الصحفية لامار أركندي في حوار خاص لصوت الضفتين حول وضع المرأة الكردية في ظل الإستعمار التركي وحالة الحرب في سوريا
صوت الضفتين_سوريا
هي من الصحفيات اللآتي أثبتن وجودهن في الوسط الصحفي مؤخرا، فرغم عمرها القصير في عالم الصحافة إلا أنها إستطاعت وبجدارة أن تحتل مكانة مرموقة بين الصحفيات سوريات، فرغم ظروف الكرديات الصعبة إلا أنها تحدت ونجحت في خوض غمار المجال الإعلامي، تلك هي الصحفية المعروفة بكتاباتها السياسية الجريئة وخوضها في مسائل يتحاشاها الكثير من الصحفيين، لذا إرتأينا إستضافتها عبر هذا الحوار لتفتح قلبها لزوار موقع صوت الضفتين، قلنا لها:
- مرحبا بك سيدتي وأهلا بك عبر موقعك صوت الضفتين
- أهلا وسهلا وشكرا على هذه الإستضافة وأنا سعيدة جدا بالتواصل معكم
- البداية دائما بالسؤال التقليدي من هي الصحفية لامار اركندي؟
- في الحقيقة هي صحفية وكاتبة كردية سورية، درست اجازة في الإعلام، خريجة جامعة دمشق في 2012، اشتغلت في مجال التصميم والأزياء، في ظل الدمار والخراب الذي شهدته سوريا سنة 2012 تخرجت وسط ركام الدبابات، اشتغلت فترة لابأس بها في التصميم والأزياء لكن حبها للإعلام جذبها للعودة له وأخذ غماره رغم الظروف الصعبة خاصة على المرأة الكردية التي كانت ولا تزال تعاني الويلات.
- لماذا اخترت توجه الإعلام و الصحافة رغم الظروف الصعبة التي تواجهها المرأة الكردية؟
- كون الصحافة سلاح ذو حدين قد تكون من أكثر الوسائل والأسلحة التي تدافع عن الشعوب المضطهدةكما قد تكون العكس هي التي تشوه الشعوب المضطهدة وتزيد من اضطهادها، وتركيا للأسف استعملت السلاح الأول واستطاعت بجدارة تشويه صورة الشعب الكردي في نظر العرب والأتراك وغيرهم، تركيا للأسف الشديد تروج لنفسها بالزهور الوردية عن طريق مسلسلاتها و شبكات إعلامها لكنها في الحقيقة لا تعرف إلا لعبة الحديد والنار والعنف واضطهاد من ييقع تحت رحمتها ففي تركيا في حد ذاتها تدمر شعبها ومن لا يقف في صفها لكن الإعلام لا ينقل شيئا للعالم .
- ما الذي دفعك للتخصص في شؤون الإرهاب رغم صعوبة الأمر وكيف تم الأمر؟
- استهواني العمل في شؤون التنظيمات المتشددة لمعرفة خبايا وايدولوجيات كل تنظيم لا تظهر للعلن ومكنني من التواصل مع مراكز متخصصة في شؤون الإرهاب وتلقيت تدريبات مكثفة في هذه مراكز متخصصة في كل ما يتعلق بالإرهاب إلى جانب عملي الصحفي.
- كيف استغلت التنظيمات المتشددة المرأة في الترويج لنفسها ؟
- في التنظيمات المتشددة سواء تنظيم قاعدة أو جبهة النصرة كانت المرأة مهمشة في هذه التنظيمات المتطرفة بداية الأمر، لكن تنظيم داعش اعتمد بطريقة ذكية اعتمادا كليا على المرأة فمثلا في اصداراته الاعلامية دعا إلى الإهتمام بدور المرأة وتفعيل دورها ، فبعد أن كانت الخلايا النائمة هي من تقوم بتفجيرات إرهابية أصبحت المرأة هي من تقوم بهذه العملية كون اللباس الشرعي الذي ترتديه يسهل عليها العملية خاصة ان المراة لا تفتش في الحواجز داعش استغل الأمر لخدمة أهدافه الإرهابية استخدمها كدعاية لتجنيد العشرات من الموالين له خاصة في الشبكة العنكبوتية، فهي من تدير كافة المنصات الخاصة بتنظيم داعش.
- كان داعش يستخدم جمال المرأة لجذب موالين له من كافة اسقاع العالم ، وفي مسابقات حفظ القرآن كانت الجائزة عبارة عن جارية والتي في الحقيقة هي سبية من ديانات اخرى . وكانوا يعلمونهم الديانة الاسلامية بالشكل الخاطئ فمثلا يعدونهم عند القيام بعمليات تفجيرية فان مصيرهم الجنة وهناك يجدون 40 حورية جميلة في انتضارهم وغيرها من سبل الإغواء والإغراء الساذجة التي يصدقها البعض.
- المرأة الكردية قاومت سواء المد التركي أو الفارسي على مد التاريخ، المرأة الكردية وقفت جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في الساحات والمعارك وحاربت، هذا الأمر ليس معروف في العالم لضعف الإعلام وعدم قيامه بمهمته الأصلية لكنه معروف في منطقتنا وبين الأكراد في سوريا والعراق وتركيا وايران.
- حدثينا عن وضع المرأة الكردية في ظل الإستعمار التركي وحالة الحرب في سوريا؟
- الاستخبارات التركية تعتبر الشعب التركي العدو اللدود لها تعمل بكل وسائل القضاء على الكرد، بدأ الاحتلال التركي لمدينة عفرين في شهر مارس 2018 ، العنصر النسائي كان مستهدف جدا بدأت الفصائل السورية الموالية لتركيا بالسيطرة على كل القرى والبلدات الموجودة في مدينة عفرين الكردية تم اعتقال النساء من كافة الأصناف العمرية وحتى الأطفال والمسنات منهم تم اعتقالهم في السجون وتعذيبهم بطرق وحشية اغتصاب قتل اعتقال تزويج بالاكراه من المتشددين والمتطرفين انتهاكات همجية التى النساء من ذوي الاحتياججات الخاصة لم يرحموا بشكل يومي طلب اختطاف وفدية للبنات المراهقات والقاصرات.
- الكثير منهمن تعرضوا لحالة فقدان ذاكرة بسبب التعذيب المروع والاغتصاب الوحشي من قبل هؤلاء الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة وتنظيم داعش والفصائل التركمانية الذين ولدوا من رحم القاعدة الإرهابي.
- كيف يمكن للمرأة الكردية أن تتخلص من طغيان المد التركي؟
- إذا كان الاحتلال التركي والفصائل السورية يتكالبون على المرأة الكردية فكيف يمكن لامرأة خلقت ضعيفة بطبعها إضافة إلى كونها مدنية تم تهجير أهلها وتقتيلهم ان تقاوم وحوشا ومتجبرين كهؤلاء، المد التركي يعد ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف النيتو .. لا يمكن هذا الأمر إلا إذا وقف المجتمع الدولي جنبها ودعمها وحماها، لا التنصل من مسؤولياته تجاهها.. ومن منبري هذا أوجه رسالة للمجتمع الدولي للالتفات لواقع المرأة الكردية والوقوف إلى جنبها وحمايتها.
- المرأة الكردية كانت رسول سلام من القرن 21 م كونها كانت السباقة في محاربة اكبر تنظيم واجهته المجتمعات العالمية لكن للأسف كل المجتمع الدولي تخلى عن المرأة الكردية.
- كيف أمسكت المرأة الكردية السلاح؟
- بعد أن بدأت الأزمة السورية في 15 مارس 2011 تعسكرت بعدها ما تسمى بالثورة السورية في 2012، بدأت المجاميع الإرهابية التي كانت تدعي اسقاط نظام بشار الأسد في دمشق بالتوجه للمناطق الكردية، بدأت الجموع بالتوجه على مدينة رأس العين أو ما تعرف بالمدينة السريكانية قامت باحتلالها وطرد أهلها وارتكاب كافة أنواع الانتهاكات بحقهم، كان ذلك في 2012 أي بعد مرور أقل من سنة على الأزمة السورية، بعدها تم تحرير تلك المدينة على يد شباب المدينة وتطوعت النساء في تلك الحرب ويتلقين التدريبات العسكرية الازمة على طريقة حمل السلاح وأنواعه وغيرها من التدريبات التي كان يتلقاها الرجل وبدأت تلك لمجاميع تتحول إلى تنظيمات أكبر فظهر تنظيم جبهة النصرة وداعش تحتل منطقة كوباني وريفها في 2015 حينها بدأت المرأة تقاتل إلى جانب الرجل في ذات الجبهة في كوباني وتلحميس وتلكوتشر ومنبش ومدينة الرقة ومناطق دير الزور الباغوز كما تأسس جيش من المقاتلين لرجال تأسس آخر من المقاتلات النساء وتم تأسيس وحدات لحماية المرأة الإيزيدية والشنغالية والكردية عامة من مختلف أكشال القمع.
- المرأة الكردية المقاتلة لم تظهر مع ظهور داعش بل هي موجودة عبر حقب التاريخ هناك عشرات الالاف من الكرديات اللاتي قارعن الأعداء وأيضا هناك العشرات من الاميرات الكرديات اللواتي حكمن مناطق هنا ونجحن في فرض الأمن على المناطق التي حكموها كحلب ومصر كالأميرة نفرتيتي التي حكمت عرش مصر هي بالأساس أميرة كردية وغيرها كثيرات.
- ماهي نظرتك لثورات الربيع العربي ؟
- في الحقيقة أنا لا أراها ربيعا بقدر ما هي أزمات اخترقت كل بيت ودمرت وشتت ويتمت ورملت.
هالة بلي