بالصور/رجل أعمال لبناني يتحدى الأزمة في بلاده
ونظرا لأن لبنان يواجه أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها من أسوأ موجات الركود في التاريخ الحديث، كان لزاما على ضو أن يتغلب على تحديات عديدة، منها على سبيل المثال بناء إمدادات الطاقة الشمسية الخاصة به حتى لا يعتمد على شبكة الكهرباء الحكومية، وليدير عملية تصدير منتجاته بنجاح.
وعاد ضو إلى لبنان عام 2006 بعد أن أقام 25 عاما في الولايات المتحدة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2019، وبعد شهر من بدء انهيار الاقتصاد اللبناني، أطلق حديقة حومال للتكنولوجيا في مسقط رأسه بلدة حومال، على بعد 15 كيلومترا من بيروت ليوسع إنتاجه.
وقال ضو إن شركات التكنولوجيا العالمية “تختار العمل مع لبنان مع علمها بأن لبنان بلد عالي الخطورة، لذلك علينا أن نقدم ضعف العرض من حيث القيمة، من حيث الابتكار ووقت التسويق. علينا أن نعمل بجدية أكبر”.
ويضيف “نصنع منتجا عالي القيمة يحل بشكل مميز مشكلة في الصناعة، لذلك يشترونه منا”.
وعلى مدى العامين الماضيين، شهد لبنان انتفاضة شعبية ضد زعمائه السياسيين، وجائحة كوفيد-19 العالمية، وانفجارا هائلا في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.
كما فقدت عملته، الليرة، نحو 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار وتسببت الأزمة في إلغاء ألوف الوظائف ودفعت أكثر من نصف سكان البلاد إلى دائرة الفقر.
ويوظف ضو أكثر من 130، معظمهم من الشباب، في شركته (ملتي لين) ويعتزم تشغيل 25 آخرين بنهاية العام.
ويستهدف توظيف المزيد في السنوات القليلة المقبلة لمكافحة هجرة ذوي الكفاءات بسبب الأزمة المالية.
وقال ضو “مكافأتي تأتي حين يتصل بي أحد الآباء أو يرسل لي رسالة يقول فيها شكرا لأن أبنائي يعملون الآن، كانوا سيغادرون البلد لكنهم مقيمون الآن”.
ومع اتجاه البلاد بشكل أسرع نحو الانهيار الكامل، حزم مئات المهندسين والأكاديميين والأطباء والفنانين وغيرهم حقائبهم ليبحثوا عن فرص في الخارج.
وقالت سنا أعور، المتدربة في ملتي لين، “إنها تجربة قوية، الحلو بالشركة إنه كله شباب وصبايا صغار، يعني الشركة عن جد بتعطي فرصة للشباب والصبايا إن يبقوا بالبلد ويعملوا شي من نفسهن بالبلد”.
وأضافت زميلتها ماريا الطويل أنهم أحسوا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم كمهندسين شباب يسعون لإثبات وجودهم. وقالت “قد ما نحن نعطي جهد ووقت من عندنا، الشركة كمان بتعطينا مكافآت، وبتعطينا معنويات، وبنحس حالنا مرتاحين أكتر وعم نقدر نعطي وعم نقدر نوصل للأحلام وللشي اللي نحن كنا فايتين كرماله كمهندسين شباب نريد أن نثبت أنفسنا بالمجال، بقطاع التكنولوجيا كمان”.