فرنسا :ماكرون يقدم "خريطة طريق" للبنان - صوت الضفتين

فرنسا :ماكرون يقدم “خريطة طريق” للبنان

صوت الضفتين -باريس

قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خريطة طريق للسياسيين في لبنان تضمنت إجراءات تفصيلية لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية بعد أكثر من أسبوع على انفجار بيروت، ودعت الورقة الفرنسية للإسراع بتشكيل حكومة مؤقتة، وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة خلال عام، ومن المقرر أن يزور ماكرون لبنان الثلاثاء المقبل، وهي الزيارة الثانية خلال أقل من شهر.

وتدعو خريطة الطريق التي سلمها السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه للسلطات اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات، طالما طالب المانحون الأجانب بالكثير منها، وتتضمن الإسراع بتشكيل حكومة لتفادي الفراغ في السلطة، على أن تنفذ هذ الحكومة إصلاحات عاجلة، كما تشدد فرنسا على ضرورة القيام بتدقيق للبنك المركزي اللبناني الذي وجهت له أطراف سياسية انتقادات لطريقة إدارته للسياسة النقدية.

واستقالت حكومة حسان دياب في العاشر من الشهر الحالي تحت ضغط الشارع اللبناني الغاضب من الطبقة السياسية، والذي يتهمها بالفساد والإهمال، ويحملها مسؤولية انفجار المرفأ الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 180 شخصا، وأصاب نحو ٦ آلاف آخرين، ودمر أحياء بأكملها.

جمود المحادثات
وتجمدت مواقف ساسة لبنان في محادثات غير مثمرة لحد الساعة ترمي للاتفاق على رئيس وزراء جديد عقب استقالة الحكومة، قد يتمكن من استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

وتقول الورقة الفرنسية إن ٤ قطاعات أخرى بحاجة لعناية عاجلة، وهي المساعدة الإنسانية وتعامل السلطات مع جائحة فيروس كورونا المستجد، وإعادة الإعمار بعد انفجار الرابع من أغسطس/آب في مرفأ بيروت، والإصلاحات السياسية والاقتصادية، وانتخابات برلمانية تشريعية.

وحث ماكرون السلطات اللبنانية على إحراز تقدم في محادثات صندوق النقد الدولي، ودعا إلى إشراف الأمم المتحدة على أموال المساعدات الإنسانية الدولية التي تم التعهد بتقديمها للبنان في الأسابيع الأخيرة لدعمه عقب انفجار بيروت، فضلا عن إجراء تحقيق محايد في ملابسات الانفجار.

وأخفقت حكومة تصريف الأعمال في لبنان في تحقيق تقدم في محادثات مع صندوق النقد من أجل حزمة إنقاذ مالي، وذلك بسبب الجمود فيما يتعلق بالإصلاحات، ونزاع بشأن حجم خسائر القطاع المالي.

كما دعت خريطة الطريق الفرنسية إلى ضرورة إجراء تدقيق فوري وكامل في المالية العامة وإصلاح قطاع الكهرباء في لبنان، الذي يستنزف أموال الخزينة ولا يؤمن شبكة كهرباء تكفي البلاد.

وأضافت الورقة الفرنسية أنه يتعين على البرلمان اللبناني سن القوانين اللازمة لإحداث التغيير في الفترة الانتقالية، على أن تصوت كافة الكتل النيابية على هذه الإجراءات لكي يتسنى للحكومة الجديدة إقرارها في الأشهر المقبلة.

دور باريس
وتقول باريس في الوثيقة نفسها إنها ستقوم بدور رئيسي في إعادة بناء مرفأ بيروت المدمر، وتعزيز الرعاية الصحية، وإرسال فرق من وزارة المالية والبنك المركزي الفرنسيين لدعم التدقيق المالي، والمساعدة في تنظيم الانتخابات المبكرة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.

ومن المرتقب أن يصل الرئيس الفرنسي الثلاثاء المقبل لمتابعة جهود المساعدات الدولية لإعادة إعمار لبنان، وبحث المسائل السياسية مع القيادات اللبنانية، وكان ماكرون حض في زيارته السابقة لبيروت في 6 أوت الجاري السلطات على القيام بإصلاحات بنيوية، بوصفها شرطا للحصول على تمويل دولي، يبقى ضروريا لإنعاش الاقتصاد اللبناني المنهار منذ بضعة أشهر.

وقال مصدر سياسي لبناني لوكالة رويترز إن ماكرون أجرى منذ زيارته للبنان عدة مكالمات هاتفية مع قادة سياسيين بارزين في البلاد.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *