مكسيم غوركي.. الأديب الحالم والمحتّج
الكل يعلم العذاب النفسي الرهيب و«المرّ» الذي كابده مكسيم غوركي والمحتبس في ذاته منذ طفولته بفعل التسلط والصراع الطبقي في مجتمعه الذي لم يترك سليمًا به سوى رغبته في العطاء الإبداعي.
لم تكن طفولته مدلــلّه، كما لم يكن مسلكه بطوليًا ولا سهلاً . خاض تحديات خطرة لكنه ربحها، ورغبته في الانتحار في عمر التاسعة عشرة في بداية مشواره الإبداعي تخبرنا مدى اندفاعه لحالة اليأس والخيبة، لكن وسط كل هذه الخيبات ساعده إيمانه بالتغلب على النحس الذي رافقه في صباه.
فأعماله المعيّبة في بداياتها عند بعض النقاد والمحاطة بالتوجس والشكوك عند فئة كبيرة من الجمهور حظيت بالتأييد المتحمس بعدها، وأصبح من رواد الأدب العالمي بامتياز، إذ لاقى في الوسط الثقافي العربي كثيرًا من المؤمنين بقلمه من المثقفين العرب في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، والذي اعتبره كثيرون رمزًا لنضال الطبقات الفقيرة.
بالنسبة لي أنا القارئ العربي فكتاباته لا تؤذيني في ضجيجها النفسي، إذ لا صراخ ولا ذعر مبتذل ولا صخب رومانسي أمام باب الواقع الاجتماعي تأتيني به، ويشاركني بهذا الرأي الجميع وعلى نفس السويّة؛ فاليوم ما زال كبار الأدباء يقلدونه بعسر ويذهلون لتحفظه الطبقي البلورتاري المدافع عن هذا النضال للفئات الفقيرة والمعدمة بصدق، وسيبقى وفق رأي كثيرين ضمن نخبة ممتعه لا تتردد ولا تنحني في مسار أقل نجومية.
قصارى القول إن المرء وبدون جهد بإمكانه أن ينخرط بتمدن في عناء ووجع ما يكتبه «مكسيم غوركي»، هذا الوجع الملموس بسهولة في كتاباته ورصانة أسلوبه ودقة وصفه لظواهر الأشياء المقصودة في رواياته، والذي يبدو في نمط سردي ضمن أعماله المتراتبة والمجدّة بوصف عالم البورجوازيين الصغار الذي لا يرحم، كما لا شك أن مرحًا باهتًا ينتاب كتاباته ويظهر في حين وآخر بلغة يصعب تقليدها ويسهل تذوقها، دون أن ننكر أن طابع المعاناة المرهفة بحسه وأسلوبه هو ما يطغى على أعماله.
أهم أعماله
مكسيم غوركي (1868 – 1936) هذا الأديب والمسرحي والناشط السياسي الماركسي الروسي، مؤسس المدرسة الواقعية الاشتراكية في الأدب، التي تجسد النظرة الماركسية للأدب، يرى أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي في نشأته ونموه وتطوره، وأنه يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة، لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع.
لهذا بقي غوركي ملتزمًا بالنظرية الماركسية للصراع الطبقي، الأمر الذي «دفع البلاشفة – كما يقول عبد الله حبه – ليصنعوا من غوركي «أيقونة» يتبرك بها الناس مثل جثمان لينين المحنط في الساحة الحمراء، بعد أن أعلنوا الإلحاد بوصفه الأيديولوجية الرسمية للدولة، فهو «نذير الثورة» الذي بشر بهبوب العاصفة الثورية، وأسبغوا عليه هالات التعظيم لكونه صديق فلاديمير لينين ويوسف ستالين والمقرب من القادة الآخرين في الحزب والدولة، ولكونه وقف إلى جانب حزب البلاشفة قبل الثورة وسخّر قلمه في دعم خطهم السياسي.»
انطلق قلمه بعد «ماكار تشوردا» قصته التي نشرت في عام 1892 لتتوالى بعدها أعماله التالية والتي جلبت له الشهرة العالمية وأصبح بعد رحيل تولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف كاتب روسيا الأول، وذلك قبل أن يفارق الحياة في 18 حزيران/ يونيو عام 1936 في «عزبة غوركي» إحدى ضواحي موسكو.
ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻮﺭﻛﻲ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ، ﻣﻈﻬﺮًﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻛﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ستغير واقعه الاجتماعي، وهذا ما لمسناه بوضوح في بعض رواياته وأشهرها على الإطلاق «الأم» وفي مسرحياته وأهمها «في الحضيض».
أعماله الروائية
رواية الأم
ما يمنح غوركي طابعه المميز عن ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ الآخرين أنه يصور ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ بمظهر القوي الذي تحتاجه الدولة كذراع يحركها لا العكس كما يحاول الكتاب الآخرون ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ عليهم.
لهذا وبعد مرور ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺼﺔ ﻏﻮﺭﻛﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ «ﻣﺎﻛﺎﺭ ﺗﺸﻮﺩﺭﺍ » ﺃﺻﺪﺭ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ «ﺍﻷﻡ» لتصور هذه النظرة، وذلك ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1905. والتي ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻫﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻲ وجديّة طرحها لمشاكل المجتمع الروسي، لهذا منعتها ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ.
تمكن ﻏﻮﺭﻛﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ من ﻓﻀﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ القيصري ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ الظلم وﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ، من خلال الحديث بأسلوب جميل ومنمق عن «ميخائيل فلاسوف» العامل السكير المخيف ذي الشعر الكثيف، والعينين الشريرتين، والنظرة القاتمة، الذي يعيش في وسط عمالي فقير ويخشاه الجميع بسبب مشاكله وفرط بذاءته.
ليسير بعدها ابنه «بافل فلاسوف» الشاب العشريني على خطى أبيه قبل أن يعتنق ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱّ ﻭﻳﻐﻴّﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
تسير الرواية في حديث ممتع وشيق عن القهر العمالي ولتكون أمّ «بافل» هي بطلة روايته فيما بعد، حيث تتحول ﺇﻟﻰ ﺃﻡّ ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ وانضمام ابنها إلى مجموعه اشتراكية ثورية؛ لينخرط بذلك في العمل الثوري ويعقد الاجتماعات الثورية في بيته.
تتسارع بعدها الأخبار تباعًا ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ «ﺑﺎﻓﻞ ﻓﻼﺳﻮﻑ»، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺯﻉ ﻭﺗﻨﺘﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺇﺿﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻄﺮﺳﺒﺮﻍ، فيلقي ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱّ.
في ذاك الوقت ﻳﻮﺟﺪ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ «ﺑﺎﻓﻞ ﻓﻼﺳﻮﻑ» ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ممتلئ بالأوساخ ﻭﺍﻟﺒﻌﻮﺽ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﺗﺠﻔﻴﻔﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺮﺭ خصم ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ، ﻓﺤﺮّﺽ «ﺑﺎﻓﻞ» ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ، لكن ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻀﻬﻢ لخوف العمال من التسريح؛ ليصار لاحقًا قيام ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ باعتقال «بافل» وأربعين من العمال.
كان دور الأم في تلك الأثناء السعي لإبعاد الشبهة عن ولدها، إذ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻟﻔﻄﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ، ودأبت على توزيع ﺍﻟﻤﻨﺷوﺮات ﺍﻟﺜﻮﺭﻳّﺔ حتى يعتقد ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻥّ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﺮﻱﺀ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻨﺷوﺮات ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻮﺯﻉ.
ﻭﺑﺪﺃﺕ في السويّة ﻣﻨﺎﺷﻴﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﺭ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺁﺧﺬﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ. ﻭﺃﺧﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺑﺎﻓﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ العمال، ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ، ﻭﻫﺘﻒ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ، ﻭﻋﺎﺵ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲّ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲّ وشاركت الأم في المظاهرة وكانت تعتز بابنها قبل أن تنتهي ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ «ﺑﺎﻓﻞ» ﻭﺑﻌﺾ ﺭﻓﺎﻗﻪ.
في القسم الثاني من الرواية تستمر الأم بعد أن تركت بيتها في ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ، متنكرة ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺏ ﺭﺍﻫﺒﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧًا ﺃﻭ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧًا ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺠﻮﺏ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﺭﻭﺳﻴﺎ، في حين ﺗﺠﺮﻱ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺎﻓﻞ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﺄﻱّ ﺫﻧﺐ سوى أنهم ﻋﺎﺭﺿﻮﺍ ﺷﻜﻼً ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻴﺮﺓ ﺃﺭﻧﺎﻣﻮﻧﻮﻑ
ﻳﺼﻮﺭ في هذه الرواية ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺤﻂ ﻭﻳﺘﺪﻫﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺵ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ والفراغ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻔﺨﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺒﻌًﺎ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ.
ﺛﻼﺛﻴﺘﻪ ﺳﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻲ: ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ – ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻲ
ﻭﻫﻲ سيرة ذاتية للكاتب يتحدث خلالها غوركي عن مراحل حياته المختلفة، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ، ورغم براعته في تصوير نمط حياته وما عاناه ومرّ به بدقه إلا أن كثير من النقاد يرونه يخفي تفاصيل كبيرة من حياته ولم تظهر في مؤلفه.
أهم أعماله المسرحية
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ كتابات غوركي ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﻫﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وأهمها:
ﺍﻟﺒﻮﺭﺟﻮﺍﺯﻳﻮﻥ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ
تمت كتابتها في العام 1901 وعرضت لأول مرة في 25 آذار 1902 في بطرسبورغ، ومن خلالها ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻏﻮﺭﻛﻲ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ والليبرالية ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﺨﺼﻴﺔ «ﻧﻴﻞ» المناضل الشيوعي الذي ﻳﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻜﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ
وهي أكثر مسرحياته ﺷﻬﺮﺓ تم تأليفها في العام 1902، وقد ﺗﺮﺟﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻄﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ في العالم، ومنذ ذلك الحين تناولها المخرجون وقدموها مئات المرات على أهم خشبات مسارح العالم، ﻭﻣﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﻴﻦ وحدها ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺮﺓ، وهي قصة ﺗﺪﻭﺭ وسط ﺍﻟﻤﺘﺸﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ بقسوة، وتطرح ﻧﻤﺎﺫﺝ مختلفة ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ.
ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻄﺎﻓﻮﻥ (1904)
ﻳﺒﺤﺚ ﻏﻮﺭﻛﻲ ﻓﻲ المسرحية عن ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻣﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﺒﺘﺬﻟﻴﻦ ﺑﺘﻔﺎﻫﺎﺗﻬﻢ ﻭﺭﻳﺎﺋﻬﻢ ﻳﺬﺭﻓﻮﻥ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﺒﺮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﺮﻋﻮﻥ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻷﻱ ﻇﻠﻢ.
ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ أبناء ﺍﻟﺸﻤﺲ (1905)
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﺪﻡ ﺟﺪﻭى ﻗﻴﺎﻡ ﺑﺎﺣﺚ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺤﺚ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ عمله فعليًا ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﺮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﺮﺓ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻏﻮﺭﻛﻲ ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻔﻪ ﻛﻄﺒﻘﺎﺕ ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﺨﻠﻒ ﻛﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ.
ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
وهي مسرحية الثورة الروسية كتبها في العام 1905 والتي حاكت واقع الصراع الطبقي.
هذا وقد كتب غوركي بعد الثورة ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ بيجور بوليتشوف وآخرون التي كتبها في العام 1931 ومثلت للمرة الأولى على مسرح فاختانغوف الحكومي في موسكو ومسرح بولشوي الدرامي في لينينغراد في أيلول عام 1932 مع ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺩﻭﺳﺘﻐﺎﻱ ﻭﺍﻵخرون.
ومن أعماله التي تستحق القراءة ولا يسعنا الحديث عنها جميعها في هذا المكان:
مجموعته «أقاصيص» والتي تشمل اثنا عشر قصة هي:
– ماكار تشودرا – رفيقي في الطريق – الجد ارخيب وليونكا – العجوز ايزرغيل – تشيلكاش – مرة في الخريف – أنشودة العقاب – كونفالوف – مالفا – ستة وعشرون رجلاً وفتاة واحدة – في أميركا مدينة الشيطان الأصفر – أنشودة نذير العاصفة.
«حكايات عن إيطاليا» وتشمل:
الإضراب – أطفال بارما – النفق – الأم – نونشيا – بيب
أقاصيص (في أرجاء روسيا) وتشمل:
مولد إنسان – انزلاق الجليد – الأحازين الغليظة – الحب الأول – قصص عن الأبطال