تقدير موقف/"قراءة في الواقع السياسي التونسي الراهن" بقلم الاميرال (م) كمال العكروت - صوت الضفتين

تقدير موقف/”قراءة في الواقع السياسي التونسي الراهن” بقلم الاميرال (م) كمال العكروت

 لقد أثبت الواقع المعيش فشل منظومة ما قبل 25 جويلية 2021 في تونس وعجزها بصورة جلية عن إنقاذ البلاد من الأوضاع المتردية التي آلت إليها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحقيق الأمن ودعم الاستقرار السياسي. لقد اعتبرت هذه المنظومة الحكم غنيمة وظفته لخدمة مصالحها الذاتية ومارست الديمقراطية بصورة شكلانية فدمرت بذلك ما تبقى من مكاسب وطنية. ولو لا إجراءات 25 جويلية 2021 لدخلت البلاد في فوضى عارمة.
لقد بات واضحا لدينا أن تونس أصبحت في حاجة أكيدة أكثر من أي وقت مضى إلى عقلانية، بعيدة عن كل شعبوية وتعصب، تسود القرارات المصيرية في كنف احترام القانون والحريات. لقد دعونا وساندنا السيّد رئيس الجمهورية في اعتماده الفصل 80 للخروج من الأزمة السياسية والدستورية، وبعد مرور شهر على قرارات 25 جويلية فإننا نؤكد على ما يلي:
– عامل الوقت وتوسيع الاستشارة عاملان هامان جدا في ظرف دقيق كهذا،
– اعتبار حكم منظومة ما قبل 25 جويلية 2021 قد انتهى ولا مجال لإعادة إنتاجها فلا حوار مع الفاسدين ومن أجرموا في حق الوطن ومن تستروا بالدين ليعبثوا وينهبوا ويفسدوا في البلاد.
– ضرورة مواصلة تطبيق القانون ومقاومة الفساد ومظاهر الإفلات من العقاب ومحاسبة كل من أذنب دون إذلال أو تشف.
– الحرص على توظيف التدابير الاستثنائية في الإصلاح السياسي وتكريس مفهوم دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلط واستئناف مسار الانتقال الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان والحريات الخاصة والعامة. وبناء على ما تقدم بسطه فإنه بات من الواجب:
– التعجيل بتشكيل حكومة كفاءات مصغرة تتولى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية وإيجاد الحلول للعجز المالي العمومي ومجابهة الأزمة الوبائية.
– بعث لجنة مصغرة تتكون من كفاءات تعهد إليها مهمة إصلاح ما ورد من هنات بالمجلة الانتخابية وبالدستور بهدف عرض ذلك على الشعب في استفتاء عام.
– ضبط خارطة طريق لحل الأزمة الراهنة تكون واضحة المعالم من حيث البرامج والأهداف والوسائل والمواعيد بحيث تكون هذه الخارطة بمثابة وضع حد لمسار ما قبل 25 جويلية 2021 وتوضيح الأسس التي انبنى عليها مسار ما بعد 25 جويلية 2021. عاشت تونس منيعة”
بقلم الاميرال (م) كمال العكروت
شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *