الباحثة التونسية المقيمة بباريس “عائدة فرحات” في حديث عن الوطن و الثقافة و العلوم …
ضيفتنا في هذا الحوار امرأة متألقة متأنقة قادمة على مهل من أقصى الجنوب التونسي الى عاصمة الانوار و الثقافة باريس.تألقت هنا كما تألقت هناك .راكمت تجربتها الابداعية مع التجربة الاكاديمية و لا تزال تدرج في عالم المعرفة الذي لا ينتهي.هي رمز للمرأة التونسية المكافحة التي صنعت نجاحها بنفسها .
تحدثنا اليها فتعلمنا منها أكثر مما علمنا عنها .
لمن لا يعرفك في تونس و في العالم من قرائنا، كيف تقدمين نفسك ؟
ج : عائدة فرحات أصيلة واحة شنني، بولاية قابس بالجنوب التونسي، تحصلت على الإجازة الأساسية في العلوم الإسلامية من جامعة الزيتونة العريقة بتونس ثم على الدكتوراه من المعهد التطبيقي للدراسات العليا بباريس (السوربون)، اختصاص دراسات عربية و حضارات إسلامية و شرقية. و مؤخرا تحصلت على شهادة الكفاءة أستاذة / محاضرة من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بفرنسا. أستاذة بمركز خاص للغات و مُمثلته في تكوين إطارات في كثير من الشركات مثل (BFMtv- CNews- Total- Barclays…). عضو بمركز ضياء للمؤتمرات. مساعد محرر بمنصة المجلات العلمية. مستشارة للدول العربية بمركز الدراسات العلمية “رِيار”.
صدر لي، سنة 2011، كتاب “مختصر المستصفى” مترجم إلى الفرنسية في طبعته الأولى عن دار البستان، لبنان/ فرنسا.
كما صدر لي سنة 2018، ترجمة إلى الفرنسية لمجموعة قصص بعنوان “12 قصة قصيرة عن المملكة العربية السعودية”، عن دار اللارمتون (باريس). و سنة 2021 صدر لي أول ترجمة “لمستصفى من علم الأصول ” للغزالي، و بالتحديد المقدمة في علم المنطق، عن دار الاتحاد العربي للطباعة و النشر و التوزيع مصر/ الشارقة. و أيضا عن نفس الدار، نشرت كتيب يضم مجموعة من الخواطر بعنوان ” خَوَاطِرِي تَخُصُّنِي…، تُلَخِّصُنِي…، تُخَلِّصُنِي…”. شاركت أيضا في عدّة مؤتمرات و ندوات و بحوزتي عديد المقالات.
أيّهما أحلّ اليك صفة الدكتورة أم الباحثة أم الاديبة؟
ج : بطبيعة الحال أُؤكّد على صفة الباحثة. لا أنكر أنّ “الدكتورة” لقب مشرّف جدّا و كم تعبتُ لأناله، فبفضله نلتُ صفة الباحثة، لكن لو بقيت مع لقب الدكتورة فسأقمع نفسي في هذا اللقب و لن أجتهد بعده، و هذا اللقب يتطلّب الأبحاث ليتثبّت و يؤتي نفعه. صفة الباحثة يعود بي أيضا إلى المدارس و التعليم و التعلّم و هنا أجد بالفعل نفسي. أمّا الأديبة فبصراحة ليست صفة تشملني لأنّي لم أتعمّق في الأدب و أنا من طبعي لا أُحبّ التطاول على شيء لا افقهه.
اشتغلت بالترجمة و صدر لك ترجمة لكتاب المستصفى في علم أصول الفقه لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي وقد أضاف الكثير للمكتبة العربية و للإسلام عموما. فهل لديك مشاريع أخرى بصدد الانجاز؟
ج : أولا سأقول أنني اهتممت في مشروعي الأكاديمي بالدراسات ذات الطابع الديني بحكم انتمائي إلى جامعة الزيتونة، و بالتدقيق، بعلم “أصول الفقه” و علم المنطق، و تناولتهما من خلال دراسة معمّقة لكتابي أبي حامد الغزالي “المستصفى من علم الأصول ” و “مختصر المستصفى” لأبي الوليد ابن رشد، حيث أكّدت على نقطة محدثة (un point inédit) وهو أن العلاقة بين العالمين تعود إلى سنة 1157. و تحصّلت على شهادة الدكتوراه بهذا العمل المقارن، من المعهد التطبيقي للدراسات العليا بباريس (السوربون). الترجمة كانت ضرورة لا بدّ منها لأدخل عالم البحث بفرنسا. و لكن قبل ترجمة “المقدمة المنطقية لكتاب المستصفى”، و التي صدرت عن دار الاتحاد العربي، مصر/الشارقة،2021، قمت بتناول المختصر و تحليله و قدّمته كموضوع لأتحصّل على شهادة الدراسات المعمقة بالمعهد التطبيقي للدراسات العليا (السوربون، باريس)، بملاحظة مشرف جدا مع تهاني اللجنة. و قرّرتُ ترجمته الى الفرنسية كليّا، و صدر كترجمة أولى سنة 2011 بفرنسا. بالنسبة لمشاريعي القادمة أنا بصدد إنهاء ترجمة “كتاب المستصفى” للغزالي، و الجزء الخاص بالفقه و أصوله، و أيضا أكتب رواية بالفرنسية بعنوان ((20 ans Après ; Revivification d’une mémoireو عدة مقالات مشتركة و فردية.
