أسدُ الله وسيِّد الشُّهداء “حمزة بن عبدالمطلب” رضيَ الله عنه
هو عم الرسول الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ من أهم شخصيات إسلامية إتصفت بالشجاعة في الدفاع عن الدين الإسلامي ورسول الله والسعي نحو نشر الدين والدفاع عنه ضد الكفار، كما كان الصحابي حمزة بن عبد المطلب أخًا للرسول في الرضاعة، وأعلن
إسلامه في العام الثاني من البعثة النبوية، وكان واحدًا من وزرائه الأربعة عشر، ولُقب الصحابي حمزة بن عبد المطلب بأسد الله وأسد رسوله، وبعد إستشهاده لُقب بسيد الشهداء.
من هو حمزة بن عبدالمطّلب.
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو عمُّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخوه من الرضاعة، وُلد قبل النبيِّ بسنتين عُرِف بلقب (أسد الله)، ولد عام 54 ق.هـ / 568م مكة، تهامة، شبه الجزيرة
العربية، وإشتُهِر به، كما ثبت بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (سيدُ الشهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ) ولقّب كذلك “بِسيّد الشهداء “وكان له العديد من الأولاد، منهم: يعلى وعامر من زوجته بنت الملة بن مالك بن عبادة،
وعُمارة من زوجته خولة الأنصارية، ورُزِق من البنات بأمامة من زوجته سلمى بنت عميس أخت أسماء الخثعمية، وقد كُنِّي حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه(أبي عمارة).
الاسم والنسب.
هو حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة.
أم حمزة: هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسلام حمزة.
أسلم حمزة بن عبدالمطلب في السنة السادسة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حمزة بن عبدالمطلب، وزيد بن حارثة، بعد عَلِم أنّ أبا جهلٍ قد سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، وشتمه، وآذاه، فغضب حمزة لِما سمعه،
وكان قد خرج من أجل الصيد، فرجع للكعبة عند نادي قريش، وكان أبو جهل جالساً بين قومه ورجاله، فرفع حمزة -رضي الله عنه- القوس الذي بيده، وضرب به على رأس أبي جهلٍ، إلّا أنّ أبا جهل منع رجال قريش من مساعدته، وأخبرهم أنّه سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، فأعلن حمزة
-رضي الله عنه- إسلامه أمام الجميع دون خوفٍ، أو تردُّدٍ.
جهاد حمزة بن عبدالمطلب.
جهاد حمزة في غزوة بدر
كان أوّل لواءٍ عقده النبيّ لحمزة -رضي الله عنه- في المدينة المُنوّرة؛ فقد إختاره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من بين الصحابة؛ لمبارزة الفرسان في غزوة بدر.
جهاد حمزة في غزوة أحد.
جاهد حمزة مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يقاتل بسيفَين يوم غزوة أحد، وقد قَتل -رضي الله عنه- أكثر من ثلاثين مشركاً في المعركة وكان مَحطّ أنظار المشركين، ومؤامراتهم في أرض غزوة أُحد، حيث أغرى “جبير بن مطعم” عبداً له يُقال له الحبشيّ بالتصيُّد لحمزة،
وقَتله، وجعل حرّيته مقابل ذلك، ونهاه عن الانشغال بأيّ شيءٍ آخر في المعركة، وزادت هند بن عتبة التي فقدت أباها، وعمّها، وابنها، وأخاها من تحريضه على قتل حمزة؛ انتقاماً منه، وأغرَته كذلك بالمال، والأشياء الثمينة، وقد إستُشهِد -رضي الله عنه- على يد الحبشيّ في هذه المعركة.
وفاة حمزة بن عبدالمطلب.
النصف من شوال، 3هـ / 625م
كان حمزة -رضي الله عنه- يقاتل بكلّ قوةٍ في غزوة أحد، وقد تعثّر أثناء قتاله، وسقط على ظهره، فأُزِيل الدرع الذي كان على بطنه، فرماه وحشيّ الحبشيّ بحِربةٍ ممّا أدّى إلى إستشهاده -رضي الله عنه-، وكان ذلك يوم السبت، الخامس عشر من شهر شوّال من السنة الثالثة
للهجرة، وكان عمره حينها تسعاً وخمسين سنةً، وقِيل إنّه كان أربعاً وخمسين سنةً، ويُشار إلى أنّه -رضي الله عنه- لُقِّب بسيّد الشهداء، أمّا في ما يتعلّق بالمكان الذي دُفِن فيه -رضي الله عنه-، فقد كان في المدينة المُنوّرة -رحمه الله وممّا قِيل في رِثائه.