معرض ” وِرد ” بالمركز الجديد للفن المعاصر بتونس “32 BIS “
يحتضن المركز الجديد للفن المعاصر بتونس “32 BIS ” معرض” وِرد ” ( Wird ) خلال الفترة الممتدة من 18 فيفري إلى 18 مارس 2022.
ويتمثّل هذا الحدث في معرض للصور ( فوتوغرافي ) والفيديو للفنان الفرنسي الجزائري ” برونو حاجي” (Bruno Hadjih) . وسيرافق هذا العمل تقديم لمجموعة من القطع الأثرية المشتقّة من مجموعة الفن الإسلامي ” للّة حضريّة ” بالإضافة إلى تركيب صوتي للموسيقي التونسي عماد عليبي.
ما هو “32BIS ” ؟
هو ببساطة المركز الجديد للفن المعاصر بتونس . وهو فضاء هجين وبديل للبحث والإبداع والعرض وتبادل المعارف. ويتألف الفضاء من بنايتين من 4 طوابق و4000 متر مربع : 32 مكرر يقع بين جدران مقر ” فيليبس ” سابقا الذي تم بناؤه سنة 1953 في قلب مدينة تونس العاصمة . وهو في الحقيقة جزء من شبكة متنامية من المساحات والجهات الفاعلة التي تساهم مع بعضها البعض في الزخم الإبداعي في البلاد.
ويعمل فضاء ” 32 مكرر ” على دعم المشهد الفني المحلي وتعزيز جذوره الإقليمية والدولية. فهو إذن مكان للإقامات الفنية والمعارض والعروض وورشات العمل والتربية الثقافية والتكوين والمرافقة المهنية حيث يتشكل حوار بين فنانين وباحثين تونسيين وعالميين.
ويحتوي المركز على مكتبة إعلامية متخصصة في الفن الحديث المعاصر يدور حولها برنامج كامل للتربية الفنية والثقافية.
وبحكم أنه تم تصوّره كمختبر فإن ” 32 مكرر ” يعتبر مكانا للتبادل والمحاكاة تعقد فيه الأسئلة الحائرة الكبيرة التي تشقّ عصرنا وتتم فيه الإجابة عن هذه الأسئلة.
البرمجة في ” 32 مكرّر ”
ظل الفنان ” برونو حاجي ” من خلال تظاهرة ” وِرد ” وعلى مدى أكثر من 25 عاما يحمل فكرة عن الصوفية داخل المجتمعات الصوفية المختلفة من HLM في ” Montreuil ” إلى كهوف ” Hindi Kouch ” مرورا بمالي أو إيران أو الجزائر. ويمثل معرضه ” وِرد ” بداية الموسم الافتتاحي بفضاء ” 32 مكرّر ” الذي سيستمر حتى شهر ديسمبر 2023.
وسيشهد الموسم تنظيم العديد من العروض والورشات والكثير من اللقاءات الفنيّة المختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الفنانين التونسيين والعالميين يشاركون منذ عام أو أكثر في برنامج الإقامات الفنية ” 32 مكرّر ” ونذكر من بينهم عاطف متاع لله (تونس) ودعاء علي (مصر) و جان كوب (فرنسا / ألمانيا) و رافرام حداد (تونس) وغيرهم بالطبع كثير.
وسيتم خلال الربيع القادم استقبال الفنانة الإفريقية الجنوبية ” Thania Petersen ” في إقامة تدوم 3 أشهر تقوم إثرها بمعرض خاص في فضاء ” 32 مكرر “.
ويشارك أكثر من 20 فنانا تونسيّا ودوليّا خلال شهر نوفمبر المقبل في معرض كبير مخصص للمؤرخة المتخصصة في الفن الفرنسي المصري تحت عنوان ” شعر معاوية ” (Le Cheveu de Mu’awiya).
ومن ناحية أخرى يعمل ” 32 مكرر” على تطوير مشاريع دعم مختلفة ومرافقة للفنانين التونسيين والأفارقة الشباب خاصة من خلال برنامج AFC-ACADEMY الذي سيدور في شهر جوان 2022 بالاشتراك مع مؤسسة الثقافة الإفريقية (African Culture Found ) التي شارك في تأسيسها الفنان المالي عبدولاي كوناتي.
عرض ” وِرد ” تجربة صوفيّة
الوِرد في عالم الصوفية هو الممارسة التي نميّز بها بين نهج روحانيّ وآخر. ومن خلال الوِرد يتلقّى التلميذ سرّ معلّمه ويرتبط به . وهو أيضا مجموعة من التعاويذ والصلوات والأنفاس التي تأخذنا إلى ” الحال” و إلى الكلّ. والحال هو انتفاء الذات في ذات أخرى.
” لا أحد يروي ما يحدث أثناء الخلوة “. الشهادة الأكثر وضوحا من قبل الناسكين هي إشعاع وجوههم. ويؤكد ” برونو حاجي ” من خلال تجربته أنه ” يمكننا أن نشعر بماديّة ما يحصل بداخلهم” إذا أصغينا جيدا إليهم … فنظراتهم تغذت بما يشعرون.
أثناء الليل وفي صمت ” تيباييد دو جيرس ” يغوص المصور مرة أخرى في أرشيف رحلته الطويلة ويستخرج الصور التي تبدو أساسية بالنسبة إليه. تحيط به صور الزّاهدين وتتدفق من حوله. يجمّل برونو صوره بطرق جديدة في المعالجة. يستخرج الألوان المهيمنة ودرجاتها.
يدرك برونو حاجي أنه من الأكواخ الترابية في” تمبكتو ” إلى كهوف ” هندو كوش ” إلى بعض الغرف في ” HLM ” في ” Montreuil ” التي لا تحتوي على أي شيء غريب عنها فإن الزاهدين يديمون نفس ممارسة الخلوة و” الوِرد ” في صمت وعوز وانسحاب أو اعتزال من العالم […].
هذه الصور التي أنجزها ” برون حاجي ” بكل دقة لا تصلح للقراءة الفورية ولا تسعى إلى إحداث أثر زائل. إنها تتطلب التأمل والتفكير. إنها رؤى و وحي أيقونات فريدة وثمينة.”.
من هو برونو حاجي ؟
هو مصور ومؤلف ومخرج أعمال وثائقية. ولد برونو حاجي في منطقة القبائل بالجزائر ويعيش ويعمل بين باريس و منطقة ” le Gers ” والصحراء. وبعد دراسة علم الاجتماع اتجه إلى التصوير السينمائي ثم الفيديو.
انغمس ” برونو حاجي ” في المجتمعات الصوفية حول العالم لأكثر من 25 عاما وهو يلقي نظرة ثاقبة و ” مزعجة ” وشاعرية على الأجساد والوجوه والمناظر الطبيعية الغامضة التي مرّ بها عبر مسيرته . وقد عرضت أعماله في العديد من المتاحف والمهرجانات.
وهو أيضا مؤلف ومخرج للعديد من الأفلام الوثائقية ومنها على سبيل المثال ” AT(H)OME ” سنة 2013 و ” وِرد ” سنة 2020 و” زيارة ” سنة 2020 أيضا و ” Nomad Land Radioactive ” سنة 2021.
من هو عماد عليبي ؟
هو فنان وموسيقار وعازف إيقاع ولد في مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد بتونس. ومنذ سن مبكرة انضم عماد إلى الفرق الأوركسترالية الشعبية والكلاسيكية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وبعد انضمامه إلى فرقة الانصهار الشرقي “Les Boukakes” عمل عماد عليبي وتعاون مع العديد من الفنانين على غرار رشيد طه و ممدوح بحري و غالية بن علي و ” Watcha Clan ” و ” Natasha Atlas ” و ” Michel Marre ” أو آمال المثلوثي.
تولّى عماد عليبي إدارة ” المهرجان الدولي للإيقاع سوسة” و ” أيام قرطاج الموسيقية في تونس” . وإضافة إلى أنه شارك واستثمر في العديد من المشاريع الموسيقية والتعليمية حول العالم . وهو يعمل حاليا على مشروعه الجديد الذي يجمع بين الإلكترونيات والآلات الإيقاعية.