“أبو بكر الصديق” رفيق درب رسول الأمة ..
“أبو بكر الصديق” خير رجال الأمة بعد النبي صلي الله عليه وسلم وأول المبشرين بالجنة وأول من يدخل الجنة بعد الأنبياء أن يحتل مكانة طلائعية في حياة العصور ضمن شخصيات تاريخية فقد قدم العديد من الأعمال والإنجازات التي شهد لها العالم ومكانتة المرموقة عند رسول الأمة فقد بدأت هذه الصلة تتكون في حادثة الإسراء والمعراج، لأنّه كان يصدّق النّبي – صلّى الله عليه وسلّم.
من هو .
“أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان التيمي القرشي” (50 ق هـ – 13هـ / 573م – 634م) هو أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو صاحب النبي صلي الله عليه وسلم ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة. يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصحابة إيماناً وزهداً، وأحبَّ الناس إلى النبي محمد صل الله عليه وسلم عادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكر بلقب “الصّدّيق”، وهو لقب لقبه إياه الصلى الله عليه وسلم لكثرة تصديقه إياه.
وقد سمّي أبو بكر بالصّديق لأنّه صدّق النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – في خبر الإسراء، وقيل أنّه سمي بذلك لأنّه كان يصدّق النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – في كلّ خبر يجيئه من السّماء، وكان أبو بكر يلقب بالعتيق، لأنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال له:” يا أبا بكر أنت عتيق الله من النّار “.
مولده
ولد أبو بكر الصديق في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، فلما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أسلم دون تردد، فكان أول من أسلم من الرجال الأحرار. ثم هاجر أبو بكر مرافقاً للنبي من مكة إلى المدينة، وشهد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي.
ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة. توفي النبي صل الله عليه وسلم يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وبويع أبو بكر بالخلافة في اليوم نفسه.
أعماله
فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الردة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، ففتح معظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشام.
وأبيه هو
أبو قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، والد الصحابي وخليفة المسلمين أبو بكر الصديق، يشترك مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الثامن مرة بن كعب بن لؤي، أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة، وتوفي في مكة سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة.
وأمه هي.«أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمية القرشية». أسلمت في مكة قبل الهجرة مع ابنها أبي بكر، وتوفيت قبل أبي قحافة.
حياته قبل الاسلام
قد إشتهر “أبو بكر” في الجاهلية بصفات عدة، منها العلم بالأنساب، فقد كان عالماً من علماء الأنساب وأخبار العرب، وله في ذلك باعٌ طويل جعله أستاذ الكثير من النسابين كعقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم وغيرهما، وكانت له صفة حببته إلى قلوب العرب، وهي أنه لم يكن يعيب الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره، وقد كان أبو بكر أنسبَ قريش لقريش وأعلمَ قريش بها وبما فيها من خير وشر، وقد رُوي أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «إن أبا بكر أعلمُ قريش بأنسابها»».
وقد كان أبو بكر تاجراً، قال ابن كثير: «وكان رجلاً تاجراً ذا خُلُق ومعروف، وكان رجالُ قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وتجارته وحسن مجالسته». وقد ارتحل “أبو بكر” للتجارة بين البلدان حتى وصل بصرى من أرض الشام، وكان رأس ماله أربعين ألف درهم، وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُرف به في الجاهلية. ويروى أن أبا بكر قد رأى رؤيا عندما كان في الشام، فقصها على بحيرة الراهب، فقال له: «من أين أنت؟» قال: «من مكة»، قال: «من أيها؟» قال: «من قريش»، قال: «فأي شيء أنت؟» قال: «تاجر»، قال: «إن صدق الله رؤياك، فإنه يبعث بنبي من قومك، تكون وزيره في حياته، وخليفته بعد موته»، فأَسرَّ أبو بكر ذلك في نفسه.
ويقال أن أبا بكر لم يكن يشرب الخمر في الجاهلية، فقد حرمها على نفسه قبل الإسلام، وكان من أعف الناس في الجاهلية، قالت السيدة عائشة: «حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام، وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة، ويدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها صرفها عنه، فقال أبو بكر: إن هذا لا يدري ما يصنع، وهو يجد ريحها فحماها». وقد سأل أحدُ الناس أبا بكر: «هل شربت الخمر في الجاهلية؟»، فقال: «أعوذ بالله»، فقيل: «ولمَ؟» قال: «كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيعاً لعرضه ومروءته».
كما رُوي أن أبا بكر لم يسجد لصنم قط، فقد قال أبو بكر في مجمع من الصحابة: «ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي، فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي: «هذه آلهتُك الشمُّ العوالي»، وخلاني وذهب، فدنوت من الصنم وقلت: «إني جائع فأطعمني» فلم يجبني، فقلت: «إني عار فاكسني» فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه».
رضي الله عن أبي بكر وجمعنا معه مع النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة.
مواقفه
وكانت له في عصر النّبوة مواقف كبيرة، فقد شهد الحروب، وإحتمل الشّدائد في سبيل الدّين، وبذل الأموال، وكان رفيق النّبي – صلّى الله عليه وسلّم،عندما هاجر إلى المدينة، وإليه عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالنّاس عندما إشتدّ به المرض، وبويع بالخلافة في اليوم الذي توفي فيه النّبي – صلّى الله عليه وسلّم، سنة 11 للهجرة، وقد قام بمحاربة المرتدّين والممتنعين عن أداء الزكاة، ورفع دعائم الإسلام، وقد تمّ في أيّامه افتتاح بعض بلاد الشّام والعراق .
وفاته
توفي أبي بكر رضي الله عنه في عام ١٣ من الهجرة بعد النبي صل الله عليه وسلم بعامين عن عمر ٦٣ عاماً،
وكانت مدّة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف،وقد أوصي بالخلافة من بعده للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه