عمر المُختار” البرج الصاعد بالمعارك سلف من أسلاف التاريخ المُعارض للظلم
قد تعجز السطور عن الوصف وتقف الكلمات حائرة أمام شيخ المجاهدين وأسد الصحراء عمر المختار، من أكبر المقاومين والمجاهدين العرب والمسلمين على الإطلاق، فكان اهم نقاط قوة الليبييّن المقاومين، فهو الأيقونة الجهادية لكل من عربّي عزم على الجهاد
مولد ونشأة عمر المختار.
ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية. تربى يتيماً، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة هو أحد أشهر المقاتلين في مدينة طرابلس؛
لتصديه للجيش الإيطاليّ، ويُنسب إلى قبيلة المِنفة، وهي واحدة من قبائل بادية برقة، وتلقّى تعليمه في الزاوية السنوسية بالجغبوب، وكانت نشأته مستمدّة من تعاليم الحركة السنوسية القائمة على الكتاب، والسنة النبوية، ويُذكر أنَّ والده توفي، وهو لا يزال طفلاً صغيراً، فنشأ
يتيماً، وتولّى أمر تربيته مع أخيه عمر الشيخ حسين الغرياني، فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثمّ ألحق عمر المختار بالمعهد الجغبوبي؛ وذلك من أجل طلب العلم، ومنذ فترة صباه ظهر نبوغه وذكاؤه.
المعارك التي شارك فيها عمر المختار.
شارك عمر المختار في العديد من المعارك .
معركة فزان: يُذكر أنَّ القيادة الإيطالية كانت شديدة الحرص على السيطرة على فزان، فخرجت قوتان بقيادة غراسياني في أواخر شهر كانون الثاني عام 1928م، حيث انطلقت القوة الأولى من غدامس، بينما انطلقت القوة الأخرى من الجبل الأخضر، والتقى المقاتلون مع الجيش الإيطاليّ
في معركة قوية استمرت خمسة أيام، وكان النصر حليف عمر المختار.
معركة أم الشافتير (عقيرة الدم): كانت هذه المعركة نقطة مهمّة لدى عمر المختار؛ إذ شرع في إعداد استراتيجية جديدة، وإعادة تنظيم المقاتلين في فرق صغيرة، والتخطيط الجديد لما يُعرف بحرب العصابات.
محطات من حياة عمر المختار.
حفلت حياة عمر المختار بالعديد من المحطّات
وضعه محمد المهدي الإدريسيّ شيخاً على زاوية القصور لفترة، ثمّ عاد إليها واستمرّ في كونه شيخاً للزاوية حتّى عام 1329هـ، وذلك بسبب دخول الجيش الإيطاليّ لمدينة بنغازي.
التحم عمر المختار مع الجيش الإيطاليّ في منطقة وادي الجريب، وهو وادٍ عظيم في الجبل الأخضر، وذلك أثناء انتقاله لتفقّد مواقع المقاتلين الآخرين، فحارب الإيطاليين في وسط ذلك الوادي، وكانت النتيجة أن تمكّن جيش عمر المختار من قتل عدد كبير من الجيش الإيطاليّ، وفي المقابل سقط العديد من الشهداء، وأُصيبت يد عمر المختار بجراح، وأُصيب فرسه بضربة قاتلة قبض الجيش الإيطاليّ على عمر المختار في وادي الجريب، وبذلك نجح الإيطاليون في أسره، ونقلوه إلى بنغازي، ثمَّ وضعوه في زنزانة صغيرة ومنعزلة عن بقية الأسرى تشكّلت محكمة لعمر بن المختار بعدما ألقي القبض عليه، وتمت محاكمته بعد ذلك.
وفاته.
نفّذ الجيش الإيطاليّ حكم الإعدام بحق عمر المختار في صبيحة يوم الأربعاء، والذي يوافق السادس عشر من شهر أيلول عام 1931م، وذلك في تمام الساعة التاسعة صباحاً، حيث تمَّ إعدامه شنقاً في منطقة سلوق، والتي تقع إلى جنوب مدينة بنغازي.