"البُخاري" علم تاريخي حفيف لانهائي يُلامس شعاع بُنصب رافدة من مدفع مؤلفاته. - صوت الضفتين

“البُخاري” علم تاريخي حفيف لانهائي يُلامس شعاع بُنصب رافدة من مدفع مؤلفاته.

نص مترسب بل بصداه المتناثر عبر آلاف سنين منثورة تجرف لمعان المؤلفات بثقافة “الإمام البخاري” الذي غزى محيطات وأنهار التاريخ بعبق فكري طويل لا تطويه العصور .
 
الإمام البخاري.
يعد الإمام البخاري واحدًا من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي، حيث يعتبر من كبار علماء الجرح والتعديل والعلل وعلوم الرجال والحديث وغيرها، ويحظى بمكانةٍ مرموقة عند أهل السنة، وقد وضع بين يدّي المسلمين كتابًا اعتُبِرَ الأوثق بعد كتاب الله -عز وجل- والسنة النبوية الشريفة، ويذكر بأنه قد استغرق 16 عامًا في جمع كتابه هذا وتصنيفه، ونظرًا لمكانة الإمام البخاري فقد أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين في الحديث.
 
من هو البخاري.
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل من أهل مدينة بخارى، وهو أحد أشهر أئمة الحديث الذين شُهد إليهم بالعدل والصدق والأمانة، اشتهر وانتشر علمه، فحفظ القرآن وتعلَّم علوم العربية وأجاد فيها، وحفظ كثيرًا من أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
نشأته.
نشأ البخاري يتيمًا وعاش يتيمًا، روى عن رسول الله آلاف الأحاديث النبوية، وكان مما قال: “كلام الله غير مخلوق، والقرآن المسطور في المصاحف، المقروء بالألسنة، بألفاظه وحروفه كلام الله غير مخلوق، ولكنَّ أفعال العباد مخلوقة”
مولد البخاري.
وُلدَ البخاري ليلة الجمعة في الثالث عشر من شهر شوال من عام 194 للهجرة، وعاش يتيمًا بعد أن مات أبوه وهو صغير، حفظ الإمام البخاري من الأحاديث الكثير واهتم بذلك من صغره، فقيل عنه إنَّه كان يحفظ ستين ألف حديث وهو في إبن  ستة عشرة عامًا، وقد أصيب البخاري في نظره، فرأت أمُّه في الرؤيا أن إبراهيم الخليل -عليه السَّلام- يقول لها: “يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصرهُ بكثرة دعائك -أو قال: بكائك- فأصبح بصيرًا”.
 
كتاب صحيح البخاري.
وهو الكتاب الجامع المسند الصحيح المختصر لحياة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأقواله وأفعاله، وهو الكتاب الذي يُعرف باسم صحيح البخاري، وهو أصدق الكتب والمصادر التشريعية عند أهل السنة والجماعة بعد القرآن الكريم، وقد ألّف وصنَّف هذا
 
وفاة البخاري.
استقرَّ الإمام البخاري في آخر أيام حياته في إحدى قُرى سمرقند واسمها قرية “خرتنك” وأمضى أواخر حياته صحبة بعض أقاربه الذين كانوا يعيشون في تلك القرية، فمرض واشتدَّ به المرض، حتَّى سمعه أحد الناس يقول في إحدى الليالي: “اللهم إنَّه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَت، فاقبضني إليك”، فما تمَّ الشهر حتى مات”، ود تُوفِّيَ في ليلة السبت في ليلة عيد الفطر وقتَ صلاة العشاء ودُفن في يوم الفطر في قرية “خرتنك” وكان هذا عام 256 للهجرة وقد عاش 62 عامًا إلَّا ثلاثة عشر يومًا.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *