كيف كانا نتعامل مع موجات الحر الشديدة قبل اختراع المكيف!
صوت اضفتين_منوعات
يعتبر شهر أوت الاشد حرا في السنة على أغلب مناطق العالم وهو الشهر الذي يتميّز أيضا بارتفاع كبير بمستويات الرطوبة، مما يزيد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة، فكيف كان الناس يتعاملون معه قبل اكتشاف المكيف و ماهي الوسائل التي استعملت منذ القدم للتبريد والتقليل من درجات الحرارة ؟
تعد مراوح الريش أو سعف النخيل طريقة تبريد وطوّرها الأقدمون تقيهم حرّ الجو والإحساس المزعج بالرطوبة المرتفعة، منها لا يزال قائماً إلى الآن، أو ما يعتمد تقنية التبريد ذاتها، وهي إثارة الهواء عبر التحريك، كما يحصل مع المروحة التي تحرّك شفراتها الهواء بعد هزّها باليد، فكانت تصنع من ريش الطيور أو من سعف النخل، كما عند العرب، وسجّل العرب والفراعنة والصينيون، أقدم اختراع للتبريد بالمراوح اليدوية. ويرد في العربية، أن المِروح والمروحة، آلة يُتبَرَّد بها.سعف النخل
كما ان بيوت العرب قديما التي كانت تبنى بمادة الطين وبأسلوب عمراني يمنع اختراق درجات الحرارة العالية داخل المنزل .
البيوت قديما كانت بنظام تبريد داخلي، من خلال أسلوبية العمارة، ومنه “الساباط” الذي يعرَّف بأنه سقيفة بين دارين أو حائطين، وتسمح تلك المسافة بانتقال الهواء أسرع بسبب فارق درجة الحرارة ما بين السقيفة في الأعلى، وأرضية المكان. كذلك تقوم السراديب بتأمين وقاية أكبر من التعرض للشمس مباشرة، فتكون رطبة وحرارتها أكثر انخفاضاً، وعرفت السراديب في العاصمة العراقية بغداد، ومثلها “القبو” كما يسمى في الشام، ومنها الأقبية التي تؤدي الغرض ذاته.
ومن أنظمة التبريد القديمة، بناء البراجيل، وواحدتها برجيل، غير عربية الأصل، وهي نوع من البناء البرجي المزوّد بفتحات، ينتهي بمكان الجلوس أو النوم، وتسهم فتحات البناء البرجي، بتأمين سرعة تقلّب الهواء، ما بين الحار في الأعلى، والبادر في الأسفل. وقد تكون كلمة البراجيل، من كلمة برج. وتعرف البراجيل في مصر، وفيها مدينة تحمل هذا الاسم. واعتمدت تقنية استقبال وخروج الهواء، في كثير من أنظمة العمارة الكلاسيكية، كوسيلة تبريد طبيعية، يسهم اختيار مكان الفتحات بتأمين قدر أكبر من تدفق الهواء.
كما كان “تبريد” المكان، بتقنيات بدائية، وسيلة مكّنت الأقدمين، من احتمال حرارة الجو، فإن الجسم يحتاج تبريد بعض المواد الداخلية إليه، كالماء، من أجل خفض درجة حرارته. فبمجرد تناول المرء ماء بارداً ينتابه إحساس بالانتعاش في الحر الشديد.
هالة بلي