سعد بن أبي وقاص.. قائد “القادسية” ومعتزل الفتنة
تكوين التاريخ الإسلامي البدائي أن ننزل مؤلفات وكتاب ووقائع العصور الأولي فلو لم تتوافر لنا إمكانية مقارنة أنفسنا بالغير مع حفاظها إلي اليوم على فوارقها مطوقين بالتأثيرات التاريخية في كل خطوة نخطوها فهي من أهم خاصيات عصرنا وحياتنا أنها تشكل عامل سعي دائم يعتذر علينا اليوم أن نتوقع مجراه التاريخي بكل نتائجه في إستقراء المستقبل الحديث عن الصحابي الجليل (سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه من السابقين الأولين في الاسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتاً.
من هو سعد بن وقاص
هو : سعد بن أبي وقاص بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
دخل الإسلام وهو في السابعة عشر من عمره، ولم يسبقه في الإسلام إلا أبو بكر وعلي وزيد.
هو من بني زهرة وهم فخذ آمنة بنت وهب أم الرسول صلي الله عليه وسلم، وقد كان الرسول يعتز بهذه الخؤولة فقد ورد أنه عليه الصلاة والسلام كان جالساً مع نفر من أصحابه فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلاً فقال لمن معه: ” هذا خالي فليرني أمرؤ خاله”.
مولده ونشأته
ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة، نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف على الدنيا من خلال معرفة الحجاج الوافدين إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها، المتباينة الأهداف والمتنوعة الغايات.
إسلامه
وقد أعلن إسلامه مع الذين أعلنوه بإقناع أبي بكر الصديق إياهم، وهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله أسلم عبر حلم حين كان في يوٍم رأى رؤية وجد فيها أنه يمشى في مكان مظلم وكلما مشى أكثر إشتد علية الظلام ثم وجد قمراً منيراً بشدة فذهب هناك وجد أن “أبو بكر الصديق”و”على بن أبى طالب”و”عبد الرحمن بن عوف” يقفون أسفله فعلم أن القمر هو الرسول صلي الله عليه وسلم فعندها إستيقظ واعلن إسلامه.
أولاده.
عمر بن سعد : توفي سنة 66 هـ، أحد قادة جند عبيد الله بن زياد والي العراق.
عائشة بنت سعد : توفيت عام 117 هـ، وهي من رواة الحديث.
وسعد هو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمي أيضاً، وأنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد: «” ارم سعد فداك أبي وأمي”..»، ويقول علي ابن أبي طالب:«” ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد فداك أبي وأمي”». كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه وكان مجاهداً في معركة بدر وفي معركة أحد.
ثباته وصموده علي الاسلام
أخفقت جميع محاولات رده وصده عن الإسلام، فلجأت أمه إلى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه إلى وثنية أهله وذويه. لقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب، حتى يعود سعد إلى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميت تواصل إضرابها عن الطعام والشراب حتى وصلت على الهلاك. وحين كانت تشرف على الموت، أخذه بعض أهله إليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت. وذهب سعد ورأى مشهد أمه وهي تتعذب ولكن إيمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل شيء، وقال لها: «” تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء. فكلي ان شئت أو لا تأكلي”.» وعدلت أمه عن صومها، ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيده فيقول تعالي: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
وكان سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة وكان إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه، وكان الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول صلي الله عليه وسلم له “اللهم سدد رميته، وأجب دعوته”
غزواته مع الرسول عليه الصلاة والسلام
شارك مع النبي صلي الله عليه وسلم في الغزوات وفي عهد عمر بن الخطاب كان قائد معركة القادسية بين المسلمين والفرس وكان فتح المدائن، بعد موقعة القادسية باكثر من 5 شهور، جرت خلالهما مناوشات مستمرة بين والمسلمين و الفرس، وقد استطاع سعد هزيمة الفرس بقيادة الجيش لعبور نهر دجلة وجهز كتيبتين، الأولى: واسمها كتيبة الأهوال والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وقد نجحا في العبور وهزيمة الفرس شر الهزيمة.
وفاة سعد بن أبي وقاص
تُوُفِّي سعد في قصره بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة، وذلك عام 55هـ، وقد تجاوز الثمانين، وهو آخر من مات من المهاجرين.