أنت خرّيجة جامعة الزيتونة بتونس و تقيمين اليوم بفرنسا. كيف تنظرين لواقع الاسلام و المسلمين هناك؟
ج : لا ننكر جميعنا أنّ هناك ما قبل و ما بعد الهجمات الارهابية، و هذا يجرّنا إلى القول أيضا أنّ هذا المفهوم الأليم هو في كلّ العالم و لا يقتصر على أوروبا فقط أو جهة على أخرى، فالإسلام، حتّى في بلاد العرب و بلاد المسلمين، أصبح، مع الأسف، يعيش مخاضا جرّاء هذه العمليات الارهابية. “الله أكبر” هذه الكلمات الثمينة، و التّي تحيل إلى التكبيرات، أصبحت تحيل إلى العمليات الإرهابية، و لذلك لا أستطيع أنْ أُنكر أنّ واقع الإسلام و واقعنا نحن، أصبح جدّ حساسا و علينا أن نعيد له مكانته الطبيعية لأنّ الإسلام دين تسامح و ليس دين عنف و اغتيالات. فلماذا لا نتعاطى وجهة الحوار مع الآخر و التي ركّز عليها القرآن الكريم: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحسَنَةِ وَ جَادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن (النحل، 125)”.
هل الدراسات الاسلامية الحديثة مقصرة في ابراز الوجه السمح للإسلام في فرنسا و في أوروبا عموما؟
ج : نعم بالفعل الدراسات و الجهود مقصّرة أمام ما يحصل اليوم و كأنّنا لمّا ننطق كلمة “إسلام” نشعر بحرج و بتأنيب الضمير. يجب علينا أن نسارع الزمن لتكريس الحوار مع الآخر و توعية من لم يفهم بعد ركائز الإسلام و مقاصده. الحوار في الإسلام ضرورة لا جدال فيها و هؤلاء الذين يرفضونه هم يريدون الانقسام و الاختلاف لأنهم يستخدمون آراء و فتاوى لا أصل لها. و لذلك نحن بحاجة ماسة لحوار بين الحضارات و الذي يُرجى منه التعايش السلمي و التفاهم مع الآخر و التواصل و الذي سيساعد حتما على الانفتاح على الحضارات الأخرى و تسهيل عملية الأخذ و العطاء بين الثقافات.
لماذا لا ينجح الاسلام السياسي برأيك في الحكم كلما اختبر في ذلك؟
ج : أولا، أنا أرفض أن نخصّ الإسلام و نحتكره في دائرة مخصوصة، مثل الإسلام السياسي أو إسلام فرنسا أو غيره، ربما هذه التصنيفات هي التي عمّقت الاختلافات و الفروق و سمحت لكل من هبّ و دبّ أن يدلي برأيه. الاسلام واحد و ركائزه واحدة و مضبوطة و مشتركة و لا يمكن أن ننعته و نحتكره في دائرة مخصوصة. وربّما أصبحنا نُسيّسه اليوم لأنّ هؤلاء السياسيين يقنّعون به حملاتهم، برفضه أو بتقلّده، كلّ حسب هواه، حتّى يحمي حملته. لو فهمنا الاسلام كما هو و استندنا عليه دون تطفّل لَأنتصر الإسلام السياسي، كما تقول، و غيره من الاسلام المصنّف. ثمّ أنا لا أحبّ أن أفهم سياسة اليوم و ليس لي أيّ انتماء، أنا أنتمي إلى مصلحة تونس العامّة فقط.
