مقال رأي/ الرئيس سعيّد فقد بوصلته؟ !
لم يسبق أن حظي رئيس فيما أعلم من دعم شعبي كالذي ناله الرئيس قيس سعيد غدا اعلانه عن الاجراءات “التاريخية” في 25جويلية 2011 و التي بها أنهى حكم النهضة في تونس و شرّد بارونات الفساد فمنهم من هرب الى الخارج ومنهم من زجّ بهم في السجون و البقية لديهم عشرات القضايا الجارية .
وكان يمكن للرئيس سعيّد أن يستغلّ هذا الدعم و يوجّه بوصلته حيث يريد الشعب التونسي الذي بنى عليه شعاره في الحملة الانتخابية “الشعب يريد” لكن وبمرور الايام بدأ سعيّد يفقد بوصلته و تحديدا منذ 22سبتمبر تاريخ اعلانه عن القرار الرئاسي 117 الذي حوّل وجه البلد وجمّع كل السلط عند الرئيس .كما أنه أقفل الابواب أمام كل الاحزاب و المنظمات و تكفّل وحده بمهمة قيادة البلد لمصير يجهله كل التونسيين و لم يفصح عنه بعد.
بات ثابتا أن عقارب اجراءات قيس سعيد في 25جويلية قد توقفت في التاريخ المذكور و قد أجاب العالم و القوى السياسية و المنظماتية برفض القرار 117 و هو ما أدخل مؤسسة الرئاسة في عزلة قد تكون اختيارية لكننا سندفع جميعا ثمنها الباهض خاصة مع العزلة الدولية المفروضة على تونس و التي بدأت تكشف عن وجهها من خلال صندوق النقد الدولي الذي رفض فتح باب المفاوضات لمنحنا قروضا جديدة أومن خلال رفض الدول الصديقة منحنا ضمانات أو هبات .
وما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس سعيد فقد بوصلته ماحدث يوم أمس حينما دعا القائمين للقضاء بضرورة الاسراع بحل القائمات التي ثبت تمتعها بالتمويل الاجنبي رغم أن الفصل 163 من الدستور عاجز عن القيام بها و هو ما يكبل الجهة القضائية لتنفيذ احكام محكمة المحاسبات .ومن الخطير أن يمر الرئيس لإصدار مراسيم رئاسية تتجاوز القضاء و تطوع الفصل المذكور.
كما أن هجومه على شخصية ليست خصما له واتهامه بالفساد و اللصوصية بل و تأسّفه أن القضاء برّأ هذا الشخص حينما قال بالتأكيد “مع الاسف برّأه القضاء” .يعدّ أمرا غير مقبول و يساهم في تقسيم التونسيين.
كما أن تعرض الرئيس لوجود ّميليشيات” تهدد الامن القومي دون وجود أثر مادي لها في ارض الواقع من شأنه أن يخيف التونسيين و يساهم في الاحتفان الاجتماعي .
الرئيس سعيد فقد بوصلته و الخشية أن تفقد تونس بدورها بوصلتها .
بقلم سفيان شرف الدين