هارون الرشيد “لازال التاريخ ينشده بأحد نجوم شمس العصور وعينة من سُلالة العلم وحفظة التاريخ الإسلامي
الخليفة العباسي الخامس، المُلقّب بأبي جعفر، من أكثر خلفاء الدولة العباسية شهرة، وعُرف بأنه الخليفة الذي أدى 100 ركعة في كل يومٍ من أيام حياته، وكان مقدسًّا للعلماء، ويشار إلى أنه من أقام بيت الحكمة في بغداد، وأقدم على إجراء الإصلاحات الداخلية بشكلٍ كبير، وبفضل إنجازاته العظيمة التي يصُعب حصرها فقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه ليكون من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي.
مولد هارون الرشيد.
ولد هارون “هاشم الرشيد” في منطقة الري الإيرانيّة، وذلك في السنة 148، وهو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشميّ العباسيّ، ويُذكر أنَّ أباه كان أميراً على منطقة خراسان، ووالدته هي أم الهادي، وتميّز هارون منذ نعومة أظفاره بالقوة والشجاعة، وهذا ما ساعده على قيادة حملات عديدة في زمن والده، وكان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز العشرين عاماً.
نشأة هارون الرشيد.
نشأ الخليفة العباسيّ هارون الرشيد في دار الخلافة في بغداد، ومنحه والده قيادة غزو الروم في القسطنطينية، وصالحته الملكة إيريني، ودفعت له فدية عن مملكتها، وبلغت هذه الفدية 50.000 دينار كل عام، حيث تذهب هذه الفدية إلى خزانة الخليفة، وفي عام 170هـ بايعه الناس على الخلافة بعد وفاة أخيه الهادي، وقام بواجباته على أتمّ وجه، حتّى أن الدولة في عهده ازدهرت وتطورت.
ويجدر بالذكر أنَّ هارون الرشيد قرّب الشعراء والأدباء وأهل العلم من مجالسه، وفي عهده تطورّت حركة التجارة الخارجيّة، وقويت العلاقات السياسيّة بين الخلافة العباسيّة، وبين ممالك أوروبا؛ ومما يُدلل على هذه العلاقة الهدايا التي كان يبعثها هارون الرشيد.
وفاة هارون الرشيد.
توفي الخليفة هارون الرشيد عام 192هـ، وقيل في عام 193هـ، واختلف في عمره أثناء وفاته، فمنهم من قال أنّه مات وعمره 43 عاماً، وآخرين قالوا أنَّه مات عن 45 عاماً، أو 47 عاماً، ويجدر بالذكر أنَّه تولّى الخلافة عام 170 هـ، وتوفي هارون الخليفة العباسيّ الذي كان له دوراً كبيراً