“خير الدين بربروس ” قرصان الجزائر، ورجل من الأبطال ولكنه مجهول
ولد خير الدين بربروس في حدود سنة 1472م بجزيرة لسبوس أحدى جزر اليونان بعد أخيه عروج رئيس ويعد إبناً لأحد البحارة واسمه “يعقوب” والذي أنجب أربعة أبناء هم “خضر” و “إسحاق” و “إيلياس” “وعروج” وتعود أصول عائلته إلى ألبانيا وحسب بعض الروايات تقول بأنه تركي .
عمله في التجارة
اشتغل “خير الدين” في مقتبل عمره بالتجارة مع والده وإخوته ، إذ كان لديه سفينة يتاجر بها بين سلانيك و أغريبوز ، لكنهم تحولوا إلى بحارة ومجاهدين بحريين في مواجهة فرسان القديس يوحنا ، أسر بعد ذلك عروج و قتل إلياس في أحد المعارك لكن خير الدين ساهم في إنقاذ أخيه عروج من الأسر .
إنجازاته
في سنة 1534م تم تعينه من السلطان سليمان القانوني قبطان داريا ، وبيلرباي على الجزائر ، فقام بإصلاح دار بناء السفن في إسطنبول وأعد أسطولاً كبيراً أغار بثمانين قطعة منه على روجيو ، سبيرلونكا و فودي وغيرها من المدن الممتدة على طول الساحل الإيطالي الجنوبي .
ثم إستولى بعد ذلك على تونس بعد فرار سلطانها مولاي الحسن، لكن الإمبراطور الإسباني “شرلكان” تمكن من إحتلال تونس، وإعادة مولاي الحسن على العـــرش .
انجازاته العسكرية
في 1538م استولى بأمر من السلطان سليمان القانوني على 20 جزيرة من الجزر الواقعة على بحر إيجة، وإلحاقها بالدولة العثمانية ،شعرت الممالك الأوربية برعب شديد من الغارات التي يشنها “خير الدين” على سواحلها وجزرها وسفنها .
عقد هدنة
فعقد “شرلكان” هدنة مع ملك فرنسا فرنسوا الأول ، وتنادت الممالك الأوربية لعقد تحالف صليبي كبير إشتركت فيه أسبانيا والبابا، والبندقية، والبرتغال، فأعدت حملة مكونة من 600 سفينة حربية، وسفينة دعم، وسلمت قيادتها إلى أندوريا دوريا، فاستعد خير الدين لمواجهة التحالف الصليبي بأسطول مكون من 122 سفينة، ثم إشتبك معه في معركة كبيرة في “خليج بروزة”، إنتهت بهزيمة ثقيلة للتحالف الصليبي، وإستيلاء “خير الدين” على 36 سفينـة، و 2175 أسير فكان من أهم نتائج هذه المعركة سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط .
إنجازاته
في عام 1533 عيّن السلطان العثماني خير الدين قائداً عاماً باش قبودان للأسطول العثماني.
في عام 1535 طلب الحسن الحفصي مساعدة الإسبان فأرسل شارل الخامس حملة إستطاعت الاستيلاء على تونس في نفس العام.
في عام 1538 سحق خير الدين أسطول شارل الخامس في معركة بروزة التي أمنت سيطرة العثمانيين على شرق المتوسط لمدة ال 33 عاما المقبلين.
في عام 1541 أقصى أحمد بن الحسن الحفصي أباه عن حكم تونس لتبعيته للإسبان.
دوره في الحرب الإيطالية
خلال “الحرب الإيطالية” (1542-1546)، وتحديداً في عام 1544م، أعلنت أسبانيا الحرب على فرنسا، طلب فرانسوا الأول ملك فرنسا المساعدة من السلطان سليمان العثماني أرسل السلطان سليمان خير الدين على رأس أسطول كبير وتمركز في مارسيليا التي تنازل عنها الفرنسيين للعثمانيين لمدة 5 أعوام، نجح “خير الدين” في دحر الإسبان من نابولي والساحل الفرنسي.
إنجاز أخيه عروج
على منوال أخيه “عروج” قام خير الدين بإنقاذ 70.000 مسلم أندلسي (مدجنون) مستخدما أسطولاً من 36 سفينة في 7 رحلات ووطنهم في مدينة الجزائر مما حصنها ضد الهجمات الإسبانية.
وفاته
توفي خير الدين عن عمر 65 عاما في قصره المطل على مضيق البوسفور بالآستانة وخلفه ابنه حسن آغا في حكم الجزائر. وما زال قبره ماثلا للعيان في إسطنبول .