الإعلامي والكاتب الصحفي يحيى الشبرقي يتحدث لصوت الضفتين عن سيرته ومسيرته وواقع الإعلام العربي
صوت الضفتين_السعودية
يحي الشبرقي إعلامي ومحاضر سعودي تميز بحرفه السيال وأسلوبه المقنع وطرحه المميز، استطاع بمرونة توجهاته الفكرية واختلاف تخصصاته أن يغوص في أعماق التاريخ وأن يكتب ويسجل الحاضر بقلم فذ .
الكاتب والمثقف حقق نجاحات مميزة في الساحة الإعلامية وخارجها وقدم عددا من الأعمال الرائعة، شق طريقه بثبات، واثق الخطى مشى على سلم النجاح، استطاع من خلال جمالية أدائه أن يصنع اسما وازنا له على خارطة الساحة الإعلامية يعتبره الكثيرين رائد للإعلام في المجتمع السعودي، وسنتعرف عليه أكثر في هذا الحوار:
- أرحب بك سيدي وشكرا لك على تلبية الدعوة وإتاحة لنا الفرصة لنتعرف على قامة من قامات الإعلام في الخليج والوطن العربي.
- بداية من هو الأستاذ يحيى محمد عبد الله الشبرقي؟
- الإسم يحيى محمد عبد الله الشبرقي والإسم الإعلامي يحيى الشبرقي، انحدر من مدينة أبها البهية شرق الملكة العربية السعودية، مدينة أعشقها ومتيم بترابها ، ترتفع حوالي 3000 عن سطح البحر مشهورة بالغابات الكثيفة، وهي المدينة الوحيدة في العالم التي ينزل مطرها على شكل حبيبات من البرد في شهر أوت المعروف بحرارته.
- تحوي هذه المدينة الأثرية الحضارية فسيفساء من العرب والأتراك ومن الأكراد والهنود.. تاريخها يمتد إلى ما يقارب 5 آلاف سنة ق م، تبنت من الشعر والفن والرواية والمسرح والفن التشكيلي ما جعلها تتميز عن نظيراتها من باقي المدن المجاورة، جمالها انعكس على نفسوس مجتمعاتها وسكانها.
- كيف كانت رحلتك العلمية والمهنية؟ وماهي المناصب التي تقلدتها؟
- درست بكالوريوس وتخصصت في التاريخ والحضارة بشغف وحب وعشق وسافرت بلدانا عدة بغرض التثقف والاستكشاف والمعرفة في هذا المجال، ثم غيرت مساري نحو عالم الصحافة ودرست ماستر في الإعلام بحب أيضا، تكونت في عدة معاهد واقبلت على الكثير من الدورات التدريبية حصلت ديبلوم في الاختزال وديبلومات في الإدارة التربوية و ادارة التحرير والادارة الصحفية وفي التحرير الصحفي.
- عملت في التلفزيون فترة معينة بعدها انتقلت للصحافة المكتوبة وتدرجت في مناصبها .. ومن بين أهم المجلات والجرائد التي اشتغلت فيها صحيفة البلاد و عكاض والندوة وجريدة المدينة وصحيفة الوطن السعودية التي كانت قفزة الصحافة في السعودية وصحيفة الجزيرة ومؤسسة اليمامة الصحفية وجريدة الرياض وغيرها .
- عملت كمندوب في صحيفة الوطن الكويتية ومسؤول عنها في السعودية مررت على جميع فنون واقسام الشغل الصحفي كالقسم الإقتصادي قسم المجتمع والمحليات وقسم الثقافة والفن والقسم الرياضي والسياسي .
– أشرفت على هيكلة الكثير من المجلات والمطبوعات وكنت مدير للإعلام في بعض الوزارات، ورئيس عدد من اللجان الاعلامية في مناسبات سعودية كثيرة، حاضرت وزراء وسفراء خارجية وزعماء خلال محالي الاعلامي.
– بعيدا عن كل هذا حللت ضيفا في الكثير من القنوات وناقشت الشأن السياسي والسياحة والتاريخ والحضارة الاجتماعية .
- الشبرقي كان أيضا عضوا في نادي أبهى الأدبي و جمعية الثقافة والفنون السعودية وعضو هيئة الصحفيين السعوديين وكذا عضو اتحاد الإعلاميين العرب.. مثلت الكثير من القنوات السعودية في المحافل والمؤتمرات الدولية .. شاركت في الاسابيع الثقافية السعودية التي كانت تقيمها ولا زالت المملكة العربية السعودية في الكثير من الدول .
- قلت أن عشقك كان التاريخ والحضارة ما الذي جذبك للإعلام وكيف كانت بداياتك فيه ؟
- الإعلام جعلني ألف جل وأكثر المناطق العالم وهو ما يجعلني أطلع أكثر على الأماكن الأثرية والتاريخية والحضارية سيما لما كان الإعلام قاصر على اذاعةوتلفزيون قبل خروج السوشل ميديا .
- البداية كانت غريبة وعجيبة حيث كنت أقدم حفل وأنا طالب في المرحلة الثانوية في إحدى المناسبات السعودية، على شرف الإعلامي الكبير الدكتور والبروفيسور محمد عبدو يماني ووقتها كان يشغل منصب مدير فقط لم يكن وصل إلى كرسي الوزارة وبعد نهاية الحفل فوجئت بمن يناديني بأن الضيف يسأل عليك أقبلت عليه حياني وأشاد بما قدمته، ثم نادى على مدير التلفزيون قائلا : “يجب أن تستفيدوا من هذا الشاب”، فبدأت رحلتي الاعلامية وأنا في الصف الثاني الثانوي في برامج بسيطة على التلفزيون ما بين تغطيات مناسبات بسيطة وبرامج صغيرة أما نشرات الاخبار واذاعتها فلم أنجح فيها بعد اختباري عدة مرات في سلامة اللغة وسلامة الحروف لان التلفزيونات العربية حينها كانت جد متشددة في سلامة النطق وفصاحة اللغة واللسان لذلك اقتصر شغلي في التلفزيون على التغطيات وعلى البرامج البسيطة والحوارات ثم استهوتني الصحافة الورقية فأخذتني لما يقارب 37 عاما .
- درست وحاضرت في الاعلام كثيرا سواء دورات لأندية أو وزارات معينة أو حتى على المستوى الأكاديمي ولكني لم أنتظم كأستاذ متفرغ في احدى الجامعات إلا من باب التعاون معهم ومن باب إثراء طلاب وطالبات الاعلام برجل ميداني أتى من الميدان ليس من الجامعات .
- عشت متنقلا بين الاعلام والتعليم والفكر والادب أسست للإعلام التربوي على مستوى دول الخليج والدول العربية سنة 1408 هجري نجحت التجربة وكنت مؤسسا أيضا على مستوى المملكة العربية السعودية للاعلام التربوي ثم ترأست الكثير من اللجان الاعلامية و عملت تقريبا في كل القنوات والصحف والمجلات السعودية عملت مرافقا اعلاميا لبعض الشخصيات الكبيرة.
- أسست اعلام امارة منطقة عسير في زمن الأمير خالد الفيصل الذي هو الان أميرمنطقة مكة المكرمة رافقته قرابة 10 سنوات قبل انتقاله عملت مع الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز ترأست الكثير من اللجان الاعلامية الرياضية التي حصلت في منطقتي أو على مستوى المملكة
- ترأست لجان إعلامية سياحية ومهرجانات الصيف و مثلت بعض المطبوعات السعودية في مهرجانات القاهرة الفنية الصيفية ، وكتبت في المسرح والأدب والقصيدة والقصة كمراسل وناقد.
- كيف ترى واقع الإعلام العربي في الوقت الحالي؟
- لا شك أن الاعلام العربي ارتقى كثيرا فبعد أن كان مقتصرا على الاذاعة والتلفزيون والقلم بعد التقدم التقني والرقمي أصبح العالم قرية صغيرة ، لكن رغم كل ذلك فإن فضائيات الدول العربية في رأيي لم تواكب الاحداث بعد.
- كنا قد استبشرنا خيرا بعد صعود نجم قناة الجزيرة في بداياتها ولكن كإعلاميين وكساسة في الوطن العربي صدمنا لما تحولت إلى قناة ايديولوجية تخدم الاخوان المسلمين صدمنا بها لما بدأت تناقش ما يثير الضغائن بين الدول العربية نعلم كلنا أنها استهلت بداياتها بمناقشة مشاكل الحدودية بينالسودان ومصر السعودية واليمن الجزائر والمغرب العربي ليبيا ومصر وكأنها تريد أن تضرم الفتن وبعدها انتقلت إلى الطائفيات.
- الاعلام العربي مع الأسف أصبح كل يغني على ليلاه وكنت أطالب من منبركم جامعة الدول العربية من ضمن مهامها أن تدعوا وزراء الاعلام العرب لرسم استراتيجية عربية موحدة تستطيع أن الاعلام العربي وأن تخاطب الغرب والشرق وأن يصل صوتها إلى كل مكان .
- كما سبق وأسلفت بأن الاعلام العربي لم يواكب الأحداث الحاصلة في داخله والمشاكل ولم يتعدى محيطه ما الحل في رأييك؟
- اقترح عدة اجتماعات مكثفة لوزراء الاعلام العرب لرسم استراتيجية موحدة للاعلام العربي وتأسيس مؤسسات وفتح قنوات جديدة حديثة لها تأثيرها تخاطب العالم كله بكل لغاته وتوصل رسالته وكلمته
- الشعوب العربية 24 دولة تفوق الاعلام الايراني عليها دولة واحدة مثل إيران صوتها مسموع ووصلت رسالتها لكل بلدان العالم بما فيهم نحن العرب .
