حوار خاص مع الدكتور فواز العنزي.. قصة نجاح وتميز - صوت الضفتين

حوار خاص مع الدكتور فواز العنزي.. قصة نجاح وتميز

صوت الضفتين_الكويت

  • هو دكتور و بروفيسور م. أمراض القلب والباطنية بمستشفى جامعة ديوك في الولايات المتحدة الأمريكيه وخبير  فحوصات القلب على المستوى الكلينيكي والفيزيائي والبحث العلمي، خط طريقه بخطوات ثابتة بدأ دراسته الأوليه في دولة الكويت وأنهى مراحل الطب الأولى والاختصاص بأمراض القلب والاوعية الدموية من جامعة القاهره ، ثم أتجه الى الاختصاص الدقيق في فحوصات القلب والاوعيه الدمويه حيث بدأت المسيره من جامعة ديوك الامريكية العرقية.عزيمته وارادته رسمت له اسما في سلم النجاح و جعلت كبار أطباء جامعة ديوك الامريكية يفتخرون به ويرفضون عودته لبلده.. مشوار حافل ونجاح مبهر يلخصه لنا صاحبه في بضعة أسطر.
  • مرحبا بك سيدي في منصتك صوت الضفتين.

س1_ بداية من يكون د.فواز العنزي وكيف كانت انطلاقتك؟

ج1_ السلام عليكم ورحمة الله شكرا على حواركم الطيب، أنا اسمي الدكتور فواز محمد عبد العزيز العنزي، من مواليد دولة الكويت أخ أكبر لثمانية إخوة أطباء، والدتي ربة بيت متواضعة، و والدي الستيني كان يعمل لدى جيش الكويت في وزارة الدفاع. بيتنا متواضع، كنا أغنياء بالايمان، بدأنا ثمانيتنا من تحت الصفر، أنا درست في الكويت حتى مرحلة الثانوية، بعدها شاءت الظروف أن ننتقل إلى مصر، أكملت دراسة الطب هناك وتخصصت في الباطنية والقلب في جامعة القاهرة، و هناك كانت انطلاقتي، كان هدفي مساعدة الناس الذين يعانون من أمراض القلب وواجهتهم صعوبات في التشخيص وفعلا بلغت مناي. وبعد الإنتهاء من اختصاص القلب والأوعية الدموية في القاهرة، سافرت إلى أمريكا لإستكمال التخصص الدقيق في جميع فحوصات القلب، بجامعة ديوك في الولايات المتحده الامريكية، كان الهدف أن اصبح  بتوفيق من الله تعالى من خبراء فحوصات القلب بالعالم وأن اتعلم كل شيء بدقه عاليه وأن أصبح مرجعاً كبيراً في هذا المجال.

امضيت 5 سنوات في دراسة الموجات الصوتية علي القلب (إيكو القلب) وتفاصيله الدقيقه وفيزياء عمله حتى وصلت الى تدريسه في نفس المكان في كل يوم جمعة واطلقوا عليها حينها اسم “الجمعه مع الدكتور فواز “.بعدها أنتقلت لقسم الرنين المغناطيسي للقلب وفي هذا القسم أمضيت سنتين، ويعتبر قسم الرنين المغناطيسي في جامعة دويك من أقوى مراكز العالم إن لم يكن الأول عالميا بشهادة الكثير ، كان هدفي  ليس فقط التشخيص السريري وكتابة التقرير بل كيف يتم عمل جهاز الرنين المغناطيسي والفيزياء وراء كل هذا وكيفية التصوير لجميع أمراض القلب حتى الخلقية منها ، وهنا أيضا بدأت بتأليف كتابي عن الآليه المثلى للتصوير المغناطيسي للقلب ، ثم أنتقلت الي قسم الأشعة المقطعيه للقلب وأمضي سنة كامله فيها ، وهنا ختمت مسيرتي في عالم فحوصات القلب ،حتى اصبحت بفضل الله تعالى من خبراء جميع فحوصات القلب في العالم .


س2_  ماهي أبرز التحديات وصعوبات التي واجهتك في مرحلة الدراسة ؟

ج2_ أكثر التحديات والصعوبات التي واجهتني هي فراق الاهل والاحباب والاصدقاء، والبعد عن طبيعة الأكل التي نتميز بها نحن الخليجيين، كما واجهت صعوبة في آداء العبادات والفرائض رغم توفر المساجد، وأيضا العزائم التي نشتهر بها نحن العرب والالحاح في العزيمة التي يعتبرها الكثير هنا دلالة على عدم نضج عقلك، أو يصنفونك على أنك انسان غريب الأطوار ، كما لا أخفيكم أني عانيت من ناحية المستوى الطبي،  فلما تنتقل من جامعة متواضعة إلى جامعة مصنفة من الاوائل عالميا ستلاحظ فرقا شاسعا حتما.


س3_  حدثنا عن تجربتك كمغترب مسلم ناجح في قلب أمريكا ؟

ج3_ تجربتي كمغترب مسلم ناجح في قلب أمريكا، حقيقة كانت تجربة لو عاد بي الزمن لاخترتها مرارا وتكرارا، نجاحي كان تقديرا إلاهيا وحتى اجتهادي كان بفضل الله، لم اكن احسب يوما انه بإمكاني الوصول إلى هذا النجاح، أشعر الان أنه لا سيطرة لي على ما يحدث كل شيء يحدث كما أحب وأكثر والحمد لله، لا أعتبر نفسي نجحت بالقدر الكافي فالاكيد أنه يوجد من هو أكثر نجاحا مني، إلا أني ممتن للفرصة التي منحت لي وكل هذا بفضل الله.


س4_ماهي نظرة الأمريكان للمغترب العربي المتميز والناجح ؟ 

ج4_الأمريكان ينظرون إلى كل واحد ناجح نظرة راقية ويمنح مناصب عالية على قدر نجاحه، نظرة الأمريكان لسكان الشرق الاوسط ليست نفسها التي ينظرون بها للدول الاروبية للاسف، ينظرون لنا أقل تصنيفا علميا، لكن لما تأتي وتدرس في بلدهم وتثبت انك انسان لا تقل قدرتك العقلية عليهم فستتغير النظرة مع الوقت.


س5_ ماهي نظرة الأمريكان للمغترب العربي المتميز و الناجح؟

ج5_الامر الذي أعانني أكثر هو البيئة التي اعيشها هنا لا أحد له دخل على ديانتك او من أين انت يقيمونك على اساس الانسانية والعمل واذا سالك هذا السؤال يعتبر اهانة لأنه تدخل في الخصوصيات. تجربتي كمسلم كانت عادية، لم اعاني في امريكا بسبب ديانتي بل بالعكس .


س6_ حدثنا عن برنامجك اليومي للاتحاق بركب العلم هناك وما الانجازات التي حققتها في ظرف قصير؟ج6_ كانت أعمل يومياً على مدار الساعه وكنت منعزلاً عن العالم الخارجي أو بالأحرى كنت أعيش في عالمي الخاص ، عالم فحوصات القلب.على مدار الثمان سنوات تخطيت حاجز  التسعون بحثاً وأنا في منتصف الثلاثينيات من العمر، والتي نُشرت في أقوى مجلات ومؤتمرات العالم الطبيه وهذا فقط بفضل من الله تعالى.شاركت في تأليف عدة كتب طبيه، و الآن اكتب كتابي الأول في فحوصات القلب.كانوا في الولايات المتحدة وخصوصاً جامعة ديوك يصرفون على أبحاثي بسخاء كبير، حتى وصلت الى مبالغ ماليه كبيره جداً.قامت جامعة ديوك بترشيحي ودعمي في عدة منضمات طبيه على مستوى العالم ، فقد تم تعييني محرراً لابحاث القلب  في الكليه الأمريكية للقلب. كما تم اختياري متحدثا باسم المنظمه الامريكيه للقلب لعامين متتالين .
س7_ بالعودة لخبرتك في امريكا ما مدى تقبل المجتمع الأمريكي للمرأة المسلمة الناجحة وعامة والمحجبة على وجه الخصوص؟ج7_بصراحة هذا السؤال جدا صعب فالمجتمع الأمريكي ينظر للحجاب على انه أمر مقلق قليلا، بسبب التشويه الذي حصل في ديننا بسبب الجماعات الاسلامية المتشددة والارهابية، التي ظهرت في الفترة الاخيرة والمشاكل التي تأذت منها اروبا وامريكا واذتنا نحن كعرب ومسلمين، لذا فاحيانا ينظر للحجاب على أنه واحد من معالم الإرهاب،  وغير ذلك فليس مهم طريقة اللبس، لا يهمهم مظهرك يقدر ما يهمهم عقلك. المرأة هنا تأخذ فرصها كاملة، ولا يتم تصنيف المرأة و الرجل بالعكس هناك اولية في بعض الأعمال للمرأة على الرجل، إذا كنت مجتهد فلا يهمهم شكلك وما تضع على راسك.


س8_  كتبت في تدوينة نشرتها عبر حسابك أنه بعد تخرجلك ورغبتك في العودة لبلدك قالوا لك بالحرف الواحد ”  لقد استثمرنا فيك كثيرا ولم ندعك تذهب” ما قصة هذه الجملة وما وقعها عليك ؟

ج8_نعم في الحقيقة الأمريكان من الناس الذين يهتمون بالعقل البشري ويستثمرون فيك ويوصلونك لمراحل معينة وبالمقابل يحبون أن تخدم بلدهم وشعبهم، وكلنا نتفق على أن أنجح استثمار هو الاستثمار البشري .وأنا بصراحة كنت حريصاً على أن أكون مثالاً ناجحاً في كل شئ وأهمها الخُلق والأدب، كوّنت صداقات كثيره وإسماً لامعا في عالم طب القلب حتى خارج جامعة ديوك وأميركا أفقد اصبحت على علاقة قويه بكثير من صناع القرار في عالم الطب حول العالم.

س9_  دراسة الطب لها صلة وثيقة بتلك الأعضاء في جسم الإنسان المخلوق المميز على غيره ؛ فما مدى الأثر الذي تركته الدراسة  في هذا المجال على ب. فواز؟


ج9_ كلما درست وتعلمت كلما انبهرت في قدرة الخالق، والإعجاز في خلق البشر لا يظاهيه اعجاز، ولا يصله عقل انسان، فالخلايا العصبية مثلا، الى الآن لم يتوصل الطب إلى كيفية عملها وكيف تشتغل، كما وقف  والطب عاجزا امام قدرة الخالق القهار أمام عمل الكثير من الأعضاء في جسم الانسان، وإن ادعى توصله الى اعجاز فسيكون كانت محدود القدرات بالمقارنة مع قدرة الله فمثلا توصل الطب إلى  صناعة قلب اسطناعي مكمون من عشرات الاطباء وغرفة من الأجهزة في حين القلب الذي منحنا اياه  الخالق مقداره قبضة اليد .


س10_ بالنسبة للمرأة وعملها في مجال عمليات القلب كيف تراه ؟


ج10_ المرأة اثبتت كفاءتها في كل مجالات العالم دون منازع، في بعض اختصاصات القلب المرأة هي الرائدة، فقد اثبتت كفاءتها في تخصصات أقوى كجراحة الاعصاب، وفي بعض الاختصاصات تفوق الرجل فمثلا رئيسة نيوزيلندا اتخذت اجراءات وقائية لمكافحة فيروس كورونا ساقت بها بلدها الى بر الامان.


س11: في الختام هل من كلمة أو نصيحة تود ارسالها عبر هذا الحوار ؟

ج11_ نعم، الالتزام بديننا الاسلامي اساس التوفيق من الله تعالى ، رضا الوالدين اهم شيء ، لا تذهب الى الشيء الذي يتقاتل عليه الكل، اختر دائما الأمر أو تخصص الذي لا توجد فيه زحمة.


حاورته هالة بلي

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *