بقلم مدير موقع صوت الضفتن نزار الجليدي .. مرفأ بيروت وحكايه البراميل المتفجرة - صوت الضفتين

بقلم مدير موقع صوت الضفتن نزار الجليدي .. مرفأ بيروت وحكايه البراميل المتفجرة

صوت الضفتين_بيروت

 تعلمنا عند قراءة الروايات البوليسيه لاجاتا كريستي أن نلتقط القاتل فى حاله استطعنا أن نمسك طرف الخيط ونحن هنا لسنا جهة تحقيق ولكننا سنقدم خيوطا ربما تساعد جهات التحقيق للوصول لعمق الحقيقه فى قضيه انفجار مرفأ بيروت المروع تلك المدنيه الباريسية التى تحولت إلى منطقه منكوبه فى لحظات  فالبدايه الصحيحه هى كلمه السر البراميل المتفجرة التى تمتلىء بنترات الامونيا المستخدمه فى الاصل لأغراض زراعيه ولا تعتبر محرمه أو محظورة كسلاح كيميائي رغم أنها تصنع في معامل ومصانع الكيمياء وتستطيع الجماعات المتطرفة أن تدخل عليها تعديلات لتصبح قنابل موقوتة وبالفعل تم استخدامها من قبل  النظام الإيراني الذي طور أدائها لتصبح قوة تدميريه كبري فى انفجاراتها .

و أكد خبراء أنها عند انفجارها تقوم بعمل أشكال فى الهواء ودخان كثيف باللون الاحمر والاسود علي شكل فطيرة تشبه قنبله هيروشيما ونكزاكي التى قهرت اليابان في الحرب العالمية الثانية ويسميها بعض المتخصصين قنبله تكتيكيه  وتعتمد تصنيع تلك القنبله على نترات الامونيا تلك النترات التي  تعتبر كنز للجماعات الارهابيه والامونيا تستخدم فى الأساس للزراعه ولكنها خطيرة إن لم تحفظ جيدا وتكون بعيدة عن البنزين فإذا اقتربت منه تحولت لكارثه وعند البحث الدقيق عن انفجار مرفأ بيروت نجد إيران وحزب الله يقفزان أمامك فى كل خطوة فالنظام الإيراني يدعم  حزب الله اللبناني و يحصل الحزب  على أوامره من طهران فالحدود اللبنانيه غير منضبطه ومسيطر عليها حزب الله وليس قوات الجيش اللبناني فرحله السلاح بين إيران وحزب الله ممتده   واعلن  حسن نصر الله أنه فى خندق واحد ليس مع لبنان ولكن مع طهران ويؤخذ أوامره من إيران  و نصر الله  يرتب لقاءات للحرس الثوري الإيراني  على أرض لبنان فى انتهاك واضح لسيادة وآمن بيروت وبالعودة لنترات الامونيا القادمه إلى مرفأ بيروت منذ عام ٢٠١٣ سنجد أن تلك النترات مرت على عده دول قبل الوصول لمرفأ بيروت التعيس حيث جاءت سفينه الموت روسوس المحمله بالنترات من جورجيا التى أعلنت أنها ليس لديها معامل للتصنيع  ولكن الواقع يقول إن جورجيا هى صاحبه نترات الامونيا وحاولت السلطات اللبنانيه أعادت النترات إليها لخطورتها فمن الممكن أن تنفجر مع سوء التخزين أو يحصل عليها جماعات متطرفه تستخدمها كقنابل ولكن لم تستطع لبنان التخلص من الكارثه بل أكدت تقارير امنيه لبنانيه أن هناك كميات من النترات اختفت قبل انفجار مرفأ بيروت فتلك النترات سلاح فتاك ورخيص السعر  وبالبحث ستكتشف أن إيران لديها استثمارات اقتصاديه بجورجيا حيث اعتبرت إيران عده دول كالعراق وسوريا ولبنان وجورجيا أيضا متنفس اقتصادي بطرق شرعيه واخري غير شرعيه بعد فرض العقوبات الاقتصاديه الامريكيه التى أضرت اقتصاد إيران كثيرا .

والمثير في الأمر أن مدير السفينه روسي ومالكها قبرصي مع العلم أن النظام الروسي  على علاقه وثيقه بإيران فكان صاحب السفينه القبرصي مديون لأحد البنوك اللبنانيه المتورطه فى عمليات غسيل أموال ايرانيه وأموال تابعه لحزب الله  وللعلم تم القبض عام ٢٠١١ فى قبرص على شخص لبناني على علاقه بحزب الله كان يخزن ٥ طن من نترات الامونيا تم ضبطهم من قبل الشرطه القبرصية واعدام تلك الكميه لأن الاتحاد الأوربي لديه فرق متخصصه فى مكافحه الإرهاب وتعتبر هذه الفرق أن ايه منشأه لديها 900 كليو غرام من مادة نترات الامونيا يحب أن يتم التفتيش عليها بشكل دوري  وبالرغم أن السفينه روسوس  كانت متهالكه وتم احتجازها لمده اسبوع فى مرفأ اسبانيا لعمل صيانه لها إلا أن السفينه أكملت لمرفأ بيروت وكأنه معد لها أن تصل لتفرغ شحنتها من  نترات الامونيا ثم تغرق فى البحر بسلام كما حدث لها بالفعل لتختفي معالم السفينه فى أعماق البحر تلك السفينه التى حصلت على شهادة جودة وترخيص من دوله جورجيا للإبحار بالرغم من حالتها السيئه ورفع عليها علم أحدي دول أوربا الشرقية مولدوفاتلك الدوله التى تتساهل فى تسجيل السفن بغض النظر عن امان تلك السفن وبالرجوع للمصادر اللبنانيه فكميه النترات المتواجدة على ظهر السفينه تقدر: ب ٢٧٥٠ طنا خزنت لمدة ست سنوات أمام أعين السلطات اللبنانيه التى تجاهلت تقارير الأمن بخطورة استمرار تلك الشحنه المميته فى أحد مخازن المرفأ ولكن لأن الأمن اللبناني لا يسيطر على مرفأ بيروت ومكاتب حزب الله الامنيه هي المسيطر الحقيقي على المرفأ لم تتحرك الشحنه من مكانها لأن القرار ليس بيد قوات الأمن اللبناني فى الأساس ونجد أن المالك لنترات الاموانيا مصنع بموزمبيق متخصص فى صناعه المتفجرات وله علاقه بعدد من الجماعات المتطرفة حول العالم وكان المفترض أن تذهب تلك الشحنه إلى موزمبيق عبر قناه السويس بمصر والغريب فى الأمر أن السفينه التى رست على مرفأ بيروت وجلبت لها الدمار تم تغيير طاقمها البحري فى تركيا بحجج أن الطاقم الأساسي اختلف ماليا مع صاحب السفينه .


وقد أشار أحد السياسين الليبين أن نترات الامونيا تستخدمها مليشيات تركيه فى الحرب الدائرة فى ليبيا وضد الاكراد فى شمال سوريا وأن مرفأ مصراته دخلته شحنه من نترات الامونيا تحت اشراف الأتراك وهذا يجعلنا نستشهد بالحرب الدائرة بين تركيا والاكراد فى شمال سوريا ومنظمه سوريا الديموقراطيه التى كان يدعمها أردوغان ضد النظام السوري بشار الأسد حيث استخدمت النترات فى تصنيع براميل متفجرة من قبل قوات مسلحه تهاجم قوات النظام السوري  ولكن نجد أن أحد المصانع التركيه هو الذي كان يصنع تلك النترات حيث توسع المصنع فى انتاجه وأصبح يعطي تلك النترات لمن يدفع فحصل عليها حزب العمال الكردستاني مما جعل المخابرات التركيه تقوم بعمليه ضبط لصاحب المصنع وتغلقه وكان المصنع يصدر النترات لمصر ولبنان فضبط النظام التركي العديد من المخازن المعبأة بنترات الامونيا ملك حزب العمال الكردستاني ووجد النظام التركي أن هناك كميات كبيرة من نترات الامونيا تدخل لبنان عبر سوريا من خلال شركه لها مقر بلبنان ولكن ليس لها ايه اوراق رسميه ومع تشديد المخابرات التركيه أن لا تصل نترات الامونيا للأكراد بسوريا لهذا الأمر ربما لم يستطع أحد في نقل الامونيا من لبنان مع العلم أن تقارير لبنانيه تقول إن كميه من النترات اختفت فربما ذهبت إلى سوريا ليستخدمها الجبهات المتصارعه هناك تلك الجبهات التى دمرت سوريا بالإرهاب والتدخلات الاقليميه والدولية فتحولت سوريا إلى خراب  والعجيب أن قوات التحالف العربي باليمن تلك القوات التى تحارب الحوثيين المدعومين من إيران وجدوا 5 آلاف طن من نترات الامونيا فى ميناء عدن وتم ضبط الكميه والتحفظ عليها تحت حراسه مشددة ونجد أن حزب الله خزن نترات الامونيا فى أحدي المواقع جنوب ألمانيا عام ٢٠١٦ وتخلصت المانيا من الامونيا وتم القبض على عناصر تابعه لحزب الله ووجد الجيش اللبناني مخزن بالقرب من مرفأ بيروت به ٤ أطنان امونيا وهناك تقارير أكدت أن مستأجر  السفينه التى جلبت الامونيا لمرفأ بيروت  يحمل أكثر من جنسيه فهو روسي  ولديه جواز سفر ايراني والغريب أن تلك السفينه كانت وجهتها موزمبيق ولكن لا يوجد اي معمل كميائي كان طلبا لشحنه النترات  وفى عام ٢٠١٨ تم اعتقال مجموعه رجال أعمال ايرانيين بجورجيا لعملهم بغسيل الأموال  والاتجار بالبشر والدعارة والمخدرات وتم اعتقال عام ٢٠١٢ عنصر تابع لحزب الله بجورجيا لتخزينه ٨ أطنان من نترات الامونيا وفى ٢٠١٥ تم اعتقال ٣ عناصر لحزب الله بالكويت ومعهم ٤ أطنان من الامونيا وفى بوليفيا تم ضبط كميات من الامونيا مع عناصر تابعه لحزب الله وبالتالى ليس مستغربا أن نسمع خبر اخلاء حاويات بداخلها مواد شديدة الخطورة من منفذ ميناء أم قصر بالعراق لأن ذلك المنفذ يسيطر عليه ٣ أحزاب من الشيعه فى غياب تام لدوله العراق وبوضوح بعد أن عرضنا جميع الخيوط ووضعنا جميع الصور بجوار بعضها ليس مستبعدا أن من احرق بيروت ليطمس اثار جريمته هو نفس الفاعل الذي أدخل نترات الامونيا الي لبنان هو صاحب التاريخ الطويل مع اقتناء نترات الامونيا واستخدامها كبراميل متفجرة فلبنان تم انتهاك حرمتها واستخدمت كساحه للصراع الإيراني مع قوي دوليه .

واستفادت إيران اقتصاديا وعسكريا وسياسيا من لبنان عن طريق ذراعها حزب الله الذي لا ينتمي للعاصمه بيروت بل ينتمي للولي الفقيه فى طهران وربما اذهب الى ابعد من ذلك أن ما حدث فى لبنان مخطط له من قبل حزب الله نفسه لتفجير جزء من النترات وتحويل الباقي الي مخازنه الخاصه واستغل الحزب المشادات الكلاميه بينه وبين إسرائيل ليضع نتنياهو في دائرة الاتهام وفى نفس الوقت لأول مرة لا يتهم حزب الله اسرائيل بأنه نفذ عمليه انفجار مرفأ بيروت عكس اداء الحزب الذي يسارع فى اى أمر باتهام إسرائيل وربما تلك العمليه التى حولت بيروت الى بلد منكوب تمت بهذا الشكل لتفرض حزب الله بالقوة بأنه مستمر بالسلطه رغم عن أنف الثورة اللبنانيه الشعبيه التى طالبت بإسقاط حسن نصر الله وحزبه فتلك العمليه تجعل وجود حزب الله ضرورة لانه الوحيد فى لبنان الذي يستطيع أن يتصدي لاسرائيل إذا ثبت أنها وراء تفجير المرفأ وذلك يعطي إشارة لأهل لبنان أن القوة مع حزب الله فالحزب اقوي من جميع المؤسسات الامنيه وان إيران مدته بالسلاح الذي لا يملكه الجيش اللبناني نفسه وان إيران تستطيع فعل الكثير بسلاحها فعلي جميع القوي داخل لبنان وخارجها أن تحترم طهران لان إسرائيل فى مرمي نيران اسلحه وصواريخ طهران والمصيبه أن كان توقعنا حقيقي وان حزب الله هو من حرق لبنان لأن ذلك يعني أن حزب الله فقد السيطرة على عقله بسبب الضغوط الامريكيه على إيران وأنه بذلك سيحول المنطقه لحرائق كبري بقوته ودعم إيران فلابد من التصدي لحزب البراميل المتفجرة قبل أن تتحول عواصم العرب إلى مرفأ بيروت جديد منكوب.

نزار الجليدي

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *