السعودية وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية - صوت الضفتين

السعودية وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية

بموقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية لسياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز بدأ من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله قامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية .
وبتتبع التاريخ منذ توحيد هذه البلاد على يد المؤسس كان هناك حديث للملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – مع الكاتب الأميركي ألفريد ليلينتال عام 1954م، قال: “فلسطين عربية، هذا حجر الزاوية”.
في عهد الملك سعود رحمه الله تم تكوين لجاناً شعبية لمساعدة مجاهدي وأسر شهداء فلسطين عقب نكسة يونيو1967م، وعهد برئاستها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، في عهد الملك الفيصل – رحمه الله – في القمة العربية الثانية التي عقدت في الإسكندرية عام 1964م،قدم خمسة ملايين جنيه استرليني هبة منه لتكوين خمس كتائب فدائية تعمل لتحرير فلسطين، كما أوقف النفط عن الغرب في حرب أكتوبر.
في عهد الملك خالد رحمه الله – عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982م، تم دعم الفلسطينيين لمواجهة هذا الإعتداء ودفع خمسة ملايين دولار من حسابه الخاص للرئيس الراحل ياسر عرفات في عهد الملك فهد رحمه الله – في خطبة حج عام 1407هـ: أكد إهتمام المملكة ب قضايا الأمة الإسلامية والعربية كل اهتمامنا من خلال العمل المشترك، وفي طليعتها القضية الفلسطينية”. في قمة القدس 2000م، أكد الملك عبدالله رحمه الله – عندما كان ولياً للعهد أن “القدس الشرقية قضية عربية غير قابلة للتنازل والمساومة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنه وأن المسؤولية في الحفاظ على القدس وتحرير الأراضي المحتلة تقع علينا جميعاً”.
تجلّى هذا الموقف السعودي الثابت في قول الملك سلمان – حفظه الله -: “إن من أولويات سياسة المملكة ومبادئها السعي لإيجاد حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، وستواصل المملكة جهودها دعماً لهذه القضية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق”.
وكان للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتهجير الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح والأحداث المتتابعة خلال هذا العدوان ومانجم عنه من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وتدمير للمنازل حيث كانت حصيلة ذلك اكثر من ٦٦ طفلاً و٣٩ إمرأة و ١٩ مسناً ذهبوا نتيجة هذا الإعتداء الغاشم وخلال إحدى عشر يوماً من بدء هذا العدوان والمملكة تعمل جاهدة وعبر ثقلها الدولي ومن خلال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والمملكة تعمل على إيقاف هذا النزيف الدموي وإنقاذ الشعب الفلسطيني ومن خلال مؤتمرات وجلسات من خلال جامعة الدول العربية والأمم المتحدة كان موقف المملكة ثابت وقوي وواضح أعلن عنه وزير خارجيتها أمام العالم أجمع والذي أسمى إسرائيل (دولة إحتلال) واعتبر ماتقوم به إسرائيل في حديثه امام الأمم المتحدة قبل ايام ان ماتقوم به إسرائيل اعتداء صارخ وانتهاكات للقانون الدولي وتقويض لفرص السلام وأن المملكة ومن واقع رئساتها لقمة منظمة التعاون الإسلامي التي اسست بعد إحراق المسجد الأقصى عام 1969م تود التاكيد على ماتم إقراره من رفض وأدانته الاستعمار الإسرائيلي المتواصل للأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية وانشاء منظومة فصل عنصري فيها وتحديدا من بناء المستعمرات وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وبناء جدار التوسع ومصادرة الأراضي والممتلكات وإخلاء الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم قصراً وأضاف التهديد بإجلاء العائلات الفلسطينية من منازلهم بالقدس الشرقية بما في ذلك عائلات الشيخ جراح وحي سلوان الذين يواجهون المستعمرين المتطرفين وأضاف في كلمته بقوله (لقد سبق أن حظرت المملكة العربية السعودية مراراً وتكرارا ان العنف لايجلب إلا العنف ودوامة العنف لاتجلب إلا الخراب والدمار وتأجيج إستراتيجية الصراع ونحن نستنكر بكل قوة إستهداف المدنيين والاستخدام المفرط او الغير مناسب للقوة وكل ممارسات أحادية وإستفزازية وكل إذكاء للكراهية والتطرف والعنف من اي جهة كانت ونؤكد هنا ضرورة عدم تشتيت الإنتباه عن الهدف الأسمى والمتمثل في تحقيق السلام العادل والدائم وفقاَ لحل الدولتين والشرعية الدولة ومبادرة السلام العربية) وأكد في نهاية كلمته ان المملكة ترحب بكل الجهود البناءه لوقف عاجل للعملية العسكرية وإيصال عاجل المساعدات الطبية والإنسانية المتضررين في قطاع غزة واختتم حديثه بقوله ان الموقف التاريخي، الثابت للمملكة وقيادتها هو موقف ثابت وداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وستظل القضية الفلسطينية محوراً أساسيا في سياسة المملكة العربية السعودية حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه وتقام دولة فلسطين على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية أن موقف المملكة ثابت ومشرف مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وهذه المواقف ثابتة قولاً وعملاً والتاريخ يسجل هذه الوقفات رغم وجود بعض الجماعات المتطرفة التي تقتات على منافع إيران وجلبت هذا الدمار لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة وقد غابت تلك الدول التي ترعاهم بالجعجعة الإعلامية وغابت في هذه الأحداث الأخيرة كعادتها في نصرة المظلومين.
عبدالرحمن محمد العطوي إعلامي في صحيفة الجزيرة السعودية

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *