مقال رأي/ تونس التائهة.. خارج التاريخ والجغرافيا!!
بقلم سفيان شرف الدين
ما يحدث في تونس منذ 25جويلية لم يكن ممكنا لخبراء السياسة و الاقتصاد والتاريخ والحغرافيا أن يتنبؤوا به لان نظرياتهم وافكارهم قائمة على المنطق وما حدث في بلادنا قبل 25جويلية وخاصة بعده لا منطق فيه ويصعب تصنيفه في أي من النظريات.
فالبلد اليوم تائه كما لم يكن يوما ومصيره ومستقبله بيد شخص غامض ورافض لأي حوار مع الداخل أو الخارج وكأنه يتلقى الوحي من السماء.
تونس اليوم مصنفة خارج التاريخ وخارج الجغرافيا.. فخارجيا تعيش الديبلوماسية التونسية انكماشا غير مسبوق في واقع اقليمي متحرك كان بإمكاننا الاستفادة منه فالانتخابات الليبية التي على الابواب كان بامكاننا استثمارها وكذلك التحولات في العلاقات بين دول الخليج وتركيا من جهة وبين تركيا ومصر من جهة اخرى كان بامكان الديبلوماسية التونسية ان تخط قميصها الذي يليق بها واعادة صياغة علاقات البلد على ضوء تحولات 25 جويلية لكن ما حدث هو العكس حيث يعيش البلد عزلة ديبلوماسية بعد الزخم الكبير والزيارات الكثيرة لكبار الشخصيات بعد الاجراءات المذكورة والتي يبدو اننا فشلنا في اقناع من هبوا لمساعدتنا بمشروع المستقبل وبجدوى الامر الرئاسي 117 الذي أحال البلد للموت السريري وادخل الاقتصاد والمالية في نفق من الصعب الخروج منه مالم تتم مراجعة السياسة الاتصالية للرئاسة و للحكومة مع الداخل والخارج. فهذا الصمت الرهيب بخصوص برامج البلد المستقبلية تجعل من الجميع متوجس وخائف.
اليوم الادارة مشلولة والمديرون العامون خائفون من اتخاذ قرارات والوزراء كذلك لم تطلق ايديهم للاصلاح ورئيسة الحكومة صامتة لا تتكلم وتكتفي بتلقي الاوامر من الرئيس.
هو مشهد سريالي نعيشه و الشعب أصبح يرى الجوع يطرق ابوابه والتونسي محتاج اليوم الى من يطمئنه فهو خائف في وظيفته وفي شارعه وفي منزله.
لابد من الاعتراف ان الجميع تائهون وصاحب الأمر الذي بيده ان يطمئن شعبه والمستثمرون وكبار الموظفين و الوزراء وكل الخائفين في هذا البلد وخارجه غارق في البحث عن حلول للالفية القادمة معتبرا الكل خونة ومحتكرين وانتهازيين وغير أهل للحوار معهم وتشريكهم في حل المشاكل اليومية في صفاقس وقبلي وتطاوين.
ياسيدي الرئيس المستقبل لايبنى على جثث الجياع و المفقرين والمعطلين فنحن يب اليوم حطام شعب لا يعنيه البن اء القاعدي والدائري بل يريد ان يعيش. مرددين المثل القائل “احييني اليوم واقتلني غدوة”