهر المدينة، ولم تؤت تدخلاتها أكلها منذ تاريخ انتصابها، بل انها لم تظهر على الساحة ولو في اطار نقاش الوضع الكارثي للعاصمة ولم يسمع لها صوتا ولا ركزا خلال السنوات الثلاث الفارطة.
وببالغ الأسف والأسى فقد فشلت وفشل مجلسك البلدي على الايفاء بوعوده الانتخابية فضلا عن انعدام اي انجازات تذكر .
المتجول اليوم في شوارع العاصمة و أنهجها وازقتها ينكرها حدّ الشعور بأنه في بلد متخلّف من دول جنوب الصحراء، بل ان الكثير من هذه الدول تغيّرت صورها و سبقتنا بأشواط في النظافة و العناية بالبيئة و تطبيق القوانين. بينما احتلت أرصفة عاصمة عليسة الباعة الفوضويين وتراكمت الاوساخ في كل ركن وفي كل شارع دون أن نراكم تحرّكون ساكنا و دون اجراءات ردعية و برامج للنظافة و مقاومة الأوساخ .
صورة العاصمة ما فتأت تتلطّخ مع الأيام وسط صمت رهيب من المسؤولين وكأن الامر لا يعنيهم وجمال المدينة يعدّ ترفا وليس من أولويّاتهم.
وكأني بك سيدتي شيخة مدينة تونس لا تغادرين مكتبك و لا تعاينين مثلما نعاين الكوارث المنتشرة في شوارع المدينة.
وكأنك لم تشعري بمأساة التجار المنتظمين والذي احتلت واجهات محلاتهم و اضطرّ أغلبهم للإغلاق بسبب التجارة الموازية .
وكأنك لم تشعري بأن عاصمتنا أصبحت منفّرة للسياح ولم تعد تغري الزائرين.
لابد أن يتحمّل المجلس البلدي لمدينة تونس مسؤوليته التاريخية باستعادة الصورة الجميلة للعاصمة فبعد ثلاث سنوات في مناصبكم لا عذر لكم ومحمول عليكم العمل ثم العمل .