- الاعلام العربي تشرذم سيما بعد المشروع الشيطاني للملعونة هلري كلينتون وأوباما ماسمي بالربيع العربي ، فأصبح الاعلام موزع في المنطقة العربية بين اعلام يخدم الخمينية أو الفرس وإعلام اخونجي يخدم تركيا وكفتها واعلام متزن وطني حريص على استقلالية الراي العربي والسيادة العربية لذلك فالاعلام العربي متشرذم ومشتت على 3 اتجاهات حسب رأيي.
- تدرجت في العمل الصحفي بين الإعلام والصحافة ما الفرق بين الاعلامي والصحفي بالعودة لخبرتك الكبيرة في المجال؟
- الاعلامي هو من عمل في التلفزيون والاذاعة والصحافة وهو الانسان المؤهل الذي درس وتخصص أما الصحفي فهو الذي يعمل في الصحافة فقط وماعدى يسمى مراسل ومخبر لأنها درجات .
ومع الانتشار الواسع للصحف الالكترونية وكثرة المراسلين والصحفيين أصبح كل من هب ودب يفخم في اسمه ويطلق على نفسه لقب الاعلامي وهذا خطأ فادح يقع فيه الصحفي لم ينقص ولم يقلل من قيمة التابعي و مصطفى أمين وعلى أمين بدؤو مراسلين وصحفيين وماتوا كذلك .
- ماهي المؤهلات التي يجب أن يتحلى بها الصحفي في رأيك ؟
- من يريد العمل في الأجهزة الاعلامية ينبغي أن يكون مثقف.. والمثقف هو كثير القراءة في كل فن لأنه معرض للعمل في الفن والأدب وارياضة والسياسة والثقافة وغيرها وهو أيضا معرض أن يحاور يوما ما في التنمية فيجب أن يكون لديه المام في التنمية والادارة والاقتصاد و في الشعر والقصة والرواية وغيرها من التخصصات، لأن الصحفي دون ثقافة ليس صحفي متكامل .
- ماهي الرسالة التي يقدمها الشبرقي للجهات المختصة من أجل الإرتقاء بالإعلام العربي وفينتعش ويقوم من غيبوبته التي طال أمدها؟
- أطالب جامعة الدول العربية التي لازلت أعول عليها ، من هذا المنبر إلى أن تشمر على ساعديها لتنهض بالاعلام العربي الذي فتك بالامة العربية وألقى بها في اسفل السافلين،
- يفترض لهذه الجامعة أن تكون لها دراسات وتنتج ويكون لنا من خلالها مناطق لصنع القرار ، كما يجب عليها أن تسعى جاهدة وتستعين بجامعات الدول العربية وبالساسة العرب وبوزراء الاعلام العرب في رسم استراتيجية اعلامية مهمة لان الاعلام له تأثيره الكبير في ايصال كل شيء للشعوب الغربية والشرقية وللساسة في هذه البلدان إلا أن جامعة الدول العربية لم تلعب دورها المطلوب في ايصل صوت العرب للضفة الاخرى من العالم .
- ما السبب في هذا الإنحطاط في نظرك؟
- المنطقة العربية يتجاذبها مثلث خطير جدا رأس هذا المثلث هو اسرائيل والرأسين الآخرين هم الإخونجية والتيار الخميني .
- اسرائيل متعارف أنها تسعى لايصال امبراطوريتها من الماء إلى الماء أو من النيل إلى الفرات، ولذلك فإن كلا التيارين الخميني والإخونجي، يمهد الأرض لها عن قصد أو دون قصد.
- أما التيار الإخونجي فتترأسه تركيا ولها أطماع في الدول العربية وتريد أن تعود بأي شكل من الأشكال إلى عهدها السابق، و أما التيار الفارسي أو الخميني فإن الفرس كما نعلم جميعا حقدوا على الشعوب العربية من بعد معركة القادسية واسقاط امبراطوريتهم، ولذلك خدعوا الشيعة العرب وقالوا ان الشيعة الخمينية تختلف عن الشيعة العرب لهم ايديولوجية تغلف في بطنها الاطماع الفارسية والأطماع السياسية والأحقاد تريد أن تعيد صنع مجد الامبراطورية الفارسية .
- ومن بقي من الدول العربية سليما معافا منهم يجب ان يكون جبهة ثانية واتحاد آخر واستراتيجية جديدة اعلامية وسياسية واقتصادية للمحافظة على البقية الباقية من الدول العربية، ثم السعي إلى تخليص بقية الشعوب العربية كسوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا من قبضة الذئاب المفترسة التي تنهش جسم الدول العربية .
حاورته: هالة بلي
