في ذكرى المصادقة على الدستور نقول : هو ليس دستور الشعب بل دستور الصهيوني نوح فيلدمان حبيب الإخوان و عدو الأوطان
بقلم /صهيب المزريقي ناشط سياسي بعثي
كثيرا ما نسمع عن نوح فيلدمان في إرتباطه بالدساتير بالأقطار العربية .
منذ إحتلال العراق من قبل القوى البربرية و الهمجية و إسقاط نظامه الوطني و إحلال محله نظام سياسي متعفن متضارب الصلاحيات و المتناقض و الخالق للأزمات السياسية و الإقتصادية للأقطار فهل فعلا كان نوح فيلدمان السيناتور و اليد الخفية لهندسة الدستور التونسي المؤرخ في 27 جانفي 2014 ؟؟
نتذكر جيدا أن نوح فيلدمان دخل المجلس الوطني التأسيسي يوم الخميس على الساعة العاشرة صباحا، وباعتبار غياب اي صفة تمكنه من دخول التأسيسي فقد قامت بادخاله نائبة المجلس الوطني التأسيسي عن حزب المؤتمر مبروكة مبارك، ثم دخل المجلس امس على الساعة الحادية عشرة وقامت بادخاله نائبة التأسيسي عن حركة النهضة ايمان بن محمد.
نوح فيلدمان كان يشغل منصب المستشار السابق للحاكم الأمريكي في العراق «بول بريمر» وهو أمريكي من اصول يهودية ،متحصل على شهادة الدكتوراه في الفكر الإسلامي من جامعة «اكسفورد», ولد فيلدمان سنة 1970 في مدينة «بوسطن « الامريكية، ودرس في مدرسة ميمونيدس (نسبة للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون وهي مدرسة ذات توجه يهودي أصولي محافظ)، وبالرغم من انه من اصول يهودية الا ان بعض الاطراف تؤكد انه منبوذ من عديد الدوائر اليهودية بسبب زواجه من مسيحية وتشجيعه اليهود على الزواج من مسيحيات .
أصدر فيلدمان العديد من الكتب أهمها «وبعد الجهاد .. أميركا والصراع من أجل الديمقراطية الإسلامية» سنة 2003 ، «صعود وهبوط الدولة الإسلامية» في 2008 الذي توقع فيه صعود الحركات الإسلامية في الدول ذات الأغلبية الإسلامية من خلال انتخابات نزيهة حرة تلبية لرغبة الشعوب في إقامة حكم ديمقراطي يستند علي الشريعة و«ما ندين به للعراق .. الحرب والخلاق في بناء الأمة» سنة 2004 …
نوح فيلدمان تثار حوله العديد من الاتهامات انطلاقا من تسميته بـ«صاحب القوة السحرية في تقسيم الشعوب»، ويُقال انه كان سببا مهما في الصراع بين السنة والشيعة والاكراد في العراق ، اما في مصر فقد تم اتهامه قبل اشهر بانه يدفع لتكوين دولة دينية عمودها الفقري التشريعي، الشريعة الاسلامية، لضرب مصر وعزلها عن محيطها الخارجي .
فيلدمان أكد في حوار له مع قناة «إيه بي سي « الأمريكية بعد اسقاط الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك انه لن يتخاذل في المشاركة في إعداد الدستور المصري إذا عرض عليه مضيفا «يسعدني كتابة دستور مصر»، وفي هذا السياق لاقى فيلدمان اتهامات كثيرة بعمله المخابراتي بعد سقوط حسني مبارك على خلفية دعوته سنة 2008 الى التفكير في خليفة لمبارك، حيث طالب الولايات المتحدة الامريكية بضرورة التخلي عن مبارك بسبب سنه والتفكير في بديل عنه وشدد على ضرورة توسيع نطاق الديمقراطية والسماح للإخوان المسلمين بالمشاركة في الحكم أثناء حكم مبارك مستنكرا تسمية الإخوان بـ«الجماعة المحظورة».
عُرف فيلدمان بنظرية صعود القوى الاسلامية للحكم في البلدان العربية، ويتمثل تلخيص نظريته في أن الولايات المتحدة يمكنها أن تحصل على ما تريد من العرب والمسلمين بدون عنف وبأقل تكلفة «إذا أمكن إيهام المسلمين أنهم أحرار وذلك عبر إيجاد نوع من الخلافة الإسلامية الصورية يكون للشريعة فيها مكانة متميزة حتى وان كانت شكلية». ومن اهم مقاربات فيلدمان في كتابه «سقوط وصعود الدولة الإسلامية» أنه «يمكن تحويل العالم الإسلامي من أعداء إلى شركاء، ويمكن القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وحتى إنهاء حالة العداء الشعبي لدولة إسرائيل، إذا قام الغرب بمنح المسلمين شيئا من الكرامة وأن نعاملهم بدرجة أكبر من الاحترام والثقة.»
والجدير بالذكر ان عددا من النواب نبهوا الى وجود عملاء للمخابرات الاجنبية في حرم التأسيسي خاصة في سبتمبر 2012، وتحديدا في يومي الحوار المفتوح حول الدستور يومي 14 و15 سبتمبر 2012، حيث حضرت 300 جمعية تونسية، وما يقارب العشر منظمات اجنبية، وافاد عدد من النواب حينها الى ان بعض الاطراف الاجنبية تحاول اسقاط الفصل 27 من مسودة الدستور والذي ينص على ان «كل أشكال التطبيع مع الصهيونية والكيان الصهيوني جريمة يعاقب عليها بقانون»، وفعلا تم اسقاط الفصل والتخلي حتى عن الفقرة التي تم وقتها تعويض الفصل بها. لكن نائب رئيس المجلس الوطني التأسيسي والمكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني بدر الدين عبد الكافي صرّح للشروق ان فيلدمان لم يشارك ابدا في الايام المفتوحة لمناقشة مسودة الدستور، وانه لم يتم استدعاؤه ابدا بل حضرت بعض الجمعيات المعروفة على الصعيد العالمي.