رسالة مفتوحة من مواطنة تونسية بقلب ليبي..للدبيبة
سيدي رئيس الحكومة الليبية
حللت اهلا وسهلا في بلدك تونس .
لماذا بلدك تونس ؟ لأن تونس هي ليبيا وليبيا هي تونس سيدي الكريم.
عندما ستجتاز طائرتك الحدود الجوية التونسية،سترى ان كلمة الحدود ليست ألا رمزا بين شعبين تقاسما دما وتاريخا ،والقابا وحتى لهجات ، تونس هي اللتي تأوي في كل من مدنها الكبرى أحياء تدعى”حومة الطرابسية” ، تونس اللتي سوف تجد بين ابنائها ، من كني بالورغمي والورفلي والطرابلسي و و و الخ..
سيدي الكريم، هذه رسالة مفتوحة ،من مواطنة تونسية، هبت في 2011 في سيارتها الصغيرة إلى مخيم الشوشة، عندما دقت طبول الحرب، ولجأت العائلات الليبية إلى اراضينا ،وجادت كما جاد الكثير والفقير منا بما عنده لإعانة اخوتنا ،وهذا شرف لنا وواجب علينا.
سيدي الكريم
عندما ستحل بتونس ،ستعرف حتما اهمية حسن الضيافة وصلة الرحم والدم اللتي تربطنا بأشقائنا بليبيا.
سيدي الكريم، وأنت في طائرتك، تذكر هذا التاريخ الحديث ،وتذكر التاريخ القديم،الذي انطوى على سيرة خليفة بن عسكر ،وملحمة التآزر بين الشعبين.
إلى يومنا هذا ،هناك من اخوتنا من يعالج في مستشفياتنا من شظايا قنابل المرتزقة والمستعمر العثماني في ليبيا،سيدي.
إلى يومنا هذا، وبجانب منزلي ،هناك أحياء نسميها تقريبا طرابلس الصغيرة، وفيها مطاعم فتحت لتطبخ اكلات ليبية شعبية، وتعايشنا وتقاسمنا الخبز والماء وهول العشرية السوداء.
سيدي الكريم،
تتهمنا بأننا من صدر الإرهاب إلى ليبيا؟ لن ننكر للتاريخ ،وهي وصمة على على جبين كل تونسي ، لكن من كواكم بنار الارهاب ، كوى قلوبنا ،وثكل امهاتنا، ودمغج ابنائنا ، وسهل تسفيرهم الي ڨازيونتاب، ثم الرقة، ثم ادلب، وهو نفسه ،من تطأ أحذيته الخشنة أرض ليبيا الحرة ، وهو نفسه من خلق جسورا من ادلب ،ومالي وغيرها ، لرجوع المرتزقة والدواعش، تونسيين كانوا أو غير تونسيين.
سيدي الكريم
لك الحق ان تتهم، ولكن الواجب والحياء التاريخي يحتم بل يجبرك على ان تعي كل الوعي إلى من توجه أصبع الاتهام، عندما يعترف مسؤول رفيع من برلمانكم بوجود تهديدات على بلدنا، وعندما صمتنا أمام إغلاقكم لحدودكم عندما أكلتنا الجائحة الصحية ومتنا اختناقا بفيروس قاتل، فإنه من حقنا ،سيدي، أن نحمي أنفسنا من جائحة سياسية ،لم تكن بإختيار الشعوب ،لأن الشعوب دم واحد،بل هي صفقة نحن ثمنها ،من كل جانب من الحدود ، وقع عليها المستعمر من جهة ،والمتواطئ معه ،من الجهتين.
حللتم اهلا على شعبكم،سيدي الكريم ، ولكن انتبهوا لمن هو عدوكم ،ومن هو صديقكم،فالتاريخ مواقف ،والتاريخ لا يرحم الجاحدين.
الإمضاء: مواطنة تونسية بقلب ليبي