“الإمام الشافعي” اللحن النادر في صدر التاريخ الإسلامي لا يزال نادراً بُمؤلفاته كلما تقدمنا
“الإمام الشافعي” من حكايات التاريخ ترن أجراسها وتحبس سطورها ببصمة واضحة وهو من أحد كبار الشخصيات التاريخية وهو صنعة تاريخية تهز هزاً تنتزع من مستقرها بجوف التاريخ تحريص على الدقة من العصور الأولي الذي أحدث تغييرًا في العالم بأسره .
من هو الإمام الشافعي.
الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة بعد أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس، وكان تلميذًا للإمام مالك وشيخًا للإمام أحمد بن حنبل، رابع الأئمة. الإمام الشافعي هو أحد أئمة أهل السنة، وهو محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، ويكنى بأبي عبد الله، أسس المذهب الشافعي
وعلم أصول الفقه، كما أنه الإمام الأول في علم الحديث والتفسير، فتمكن بفضل ما تقّدم من إحداث تغيير ملموس في التاريخ؛ فانتمى إليه الكثير من المسلمين وخاصةً في بلاد الشام، ومصر والسودان واليمن وتهامة والعراق وبلاد فارس وغيرها الكثير من الأماكن حول العالم، وبذلك
فقد أصبح من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي ولعل أهم ما يُميزه هو ذكاؤه، وحكمه العادل بين الناس، وفصاحة لسانه، وكثرة ترحاله، وقد أثنى العديد من العلماء عليه وخصوصاً الإمام أحمد حيث قال: (كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس).
مولد ونشأة الشافعي.
ولد الإمام الشافعي في شهر رجب عام 150 هجرية (أغسطس/ آب 767 ميلادية)، بمدينة غزة بفلسطين
يعود نسب “الشافعي” إلى أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قيل عنه إنه “ابن عم النبي”، و”إمام قريش ،ومن ثم إنتقلت عائلته إلى مدينة مكة وذلك عند بلوغه عمر السنتين، فحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو يبلغ الأربع سنين، ثم بدأ بطلب العلم في مدينة مكة وذلك قبل أن يبلغ سن العشرين، وبعد أن بلغ سن العشرين هاجر إلى المدينة المنورة، وطلب التعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم هاجر إلى اليمن، ثم هاجر إلى مدينة بغداد وذلك في عام 184هجري، فطلب العلم عند القاضي محمد بن الحسن، وبدأ بدراسة المذهب الحنفي.
رحاله.
نشأ الإمام الشافعي فقيرًا في غزة، وحين مات والده انتقلت به أمه إلى مكة حين كان عمره سنتان، لئلا يضيع نسبَّه “ألشريف”، وحفظ القرآن الكريم في ربيعه السابع، ثم آخذ يلتهم العلم بالقرب من بيت الله الحرام، فأذن له بالفتوى وهو دون العشرين سنة ومن مكة إلى المدينة المنورة، بحث الرجل عن المزيد، فوجد ضالته في الإمام مالك بن أنس (ثاني الأئمة الأربعة)، قبل أن يرتحل إلى اليمن ثم بغداد التي درس فيها “المذهب الحنفي (أول المذاهب الإسلامية)”، ليجمع “فقه الحجاز (المذهب المالكي)” و”فقه العراق (المذهب الحنفي)”.
عاد الأمام الشافعي إلى مدينة مكة، وعاش فيها حوالي تسع سنوات، وأثناء فترة سكنه هناك علّم الناس المذهب الحنفي في الحرم المكي، ثم هاجر إلى مدينة بغداد مرة ثانية، فعاش فيها حتى عام 195م، وقد كتب كتاب (الرسالة) والذي كان شرحاً لعلم أصول الفقه، ثم هاجر إلى مصر وذلك في سنة 199هجري، وقد قام بنشر مذهبه هناك، وبقي فيها حتى توفي في عام 204هجري، وكان ذلك بسبب مرض البواسير. كما كان له أربع أبناء وهم: محمد أبو عثمان، وفاطمة، وزينب، ومحمد أبو الحسن.
مؤلفاته.
للإمام الشافعي عشرات الكتب في أصول الفقه، ويعد كتاب “الرسالة” الأول في أصول الحديث، كما ألف كتابًا دافع فيه عن السنة النبوي أسماه “جماع العلم”، كما كتب في أصول الإسلام كالصلاة والزكاة والحج، بجانب فروعه كالطهارة والنكاح والطلاق وغيرها.
وبجانب علومه الشرعية والإسلامية، كان له ديوان شعر، يتناول الحكمة والاستغفار، ومن أبرز أقواله وحكمه: “نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا”، و”تموت الأسد في الغابات جوعًا، ولحم الضأن تأكله الكلاب”.. “وعبد قد ينام على حرير، وذو نسب مفارشه التراب”.
المذهب الشافعي.
تعد مصر الموطن الأول للمذهب الإمام الشافعي، ورغم فقدانه صفته الرسمية بالبلاد لصالح المذهب “الحنبلي”، إلا أنه باق بجانب المذهب المالكي في العديد من قرى مصر، ولا يزال يدرس في الجامع الأزهر كما ينتشر المذهب الشافعي في كثير من دول العالم وإن كان أغلبها لا يقره رسميًا في القضاء والأحكام، كما لفت إلى إنشغال الإمام الشافعي في آخر فترة في حياته بتنقيحه لمذهبه بجانب خطابته بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، إلى ان توفاه الله بعد أن صار له مكانة كبيرة في مصر.
وفاته.
توفي في مصر في آخر يوم من شهر رجب عام 204 هـ الموافق لـ 20 يناير/ كانون الثاني 820 م.
ودفن في ضريح الإمام الشافعي زوجة صلاح الدين الأيوبي الملكة “شمسة”، وابنه “العزيز عثمان” وعدد من مشايخ وأئمة المذهب الشافعي.
ضريح الإمام الشافعي.
يقع ضريح الإمام الشافعي في مصر، ويُمكن اعتباره أحد أكبر الأضرحة في العالم، ويتميّز بوجود قبة مطلية بالنحاس الأصفر، والتي ترمز إلى العلم الخاص للإمام الشافعي، وتم بناؤه على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي ويخضع الضريح حاليًا للتطوير من قبل السلطات المصرية، فيما ينتظر افتتاحه في شهر أبريل/ نيسان المقبل، وفق ما أكده مسؤولون للأناضول.