أنت ايضا مبدعة و أديبة و صدر لك مؤخرا ديوان ” خَوَاطِرِي تَخُصُّنِي…، تُلَخِّصُنِي…، تُخَلِّصُنِي…”، وهو عنوان مغر جاء محمّلا بتضخم الأنا. فهل أنت كذلك في الواقع؟
ج : قلت ” أَنَا لَا أَكْتُبُ إِلَّا بِضَمِيرِ الأَنَا، لِأَنَّنِّي أُحِّبُّ الحُضُورْ؛ وَ لَا أَرْتَاحُ أَصْلًا لِلْغَائِبِ، لِأَنَّنِّي أَكْرَهُ المَوْتَ وَ بَرْزَخَ القُبُورْ؛ أَنَايَ حَقًّا لَيْسَ فِيهَا ذَرَّةٌ مِنَ الحِقْدِ وَ الغُرُورْ؛ أَوْ نَرْجَسِيَّةٌ مُمِيتَةٌ لِكُلِ نَبْضٍ وَ شُعُورْ؛ بَلْ كُلُّ مَا تَبْتَغِيهِ، الحَيَاةُ وَ مَنَابِعُ الحُبُورْ؛ لِأَنَّ فِي أَنَاةِ النِّسَاءِ رَزَانَةً وَ وَقَارَ الفُتُورْ؛ …”.
أنا أومن بشيء و هو ما لا خير له في نفسه فلا خير له في الآخر. الغرور و الكبرياء و حبّ الذات لو فقدها الانسان فلن يمتلك أبدا القدرة الابداعية التنافسية و بالتالي لن يستطيع التقدم و الارتقاء. بطبيعة الحال لا أتحدّث عن الغرور المرضي و النرجسية المرضية. كلّنا يحبّ نفسه و يفتخر بتقديم أعمال مفيدة، فإن لم تحبّ ذاتك فلن تنفع الآخر. نعم أحبّ الأنا لأتمكّن من أنْ أحبّ الآخر و أُفيدُه. “خواطري…” كتيّب عفوي و صادق جاء يردّ عن بعض التساؤلات الباطنية، أردت من خلاله أن أتخلّص، ربّما، من بعض الشيء الذي هو بداخلي و أتنفّس و أُنفّس عن بعض ممن يقرئني، “فخواطري نابعة منّي ليس فيها تكلُّف. فيها مراوحة بين العربيَّة الفصحى و قليلا من الدّارجة التّونسيَّة، و أرى هذا المزج بديهيًّا لأنَّها بكلّ بساطة تستمدّ إحساسها من واقعي. و قد كتبتُ هذه المحاولات في لحظة شعرت بصدق ما أكتب، و أعتقد أن الإحساس الصادق هو الأهمّ في الكتابة، لذلك أدرجتها ضمن سلسلة “في بوح الخواطر أَكتب”. بالنسبة للإبداع في الأدب فبصراحة لا أستطيع، كما قلت آنفا، أنْ أنسب لنفسي هذه الصفة.
ما علاقة عائدة فرحات الدكتورة و الأديبة بالرجل؟
ج: الرجل و ما أدراك ما الرجل. بالنسبة لي أرى فيه، أولا، أبي و بالتالي أرى فيه القوامة. أنا جنوبية الأصل و المنشأ، تعوّدتُ أنْ أرى في الرجل صفة “ربّ العائلة” و لم تتغيّر هذه النظرة، لم تستطع لا أوروبا و لا مساري الأكاديمي أن يغيّر هذا التوجّه. يوجد بعض الأشخاص يقولون لي لماذا تنظرين الى الرجل بهذه النظرة الرجعية و أنت مثقفة و متعلّمة، فأردّ مع الأسف، نشأتي و تربيتي غلبت ثقافتي و تعلّمي، ما باليد حيلة. و على كلّ، القوامة لا و لن تمنع الاحترام تجاه المرأة بل بالعكس ستوطّد هذه العلاقة بين الرجل و المرأة، لمن يفهمها.
ما تقييمك لما يحدث في تونس هذه الأيام؟
ج : هل لي أنْ أصرّح لكم بأنّه أصعب سؤال. سأحصر إجابتي في سؤال يلخّص حسرتي: تونس بعدما كانت “مطمور روما” أصبحت مكبّ لنفاياتها، فهل هذا يُعقل؟ سأقول كلمات من نصّ كتبته و صدر بهذا الكتّيب الذي تحدثنا عنه:
لِمَاذَا انْهَزَمْتَ يَا وَطَنْ؟!
لِأَنَّنَا أَصْبَحْنَا نَرَى وُجُوهًا لَا يَسْتَوْعِبُهَا الوَطَنْ؛
لِأَنَّنَا أَصْبَحْنَا نَرَى أَقْنِعَةً لَمْ يَتَعَوَّدْ عَلَيْهَا الوَطَنْ؛
وُجُوهٌ كَانَتْ تُغَطِّيهَا النِقَبْ؛
تَجَرَّدَتِ اليَوْمَ، تَعَرَّتْ، لِتُعَانِدَ الوَطَنْ؛
لِتَكْتَسِحَ الوَطَنَ، رِيَاءً وَ كُفْرًا وَ تَهَكُّمًا؛
“هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تَعْرِفُوا بَعْد قِيمَةَ الوَطَنْ”؛
أَضْحَيْنَا نَرَى الكَرَاسِي يَمْلَأُهَا الهَمَجْ؛
ذُبَابٌ صَغِيرٌ يَقَعُ عَلَى وُجُوهِ الغَنَمْ؛
وَ الإِدَارَةُ يُعَبِّيهَا كُلُّ مَنْ هَبَّ وَ دَبْ؛
رُعَاعٌ يَمُوجُونَ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضْ؛
يَحْسَبُونَ النِّظِامَ لُعْبَةً مَتْرُوكَةً دُونَ قَائِدٍ وَ لَا سَنَدْ؛
وَ المَرَاتِبُ يَتَقَلَّدُهَا كُلُّ مَنْ يُغَالِطُ، وَ فِي العَلَنْ؛
وَ الدَّعَوَاتُ تُسْنَدُ لِكُلِّ مَنْ يَتَلَحَّسُ وَ يَتَقَوَّى بِالفِتَنْ؛
“هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تَعْرِفُوا بَعْد قِيمَةَ الوَطَنْ”؛
تَكَالَبْتُمْ نِقْمَةً فِي الوَطَنْ؛
فَلَمْ نَعُدْ نَسْمَعْ وَ نَكْتَرِثْ “بِحُبِّ الوَطَنْ مِنَ الايمَانْ”؛
وَ لَمْ نَعُدْ نَقْرَأْ وَ نَفْهَمْ مَعْنَى “بِلَادِي وَ إِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عَزِيزَة”؛
و كَأَنَّنَا يَئِسْنَا مِنْ حُبِّنَا لِلْوَطَنْ؛
وَ كَأَنَّنَا مَلَلْنَا إِكْرَاهَنَا عَلَى انْتِمَاءَاتٍ خِلْنَاهَا مُجَرَّدَ عِبَرْ؛
“هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تَعْرِفُوا بَعْد قِيمَةَ الوَطَنْ”؛
أَقْصَيْتُمْ عَنْ المَجْلِسِ قَدَاسَتَه؛
وَ جَعَلْتُمْ لِلْحَمَّامِ وَصْفًا يُوَازِيهْ؛
سَبًّا وَ شَتْمًا وَ زَغَارِيدَ؛
وَ زِدْ عَلَيْهِ الحَشَايَا وَ الحَصِيرْ؛
“هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تَعْرِفُوا بَعْد قِيمَةَ الوَطَنْ”؛
هَلْ يَجُوز أَنْ يَجْلِسَ المُحْتَالُ، الكَاذِبُ، الكَسُولُ، الجَاهِلُ؛
مَكَانَ الأَمِينِ، الصَّادِقِ، الكَادِحِ، المُتَعَلِّمْ!
هَلْ يَجُوز أَنْ تُنَافِسَ وُجُوهٌ:
كَانَتْ بِالكَادِ تَقْرَأْ حَرَكَاتِ التَّشْكِيلْ!
كَانَتْ بِالكَادِ تَرْسُمُ مَوَاضِعَ الحُرُوفْ!
كَانَتْ بِالكَادِ تَفْهَمُ فَوَائِدَ الكَلِمْ!
كَانَتْ بِالكَادِ تَسْتَوْعِبُ مَعْنَى الجُمَلْ!
هَلْ يَجُوز أَنْ تَتَوَلَّى الأَشْبَاحُ أَعْلَى المَهَامِ وَ الرُّتَبْ؛
هل يَجُوز أَنْ يَضِيعَ حَقُّ الكُفْءِ وَ المُتَعَلِّمِ؛
فِي غَابَاتِ الوُحُوشِ وَ الجَهَلْ؛
“هَذَا كُلُّهُ لِأَنَّكُمْ لَمْ تَعْرِفُوا بَعْد قِيمَةَ الوَطَنْ”؛
مَعَ الأَسَفْ، لَم وَ لَنْ يَنْهَزِمَ الوَطَنْ؛
هُوَ حُلْمٌ مُرْعِبٌ رَاوَدَكُمْ لَامَحَالَة؛
عِنْدَمَا تَسْتَيْقِظُون سَتَجِدُون الوَطَنَ:
صَامِدًا!
شَامِخًا!
أَنُوفًا!
كلمة الختام لقرائنا؟
ج : شكرا لكم و لحضوركم و أنا سعيدة جدا بهذا الحوار. دام تألقكم و دمتم قنطرة بين الشرق و الغرب.