“إمرؤ القيس” حبائل اللذة بمغامراته مع نساء عصره
تتنفَّس بكامل أهوائها في قصائده، وكانت تشبه الفضائح .
امرؤ القيس القيس الكندي.
أن الرجوع الي السيرة الشعرية “لإمرؤ القيس”هذه الشخصية لا تنفرد من التاريخ بل هي برزت في أفق إثارة الشعر الجاهلي وتتخللت نضالات من الناحية التأريخة على أعمدة التاريخ بهذا الفكر المشبع بالشعر الغزلي.
لا زال التاريخ يخلد قصائده, إشتهر بشعر الغزل والوصف والتخيل وهو أحد أهم الشعراء العرب في العصر الجاهلي، كان لديه العديد من الألقاب مثل المَلكُ الضِّلّيل وذو القروح ،كما إشتهر بالعلاقات الغرامية وحب الخمر والصيد والنساء, وأهم قصائده كانت معلقة كتبها في فتاة أحبها تدعى فاطمةوهو شاعر عربي ذو مكانة رفيعة، برز في فترة الجاهلية قبل ظهور الإسلام .
ربما الذى لا يعرفه الكثيرون هو أن هناك ملك عربى آخر، وهو ثاني ملوك الحيرة فى اليمن، كان يسمى أيضًا إمرؤ القيس
قصة “إمرؤ القيس”.
هو واحد من أشهر الشعراء في الأدب الجاهلي ، بل هو أشهرهم على الإطلاق ، وهو رأس الطبقة الأولى من شعراء العرب ، كما أنه من أصحاب المعلقات ، شغلت أشعاره النقاد ، فوقفوا على شعره شرحًا وأفردوا له دراسات تفصيلية ، فقد كان سباقًا إلى كثير من المعاني والصور .
حياة إمرؤ القيس ونشأته
هو من قبيلة كندة ، يماني الأصل ، ولد عام 496-544م بنجد ، في منطقة بطن ذي عاقل كان والده ملك أسد وغطفان ، واختلف في نسب أمه فقد ذكر الرواة أن أمه ، هي فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير ، أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين.
قرض الشعر وهو غلام ، وجعل يشبب بالنساء ، ويلهو ، ويعاشر صعاليك العرب ، كعادة أبناء الملوك ، فانتهي ذلك إلى علم والده ، فأبعده إلى حضرموت موطن عشيرته ، وهو في العشرين من عمره ، ولكنه استمر يتنقل مع أصحابه في أحياء العرب ، يشرب ويطرب ، ويغزو ، ويلهو .
النساء في شعره.
إذا تحدثنا عن شخصية هذا الشاعر الشاب الوسيم ، فلا يمكن أن نغفل حبه للنساء ، والتشبيب بهن ، وقد ورد في شعره الكثير من أسماء النساء ، ذكر ابن قتيبة منهن ثلاثًا هن : فاطمة بنت العبيد العامرية ، وأم الحارث الكلبية ، وعنيزة صاحبة يوم دارة جلجل ، وهناك نساء أخريات وردت أسماؤهن في شعره ، وفي أخباره المروية ، كأمّ جندب ، وزوجته هند الكندية ، وابنة القيصر .
وصف شعره.
كان شعر الغزل عند “إمرؤ القيس” فاحشاً يحكى تفاصيل قصصه الغرامية، وكان بذلك من أول شعراء العرب الذين اتبعوا هذا الأسلوب مخالفاً بذلك التقاليد المتعارف عليها، فذاع سيطه باللهو والمجون من أشهر ما نقل عنه هي معلقته التي قالها في القرن السادس والتي تُعتبر من أشهر المعلقات، وتوصف هذه القصيدة بأنها من أفضل ما قيل من الشعر العربي وقد نُظمت على البحر الطويل وكان عدد أبياتها موضع خلاف فقال البعض أنّها تتألف من 77 بيتاً وآخرون قالوا 81 بينما قال البعض 92.
أهم الحوادث التي غيرت حياته
عاش هذا الشاعر حياته بين قطبي اللهو والحرب ، فقد كان لاهيًا عابثًا، حتى ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال: رحم الله أبي،ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا ، اليوم خمر وغدًا أمر، حيث طاف شبه الجزيرة طولها وعرضها باحثًا عن أنصار، لدعمه في سعيه للثأر لأبيه وإسترداد ملكه، أو هاربًا من أعدائه.
الملكة الشعرية عند إمرؤ القيس.
إتفق النقاد أنه نجم ساطع في سماء الشعر العربي في كل عصوره ومراحله، ولا يمكن أن ينكر منكر دوره في شكل القصيدة العربية في العصر الجاهلي، حيث إنطلق من ملكة شاعرية متفردة، وأساليب شعرية غير مسبوقة.
فأصبحت أشعاره مع الأيام والعصور ، سننًا وطرائق لا سبيل إلى تجاوزها أو حتى تغييرها وتطويرها، من ذلك إستيقاف صحبه، والبكاء في الديار ، ورقة النسيب ، وقرب المأخذ ، وتشبّيه النساء بالظباء وتشبّيه الخيل بالعقبان والعصيّ ، وقيّد الأوابد .
من أشعاره الخالدة
وقف كثير النقاد حول أبيات أنارت الطريق لمن بعده في الخيال والصور ، وتخلدت في ذاكرة الزمان ، وأصبح بسببها أشعر الشعراء في تاريخ آداب العرب ، فمنها قوله في وصف الفرس:
مكر مفر ، مقبل مدبر ، معًاك جلمود صخر حطه السيل من عَلِ
وقوله في اشتداد الهم في الليل ، مع استواء الليل والنهار في أنواع الظلمة والهموم:
ألا أيها الليل الطويل ألا انْجلي بصبح ، وما الإصباح منك بأمثل
بناء القصيدة والصور في شعره
من التقاليد الفنيّة للقصيدة الجاهلية ، تعدّد الموضوعات فيها من فخرٍ ، ورثاء ، وغزلٍ ، وكذلك جاءت قصائده تحمل الكثير من الموضوعات ، وكان شعره عفويًا في التعبير عن خطرات قلبه ومعاناته ، ويحمل شعره بين طياته أنسام البوادي ، وقسوة الفيافي.
واتسم شعره أيضًا بصدق التعبير، وبساطة الخيال والتشبيهات والصور ، بالرغم من الألفاظ التي نراها غريبة ، وغير مفهومة فقد كانت مفهومة وقتها ، فقد جاءت تلك التشبيهات من البيئة المحيطة به والواقع الذي يعيشه ، إلى جانب بساطة قصائده ووضوحها ، أمّا لغتُه فتتميّز بالرقة في الغزل والنسيب ، وبالفخامة والجزالة في الفخر والمدح .
وفاة امرئ القيس
كانت وفاته أثناء تنقله بين البلاد ليبحث عمن ينصره في إعادة ملكه الضائع ، حيث وصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية، وبعد شباب قضاه في الحرب والثأر والتنقل،ووصل إلى أنقرة حيث تعب جسده وأنهكه داء الجدري وتفشى فيه ، وهو في أرض الغربة، فلقي حتفه هناك في أنقرة، في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون يرجح معظمهم بأنه قد توفي سنة خمسمائة وأربعين للميلاد.
لا يوجد كلامٌ مؤكد عن وفاة امرؤ القيس فهناك الكثير من الجدل إلا أنّ الأكثر ترجيحاً أنّه قد توفي بسبب مرض الجدري.
تضاربت الروايات بالطريقة التي مات بها إمرؤ القيس حول ذلك، فقيل إن ملك الروم قد بعث له بحلة مسمومة منسوجة بالذهب، وكتب له: ” إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فالبسها واكتب إليّ بخبرك من منزل منزل”فما إن لبسها امرؤ القيس وسر بذلك حتى سرى السم في جسده وبدأ يتقرح شيئاً فشيئاً، ولقب بعد هذا بـ”ذي القروح”، ثم توفي إثر ذلك .