أكد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 27 نوفمبر 2021 انه “لا يمكن للاتحاد تقديم صك على بياض لشخص يمشي في المجهول وفي الظلام ولا تُعرف خياراته” مشددا على انه” لا وجود لرجل آمر ناهٍ بالنسبة للمنظمة”.

من جهة أخرى عاد الطبوبي على قرار المحكمة الادارية بإبطال مخرجات المجلس الوطني مؤكدا ان مؤسسات الاتحاد هي من تتخذ القرارات وانه لن يتحكم في المنظمة أحد مستدركا بالقول “الاتحاد يحترم قرارات القضاء”.

وانتقد الطبوبي محاكمة مدنيين أمام القضاء العسكري مذكّرا بأن الدوائر تدور على الظالم مهما كان قائلا “لكل من تخوّل له نفسه ظلم المدنيين نقول ستدور الايام وستُظلم كما ظلمت”.

وقال الطبوبي على هامش الندوة القطاعية للجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية بالحمامات:”‘ الاتحاد ليس منظمة حرفية متاع زيدني دينار زيدني 500 ..الدينار والـ 500 نجيبوه بالذراع وحد لا عامل علينا مزية” الاتحاد منظمة خير وقوة اقتراح وقوة حجة واقناع”.

واضاف “نفتخر اليوم كأبناء هذه المنظمة تابعين لسلالة نقابيين أمثال حسين بن قــدور بانجاب كفاءات ..خالد بن قدور الذي اتهمته ميليشيات الحكومات المتعاقبة بالفساد خوفا من كفاءته بينما يُعيّنون اشخاصا “بعابص كبّار” في المناصب مما دمّر اقتصاد البلاد ..اشخاص ليست لهم لا دراية ولا كفاءة في رسم الخيارات الوطنية وهو ما أوصلنا اليوم الى هذا المستوى”.

وتابع الطبوبي”من المهم جدا اليوم فتح ملف الطاقة في تونس باعتبار كثرة الكلام والغوغائية حوله خاصة من قبيل ان تونس تسبح فوق بحر من النفط… اقول ان لتونس ثروة بشرية وباطنية ولكن الثروة الموجودة ليست بالحجم الذي يتحدثون عنه … مثلا الفسفاط …عار ما يحدث اليوم في قطاعه خاصة ان تونس من البلدان المصدرة له وللاسمدة الكيمياوية …ما حدث بالحوض المنجمي من شيطنة للاتحاد واخراجه في صورة المتسبب الرئيسي في دمار البلاد مرفوض .كل الاحتجاجات والتحركات بالحوض المنجمي مشروعة ..لم نقم بأي اضراب بشركة فسفاط قفصة خلال الـ10 سنوات التي تلت الثورة وكل الاحتجاجات كانت مجتمعية تتعلق بالتنمية وبالتشغيل”.

وواصل “ما أوصل البلاد الى هذه الحالة هي الحسابات السياسية غير الناضجة ..هناك غياب للشفافية في ملف الطاقات المتجددة” متسائلا “ما معنى ان نعطي رخصة لأجنبي في ظل غياب طاقة تشغيلية ودون أن يجلب عملة صعبة زد على ذلك يتحصل على قروض من بنوكنا العمومية؟ ..نريد استثمارا حقيقيا نريد من الاجنبي ان يوفر مواطن شغل بمقومات لائقة وان يحترم الدولة التونسية وتشريعاتها”.

وأضاف الطبوبي “للاتحاد دور في ما هو سياسي وما هو اجتماعي ..حدّ ما عمل مزية على الاتحاد ونحنا أصحاب باي في البلاد ..لانا كراية ولا ننتظر حسنة من أحد” متابعا “يلومون الاتحاد على مساندته احتجاجات ولاية صفاقس …اين هي خياراتكم واستراتيجياتكم الخاصة بالوضع البيئي؟ ..غارقون في العراك وافتعال المشاكل”.

وحول قرار المحكمة الابتدائية بتونس بإبطال مخرجات المجلس الوطني قال الطبوبي”سمعتم عن حكم قضائي في ابطال مخرجات المجلس الوطني ..ما أريد ان اقوله هو ان قواعدنا هي المحدد الوحيد لقراراتنا..نحترم القضاء ونحن أصحاب حق ..مؤسسات الاتحاد هي من تتخذ القرارات ولن يتحكم فينا أحد .شرعيتنا وقراراتنا نستمدها من مؤسساتنا باستقلالية تامة ..رغم ذلك نحترم قرارات القضاء ..الاتحاد غير مرتبط لا بزيد ولا بعمر” .

وبخصوص الوضع السياسي الراهن قال الطبوبي “للاسف الشديد رغم توفر كل مقومات النجاح فإن البلاد مقلوبة رأسا على عقب وهي اليوم تئن وفي حاجة الى كل نفس وطني قادر على تعديل البوصلة حول الخيارات الوطنية الحقيقية”.

وتابع “عندما اتخذ رئيس الجمهورية قرارات 25 جويلية كان موقف الاتحاد واضحا وأكدنا ان الوضع كان في ما مضى متعفنا وكان هناك طموح وحلم واستحقاقات لم تُلبّ خاصة في ما يتعلق بالتشغيل ..أكدنا على وجوب بناء خيار جديد في اطار تشاركي دون اقصاء لأي كان الا من أقصى نفسه بأفعاله ولكن للاسف الشديد لم نر الى اليوم أي شيء يجعل الاتحاد يقدم صكا على بياض خاصة ان مواقفه ليست مواقف شخصية وانما هي مواقف مؤسسات ..لا يمكن للاتحاد اعطاء صك على بياض لأي كان لشخص يمشي في المجهول وفي الظلام ولا نعرف خياراته .. يطالبون الاتحاد بمساندة عمياء ..بالنسبة للاتحاد لا وجود لرجل آمر ناهٍ.. نستشير مؤسساتنا ثم نقرر “.

وفي تعليقه على محاكمة مدنيين أمام القضاء العسكري قال الطبوبي “لكل من تخوّل له نفسه ظلم المدنيين نقول ستدور الايام وستُظلم كما ظلمت… تونس بلد حريات وحقوق وعدل وانصاف ..مع احترامنا للقضاء العسكري لا يمكن محاكمة اي شخص امامه مهما كان انتماؤه أو ايديولوجيته… هناك قضاء مدني مستقل يمكن محاكمة المدنيين أمامه”.